في مدينتي الغاليه
كان شاب ياتينا من احد المدن المجاوره واسمه محمد
يحمل بعض البضايع علي ظهره
ليبيعها ويكسب منها بعض الدراهم يصرف بها علي والدته ونفسه
وماتبقي يشتري به بعض متطلباته في الدراسه لكي يكمل تعليمه
فهو يدرس وامنيته ان يصبح طبيا وهو شاب فقير لا يملك مال ولا جاه
وفي احداء الايام تعب من كثر التنقل من شارع لشارع ومن حاره لحاره
وحس بالجوع ولمن يكن قد باع شي لكي يشتري مايريد ليسد حاجة النفس
من مغص الجوع
فقرر ان يطلب من اول من زبون يقابله ان يعطيه شي من الاكل
وبينما هو ماشي نادته بنت شابه من طاقة بيتهم بصوت هادي فرقنا ياراعي البضاعه
تعال ابي اشتري منك فتقرب من باب بيتهم وانتظر
فردت البنت
لقد علمتني امي ان لا نقبل اي ثمن لفعل الخير
فقال لها محمد اذا اشكرك من اعماق قلبي واتمني من ارحم الراحمين لك النجاح والتوفيق بحياتك وذهب
وهنا شعر محمد بانه ليس بصحه جيده فقط بل ايمانه بالله والانسانيه قد زاد
بعد ان كان بائسا ومحبطا وفقيرا بهذه الدنيا
فرجع عائدا الي غرفة الاطباء بدون ان ينطق كلمه وعاقدا العزم ان يفعل
كل مايستطيع لانقاذ حياة من اسقته كاس اللبن ولم توخذ منه مقابل وقد كان في ذلك اليوم
في اشد الحاجه لتلك الكاسه من اللبن
وبداء محمد اهتماما خاصا بحالتها ومرضها من غير ان يعلمها بمافعلتة معه
وبعد تعب وصراع طويل تمت المهمه علي اكمل وجه وشفيت المرأه من مرضها
وهنا طلب محمد فاتورة المستشفي الي مكتبه ليعتمدها
ونظر الي الفاتوره وكتب في اخرها عدة كلمات وارسلها لغرفة المريضه
كانت المريضه خايفه من النظر للفاتوره لانها تشعر بكبر مبلغها وسوف تمر سنين
تدفع من مرتبها لسدادها
واخيرا نظره لتتصفح الفاتوره واثار انتباهها مادون في اخر الفاتوره
فقرأت تلك الكلمات
مدفوعه الفاتوره بالكامل مقابل دين بطرفنا كاس من اللبن
التوقيع الدكتور محمد فرقنا سابقا
اغرقت عيناها بدموع الفرح وهنا وانشرح صدرها وانبسط قلبها بالسرور بهذه الكلمات
وصارة تردد شكرا لك يارب شكرا لك يارب شكرا لك يارب
علي فيض حبك ولطفك الغامر
والممتد عبر قلوب وايادي البشر