أحيانا يدرك الإنسان لا شعوريا ... أن هناك خطأ ما يصيب المجتمع أو أي فئة كبيرة منه ....
ولكنه في البداية لا يعرف ... سبب ذلك الخطأ ولا يعرف سبيل الرشاد ....
ولذلك يمر الإنسان في طريقة نحو البحث عن الحقيقة بالكثير من العقبات ....
ومن أهم تلك العقبات هو بقاءه تحت تأثير مجتمعه فكريا ...
ولعل في إنكار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في بداية حياته أفعال قومه ومعتقداتهم الشركية ...
واعتزاله صلى الله عليه وسلم مجتمعه الجاهلي و صعود لأعلى جبل النور ..
لفترات طويلة في غار حراء ... يعطى دلالات فكرية بوجوب التسامي بالفكر فوق تأثيرات المجتمع الخاطئة والسلبية ....
والإنسان في أثناء بحثه عن الحقيقة لا يمكن أن (( يُحاكم )) بنفس الدرجة التي يحاكم بها من ظهرت له الحقيقة ظاهرة جليه واضحه !!!؟
ولذلك نجد كثره الأقوال والتفاسير والتي تضطرب في المعنى المقصود بالضلال ...
في قوله تعالى (( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَىٰ )) ... وهذه الاضطراب يرجع لعدم التفرقة بين مراحل الوصول للحقيقة ...
فالمرحلة الأولى ... هي رفض وإنكار واعتزال الأفكار الخاطئة .... والمرحلة الأخيرة الي الوصول الي الهداية ...
وبينهما طريق طويل من البحث عن الهداية ... والتي تكون بيد الله سبحانه وتعالى ..
وقد فطن موسى عليه السلام ... لذلك الخلط بين مرحلة الضلال قبل أتضاح الحق ... و مرحلة الكفر بعد أتضاح الحق ورفضه ....
وهو اللبس الذي كان يريد فرعون أن يحدثه في فهم من حضر محاورته مع موسى عليه السلام ....
وذلك عندما أستخدم فرعون لفظ (( كافرين )) لحاله موسى قبل الرسالة بقولة ((وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ))
ولكن موسى رفض ذلك الوصف الخاطئ لحالته قبل الرسالة وقبل وضوح الحق له ...
وصحح اللبس الذي أحدثه كلام فرعون في الحال ... بستخدام وصف (( الضالين )) ... وليس ((الكافرين ))