لن تكون هذه التوبة نصوحاً إلا بالإقلاع عن المعصية، وبالندم الصادق على اقترافها، والعزم الجازم على عدم العودة إليها، ورد المظالم والحقوق إلى أهلها إن تعلقت بحقوق العباد؛ فإذا قرن هذه التوبة بكمال مراقبة ومحاسبة لنفسه، ودوام تلاوة لكتاب ربه بالتدبر والتفكر، وتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض، ومصاحبة للأخيار الأبرار، الذين يذكّرونه حين ينسى، ويعينونه حين يذكر، ومحبة الخير للمؤمنين، وكف الأذى عنهم، والإحسان إليهم بكل ضروب الإحسان، ومنه: النصح لهم، وتحذيرهم غوائل العلو على الله بالعتو عن أمره، والمؤاسفة له الموجبة لانتقامه وأليم عقابه. إنه إذا قرن التوبة النصوح بهذه الخصال الشريفة، كان مبلغ نجحه في وقاية نفسه النار عظيماً.
مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي للشيخ الدكتور أسامة خياط