وأوضحت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها اليوم التي كانت بعنوان ( إعلاء المصالح العليا ) : يمثل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في المملكة "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح"، نقطة تحول تاريخية على صعيد هذه المنظومة وعلى الساحتين العربية والإقليمية عموما، فضلا عن أثرها الدولي أيضا. فهي تنعقد بتوافق جميع الأشقاء الخليجيين، بعد جهود بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لإنهاء الأزمة الطارئة التي ألمت بالمجلس، ولم الشمل، وتحييد الخلافات، من أجل مصلحة شعوب دول مجلس التعاون كلها. ما عكس مكانة الملك سلمان الكبيرة لدى إخوته في دول الخليج العربية، إلى جانب استشعار قادة المجلس لتماسك المنظومة الخليجية. فالسعودية تتحرك دائما على جميع الساحات، خاصة الخليجية، استنادا إلى ثوابتها في حماية واستقرار المنطقة وتنميتها بالصورة التي تليق بشعوب دول مجلس التعاون، ومواصلة العمل من أجل التكامل بين الدول الشقيقة. الجهود السعودية الخيرة، دعمتها جهود الكويت ومساعيها الحميدة إلى إعادة الوئام للبيت الخليجي، فضلا عن دعم الدول الصديقة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. فالهدف الأساسي يبقى حاضرا دائما، وهو تعزيز التعاون الكامل، والحرص على تدعيم المنظومة الخليجية، وتحصين دولها، وإزلة كل ما من شأنه تعكير الإجماع الخليجي. كل هذه الجهود والنيات الحسنة والحرص لدى الأشقاء الخليجيين، أدى إلى التوقيع على "بيان العلا"، دون أي ملاحظات أو تحفظات، ما يعزز الحراك لتعزيز التضامن الخليجي، في وقت تحتاج فيه المنطقة كلها إلى مثل هذا التضامن، سواء من التهديدات التي تتعرض لها، ولا سيما من جانب النظام الإرهابي في إيران، والأزمات الأخرى التي تظهر بين الحين والآخر، التي كان آخرها تفشي وباء كورونا المستجد، الذي فرض معاييره الخطيرة على العالم أجمع. كل هذا، وضع أمن ووحدة دول مجلس التعاون في المقدمة، رغم تعقيدات أزمة عام 2017. فالمصالحة كانت حتمية بين أشقاء، حريصون على أمنهم واستقرارهم وازدهارهم ووحدتهم ومستقبلهم. وواصلت : ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان واضحا قبل انعقاد قمة "العلا"، حين أكد أن المصالح العليا للمنظومة الخليجية تظل الأهم، رغم كل الظروف، بما في ذلك حماية المكتسبات التي تراكمت على مدى أكثر من أربعة عقود في الساحة الخليجية. وفي كل الأحوال، تأتي هذه القمة أيضا لقطع الطريق أمام تدخلات الدول الإقليمية، التي سعت إلى استغلال الأزمة الخليجية الطارئة لمصلحتها، وتفويت الفرصة على أي جهة تسعى إلى النيل من مكتسبات مجلس التعاون بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخوية. لا سبيل إلى حل الخلافات "مهما كانت"، إلا بالطرق السياسية الأخوية. فالحلول الهادئة توفر الأدوات القوية واللازمة لمواجهة المشكلات وتلافي كل التحديات التي قد تظهر هنا وهناك. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قالها أمام القمة التاريخية لدول الخليج العربية "نحن أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا". وبالفعل، لا سبيل سوى توحيد الجهود بين الأشقاء الذين يجتمعون في مصير ومستقبل وتاريخ واحد، ناهيك عن الروابط التي عززت جمعهم منذ تأسيس مجلس التعاون. وأكدت : فالتهديد الإيراني لم يتوقف يوما، بعصاباته ومنظماته وخلاياه الإرهابية الطائفية التخريبية. والأمر يتطلب أيضا "وفق ولي العهد"، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للتصدي لهذه الأعمال الخطيرة، من أجل تحقيق الأمن والسلم الدائمين على الساحتين الإقليمية والدولية. وعلى هذا الأساس، يمكننا أن نضع القمة الخليجية في مكانتها التاريخية التي تستحقتها، ولا سيما أنها أعادت بقوة جمع الأشقاء على كلمة واحدة، لسبب واحد فقط، وهو أنهم جميعهم يشتركون في مصير واحد. المرحلة المقبلة لا بد أن تشهد أيضا تقدما على صعيد التكامل الخليجي، وهذه أيضا امتداد لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، التي طرحها خلال قمة المجلس في ديسمبر 2015، للوصول إلى الغايات التي يستحقها الخليجيون كلهم. فالتضامن الذي ظهر في أبهى صوره في "قمة العلا"، يمكنه أن يحقق كل شيء، ويرفد دول مجلس التعاون بمزيد من التقدم والازدهار والتمكين في كل الميادين. // انتهى //06:03ت م 0007