الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وبعد !!
الإنسان مصاب في حياته ولا شك
وميت ولا ريب،
ولكنه في كل أحواله - ماضره أو أسره - لا يتبع إلا ما أحل الله له ،
فالحلال بين والحرام بين ،
وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس ،
فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ،
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
كالراعي حول الحمى
يوشك أن يرتع فيه ..
ونقل الأعضاء من شخص إلى شخص
سواءً كان المنقول منه ميتاً أو حياً
مما ابتلينا فيه في عصرنا
وأصبح من المتعارف عليه
والمتسارع إليه ..
مع أنه إن لم يكن حراماً فهو من المتشابهات ..
ولربما عده بعضهم من الصدقة الجارية ..
أي صدقة وأنت تتعدى على نفسك !!
يا أخي إن مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ،
وليس فيها أو عضو منه زرع في غيره ..
بالله عليكم كيف يهب الإنسان ما لا يملك ؟
هل أنت تملك أعضاءك !!
وما خُلقت فيك ، بل ما خلقت كلَّك إلا لعبادة الله ..
ونحن نردد صباح مساء :
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ..
أعلم أن هنا من الشباب الملتزم
ممن هو أقدر مني لفهم الموضوع وعرضه ..
ولكن شدني ما رأيته من موضوع
يزعم أن جميع الأديان لا ترى بأساً بذلك ..
يا أخي أنت لا تملك حق التصرف في أعضائك
حتى بعد موتك ..
والله قد ابتلى الناس فنحن في دار ابتلاء
فليصبر المبتلى
ولا يقتحم ما قد يحرم عليه !!
المصيبة أن زميل لي
أصيبت أمه بفشل كلوي ..
فتسارع بعضهم لعرض كليته لأمه بين امتنع بعضهم
فعده الآخرون من العقوق ولا حول إلا بالله ..
ثم إن جاز لك التبرع بشيء ما ، جاز لك بيعه ..
وهذا فيه إهانة لمن كرمهم الله من بني آدم ..
فاصبر أخي المبتلى،
واستبريء أخي الصحيح لدينك وعرضك !!