لاشك أن كل حضارة قامت على الأرض لها ركيزتين اساسيتين
هما ( العلوم ) و ( الثقافة )
ويقصد بالعلوم : العلوم التطبيقية ( كالرياضيات ، والكيمياء ، والفيزياء ، والطب ، والهندسة ، وعلم الفلك والبحار )
الثقافة : أو الآداب وتمثل الجانب الروحي لهذه الحضارة
وتعتبر المنطلق الذي ينطلق منه العلماء في بناء الحضارات
يستمدون منها التوجيه في تعاملهم مع ما أودعه الله في
الأرض وما وهبهم من عقول . بغض النظر عن مصدر هذه
الثقافة هل هو سماوي ام وضعي أو غيرها
ماسبق لم يكن محور موضوعنا ، وإنما مقدمة لابد منها
ماذا لو قامت الحضارة على ركيزة العلم فقط دون الثقافة ؟
للجواب على السؤال السابق ناخذ الحضارة الغربية كمثال
و لتكتمل الصورة لا بد أن نذكر المصادر الرئيسية لها
ومبادئ العلوم التي برعوا فيها بعد تطويرها أي ( حجر
الأساس لها .
عندما قامت الحضارة الإسلامية وبلغت أوجها كانت أوروبا غارقة في ظلام الجهل والتخلف، ووجد الغربيين فيها
ضالتهم وخاصة عندما فتح المسلمون بلاد الأندلس .
فأخذوا منهم مبادئ العلوم والتي تمثل الأساس الذي قامت
عليه حضارتهم التي نشاهدها اليوم ، بعد أن طوروا تلك المبادئ
وألفوا فيها الكتب وأجرو عليها البحوث والدراسات
وهو ماشهد به المنصفون منهم حين اعترفوا بالفضل لأهله .
والملاحظ أنهم أقاموا حضارتهم على الجانب العلمي وأستبعدوا
الجانب الثقافي والأدبي .
ويتضح ذلك في أخذهم الأسس العلمية من المسلمين دون
الثقافة .
أيضاً تمردهم على الكنيسة والتي تمثل الثقافة لديهم .
وما قامت به محاكم التفتيش خير دليل على ذلك
وماذا بعد ...!؟
انبهر المسلمون بالحضارة الغربية فأخذوا أسوأ مالديهم( الثقافة)
إعتقاداً منهم انها جزء من حضارتهم وتركوا الأفضل (العلوم )
بعكس ما أخذه الأوربيين القداما .
أخذوا منا العلوم و أخذنا منهم الآداب ( الثقافة)
أخذوا من علمائنا وفي المقابل أخذنا من سفهائهم للأسف
فقلدناهم في اللباس والكلام وقصات الشعرووو .
الخلاصة :
اخذوا لب الحضارة من الأجداد و سلبوا بها ألباب الأحفاد
فشتان بين ما أخذوا منا وأخذناه منهم !!!
وشتان بين ما غرَّبوا وعرَّبنا !!!