عملت هيئة سوق المال في السنوات الماضية على تطوير أدائها وملاءمة أنظمتها وتعزيز كفاءة وتأهيل كوادرها من الشباب السعودي للحاق بفورة نشاط سوق الأسهم والاستثمارات المالية في السوق السعودي، وهذا يحسب للدكتور عبدالرحمن التويجري وزملائه في الهيئة، لكن تعاني الهيئة من نفس معاناة هيئة محافحة الفساد «نزاهة»، وهي الوقوف عاجزة عن قفز الأسوار العالية واختراق الجدران السميكة!
فإذا كانت الهيئة تتصدى لبعض هوامير الأسهم وتلاحق المتلاعبين بالتداولات والاستثمارات المالية، فإن هناك قططا سمينة استعصت عليهم شباك الهيئة ومصائدها، كما أن خسارة الهيئة لبعض القضايا القانونية ضد هوامير يديرون شركات استثمار مالي في سوق الأسهم ومحافظ تداول مفضوحين بممارساتهم المخالفة للقانون تضع أكثر من علامة استفهام حول حقيقة براءتهم من التهم التي وجهت لهم وعودتهم لممارسة نفس أنشطتهم بكل ما لها وعليها ويحيط بها من تساؤلات!
أعتقد أن هيئة سوق المال بحاجة ــ شأنها شأن «نزاهة» ــ لدعم من المجتمع يمكنها من ممارسة دورها الرقابي والتنظيمي على أكمل وجه لتحقق رسالة الملك بأن لا أحد فوق العدالة، وأن يد العدالة يجب أن تطال كل مخالف للقانون «كائنا من كان». بدون تحقيق معاني هذه الرسالة على أرض الواقع ستبقى بعض القطط السمينة تعبث بنا وتسرق اللقمة من أفواهنا!
المواضيع المتشابهه 
القطط السمان لايرصدها (را د ا ر) النظام ولا يرى اثرها قصاصى الاثر 
العرض العادي
