في حياااااتنا الدنيوية مشاهد تتكرر، فهنااااااااك مشهد دخولك إلى منزلك ورؤيتك لأسرتك ، ومشهد ذهااااابك إلى عملك وسيرك في طريقك المعتاد. ولكن حينما يكون المشهد "رؤيتك لأعمالك" لا شك أنه سيكووون مشهداً غريباً نوعاً ماااا ..!!! لعلك تنتقل معي إلى أرضٍ جديدةٍ في معاااالمها،غريبةٍ في أجوائها،متميزةٍ بعظمتها وسعتها ..!!! هناك وحينما يجتمع الخلائق أجمعون في مشهد حافل بالإثارة ويكون اللقاء كبيراً، تحصل عدة مشاهد, ولعل منها "مشهد رؤية الأعمال"..!!! تأمل معي قوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } [الزلزلة:6]. أليس مشهداً غريباً ؟ إن الله لم يذكر هناااا رؤيتك لقريبٍ أو حبيب،ولا لزوجة ولا لزوج، ولا لمالٍ أو متاعٍ جميل،نعم لقد ذهبت متعلقات الدنيا بكل أطيافها، إنك الآن في أرض المحشر وأرض الميعاد.. إن المووووعد ليكون اللقاء مع الأعماااال { لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } [الزلزلة:6]. إنها لحظة رؤية المنجزااات الكبيرة من الحسناااات والصالحات،إنها لحظة مشاهدة السيئات والكبائر التي فعلتها ونسيتها ولكن الله لا ينسى ... إنها ساعة الندم حينما ترى ذنوووووبك التي ذهبت لذتها وبقيت مكتوبة لكي تشااااهدها هنااااك..!!! أنسيت كتاااابة الملائكة لأعمالك { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ } [الانفطار:10-11]. وتستمر كتابتهم الدقيقة عليك حتى تكووون ساعة موتك, ثم تنتقل لقبرك,ثم ليوم حشرك، ثم هناك تستلم التقرير الكبير لسجل أعمالك لتشاهدها هناااااك بل وتقرأها ..!!!! { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء: 14]. يا الله ... ما أعجب اللقاء حينما يكوووون مع العمل، وما أجمله إن كان العمل صالحاً وما أحزنه إن كان العمل سيئاً ..!!! إن الواحد منا ليحاول أن ينسى جريمته وخطيئته حتى لا يؤنبه ضميره،ولكن هناك مشهد الرؤية للأعمال وما أعظمه من مشهد. { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } [الكهف:49]. إن ... التأمل في ذلك المشهد يجعلك تستيقظ وتعيد المراااجعة لنفسك،لتصحح مسارك , وتساهم في المزيد من الحسنات لكي تشاهدها هناك لتسعد السعادة الحقيقية وتصيح أمام العالمين ... { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ } [الحاقة: 19- 20]. وذلك المشهد يجعلك تقف، وتستغفر من ذنوبك، وتبدأ في محوهامن كتااااابك حتى لا تشاهدها هنااااك { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود: 114]. الكاتب سـلطان العمري