معظمنا قرأ أو سمع تلك النكتة التي تتحدث عن جلوس أربعة ركاب– شابة آسيوية وعجوز ألمانية وشاب اسرئيلي ورجل امريكي- متقابلين في إحدى غرف القطار...وعندما مر القطار من نفق طويل سُمع صوت قبلة ثم صفعة قوية على الوجه ..وفور خروج "الترين" من النفق ، بدأ الكل بتحليل مصدر القبلة ومصير الصفعة
:::: ::::
العجوز الألمانية: قالت في نفسها: يا لها من فتاة أبية..اساء الاسرائيلي الأدب معها فصفعته.
اما الفتاة فقالت: يا له من امريكي غبي..يقبل العجوز ويتركني!!..
قال الأمريكي: يا له من شاب محظوظ..هو يقبّل وأنا آكل الصفعة..
اما الاسرائيلي فكان يضحك بسره قائلاً: كلهم ساكتين ع مضض..فقد قبّلت ظاهر يدي وصفعت الأمريكي صفعة لن ينساها...
الفيلم المسيء للرسول الكريم ، هو يشبه حادثة القطار تماماً... اليهودية المتطرّفة هي التي أساءت الأدب للإسلام وفي نيتها وغايتها صفع أمريكا على وجهها صفعة لن تناسها.. وقد تم بالفعل ...انتجوا فيلماً رديئاً ليس من حيث الفكرة والنص والتطاول بل من حيث التقنية الفنية ايضاَ...وفي نيتهم تهييج العالم الاسلامي ضد أمريكا ، وخلق قلق "سبتيمبري" جديد ومستمر يذكر الأخيرة بأن المسلمين هم وجع العالم المزمن وان دعم أمريكا لأي ربيع عربي سيفرز حكومات اسلامية ،يكون نتيجتها فوضى واقتحام سفارات وترويع رعايا ،ولم يكتفوا بذلك بل قدموا نموذجاً حياً لما سيحدث من خلال "قتل السفير الامريكي" في ليبيا ، اما بقية دول العالم الراكبة في قطار الحدث فلا زالت تستهجن الفعل وردة الفعل بنفس المقدار والاتجاه...
لا يوجد عاقل يستطيع ان يحمل الادارة الأمريكية مسؤولية النية المبيّتة بإنتاج الفيلم ، فالانتخابات الرئاسية على الأبواب، وأحداث سبتمبر تخيّم كل عام على الولايات المتحدة بمزيد من القلق والهلع، لذا على الاطلاق ليس من مصلحتها معاداة مسلمي امريكا وحلفائها في العالم ، وفي هذا التوقيت بالذات ...اذن هناك من يختار التوقيت والمادة بعناية فائقة ، وبما انه لم يبق في مركبة النفق المظلم الا اليهودية المتطرفة..فهي التي اساءت الأدب وهي التي صفعت وستصفع ثانية وثالثة في عتمة التفسير ..
الغريب أنه يوم الجمعة الماضي ونحن نتابع رمي الجزم اعزكم الله .. والحجارة على السفارات الأمريكية في مختلف العواصم، ونسمع ونقرأ الهتافات التي اثارات الاستغراب والسخرية مثل: اسمع اسمع يا اوباما..ترى كلنا اسامه" أو كأن اوباما رئيس بلدية الموقرين ....!! رددو " اوباما يا جبان يا عميل الأمريكان" ادركنا اننا بعيدون جداً عن فهم ما يحاك حولنا في الكرسي المقابل لقارتنا ..وان من تحدّث عنهم وليام غاي كارفي كتابه: أحجار على رقعة الشطرنج ...ما زالوا يديرون اللعبة بإحكام، وبإحكام تام...