السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني كعادته صاحبي
هههه
قال لي كان لي زوجه فيها من الصفات مايتمناها كل رجل وانجبت لي من الابناء ما اكتمل بهم حسن الخلق والاخلاق وكان متوفقين في مراحل دراستهم جميعا حتى تخرجوا من الجامعه وتسنم كلا منهم مركزا وظيفيا مروقا
كنا اسره سعيده يحوطها الحب والدفء الاسري ووشائج التلاحم والتراص ونرفل في جوء من السعاده يحسدنا عليها الكثير من الاقارب
وذات يوم
كنا نحتفل في شاليه على ضفاف الخليج العربي امتلكه
نحتفل بنجاح اصغر ابنائي من الثانويه وتحقيق المركز الاول على المنطقه الاداريه
واذ نحن لاهين في جلستنا نتجاذب اطراف الحديث ونلهو ونتمازح والخادمات يحضرون العشاء
اذا بصوت دوي اهتزت له اركان الشاليه ثم تصاعدت الادخنه الكثيفه التي تنفث كسم قاتل الى الرئه ولم اشعر بنفسي
الا وانا
فوق سرير ممد وفقو راسي دكتور وممرضتين يقولون لي الحمد الله على السلامه
استعدت وعي واخذ شريط الاحداث يعود الى الوراء سريعا
واخذت اسال ماذا حدث
تسمر الدكتور وارتجفت شفتاه واخذ يتمت مع نفسه والكلمات تخرج من فمه كما سهم دار الاركان يرتفع بضع هلالات ثم يعود الى القهقري الى الوراء
اخذت بتلابيب معطفه وهززته بعنف وقلت اين ابنائي وزوجتي لا اراهم
تدحرجت دمعه حاره من عينيه
وقال لي
شب حريق كبير اثر انفجار اسطوانة الغاز في شاليهكم ولم تستحمل ادخنة الحريق فسقطت على الارض واخرجوك ابنائكم الى الخارج
ثم عادوا لينقذوا امهم والخادمات واخوتهم الصغار وكان الحريق قد تصاعدت الهبته واقفلت الابواب الكهربائيه عليهم فلم يستطيعوا الخروج واختقنوا واحترقوا وماتوا
شلت اطرافي هوى الخبر علي كخبر ايقاف المعجل ووقايه على ملاكه تمزقت احشائي وكان قذيفة ار بي جي صوبت له
كاد راسي ان ينشطر الى قسمين وقلبي ان ينزع من بين ضلوعي
وقلت صارخا صرخه كبيره
لو كان بجانبي من به صمم لقفز من مقعده وتعلق بالسقف كالخفاش من هولها
وقلت
آه
آه
واذا برجفه قويه على كتفي والتفت واذ بصديقي عفاس يقول لي مابالك تصرخ ونحن في مجلس عزاء وافقت من خيالي ورجعت لواقع المكان
وحقيقة الحدث
انه
عزاء لرجل عاش وحيدا ومات وحيدا من غير زوجه او اولاد ووجدوه نائما في شقته وقد انتفخت جثته وفاحت رائحة الموت من ارجاء المكان حتى وصلت الى بهو العماره فاستراب السكان وابلغوا الشرطه فحضرت وكسرت الشقه ووجدته ميتا على فراشه مذ شهر لم يعلم احدا به فقلت في نفسي
ماحل بي
كيف سبحت في خيال وانا في مجلس عزاء لرجل مات من غير زوجه واولاد
في رجل فقد اسرته الجميله والمتحابه واصبح وحيدا تمزقه المراره والحرمان وهول الفاجعه هل سيتمنى انه كان محل ذاك الرجل في قبره الان
فاي حياه تستطاب بعد فقد الاهل والاحبه
واي مراره تتجرعها يوميا وانت بعيدا عنهم محروما منهم يذكرك كل شي بهم
وفجاه خرج لي رجل امام عيني وقال لي
بين غمضة عين والتفاتها يغير الله من حال الى حال
فلا تضمن الدنيا وتقلب صنوفها وتبدل احوالها واكفهرار ازمانها
تضحك لك اليوم بثغر اغر وغدا تعبس وتكفهر في وجهك وتفقد منها كل جميل
قلت ما اصنع اذن
قال لي
تذكر يوما انك ستغادر هذه الدنيا وحيدا كما دخلتها وحيدا ولن يكون معك من الاحبه والابناء وحسان الزوجات احد
فانت ان عشت وحيدا بلا عزوه او كان لك من العزوه الكثير فلن يغير في النهايه من واقع الامر شيئا
ففي النهايه
كما دخلتها وحيدا
فمهما كان حالك في الدينا من تعاسه او شقاء
فلن يدوم
ولن يدوم
الا ماتصنعه لدار القرار وتجهد نفسك به لحسن ذاك الدار ومتزلته ومكانه
ومعهما نزل بك من المحن والوعثاء والوصب في هذه الدنيا ومهما زال من نعيمها عنك واعرضت عنك مباهجها وابغضت لحظك
فلا تكترث
فلا يجزع على زائل ولا وجد على غير دائم
فاضحك وارضى واقنع ان الاخره وحظك فيها
هي من يجب ان تبكي عليه وتحزن
قلت له شكرا ايها الحكيم
بكلماتك هدأت النفس واطمانت والبصيره بكلامك اهتدت وهم الدنيا وحظي منها زال وتلاشى
فالاخره
هي من يجب ان يكون فيها
اخذ الحاضرون في مجلس الاعزاء ينظرون الي ويقولون من تحدث
هل جننت جعلت القوم يسخرون منك ويقلون لي هل مقل هذا المجنون تصاحب
اخذ بتلابيبي صاحبي عفاس وغادرنا المكان وقال لي يالك من معتوه
لن اصحبك يوما معي الى مجلس عزاء كان ام فرح
اذهب عني فانت مطرود من صحبتي بعد اليوم
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك