قال لي كان لي زوجه فيها من الصفات مايتمناها كل رجل وانجبت لي من الابناء ما اكتمل بهم حسن الخلق والاخلاق وكان متوفقين في مراحل دراستهم جميعا حتى تخرجوا من الجامعه وتسنم كلا منهم مركزا وظيفيا مروقا
كنا اسره سعيده يحوطها الحب والدفء الاسري ووشائج التلاحم والتراص ونرفل في جوء من السعاده يحسدنا عليها الكثير من الاقارب
وذات يوم
كنا نحتفل في شاليه على ضفاف الخليج العربي امتلكه
نحتفل بنجاح اصغر ابنائي من الثانويه وتحقيق المركز الاول على المنطقه الاداريه
واذ نحن لاهين في جلستنا نتجاذب اطراف الحديث ونلهو ونتمازح والخادمات يحضرون العشاء
اذا بصوت دوي اهتزت له اركان الشاليه ثم تصاعدت الادخنه الكثيفه التي تنفث كسم قاتل الى الرئه ولم اشعر بنفسي
الا وانا
فوق سرير ممد وفقو راسي دكتور وممرضتين يقولون لي الحمد الله على السلامه
استعدت وعي واخذ شريط الاحداث يعود الى الوراء سريعا
واخذت اسال ماذا حدث
تسمر الدكتور وارتجفت شفتاه واخذ يتمت مع نفسه والكلمات تخرج من فمه كما سهم دار الاركان يرتفع بضع هلالات ثم يعود الى القهقري الى الوراء
شب حريق كبير اثر انفجار اسطوانة الغاز في شاليهكم ولم تستحمل ادخنة الحريق فسقطت على الارض واخرجوك ابنائكم الى الخارج
ثم عادوا لينقذوا امهم والخادمات واخوتهم الصغار وكان الحريق قد تصاعدت الهبته واقفلت الابواب الكهربائيه عليهم فلم يستطيعوا الخروج واختقنوا واحترقوا وماتوا
شلت اطرافي هوى الخبر علي كخبر ايقاف المعجل ووقايه على ملاكه تمزقت احشائي وكان قذيفة ار بي جي صوبت له
كاد راسي ان ينشطر الى قسمين وقلبي ان ينزع من بين ضلوعي
وقلت صارخا صرخه كبيره
لو كان بجانبي من به صمم لقفز من مقعده وتعلق بالسقف كالخفاش من هولها
وقلت
آه
آه
واذا برجفه قويه على كتفي والتفت واذ بصديقي عفاس يقول لي مابالك تصرخ ونحن في مجلس عزاء
ووجدوه نائما في شقته وقد انتفخت جثته وفاحت رائحة الموت من ارجاء المكان حتى وصلت الى بهو العماره فاستراب السكان وابلغوا الشرطه فحضرت وكسرت الشقه ووجدته ميتا على فراشه مذ شهر لم يعلم احدا به
فقلت في نفسي
ماحل بي
كيف سبحت في خيال وانا في مجلس عزاء لرجل مات من غير زوجه واولاد
في رجل فقد اسرته الجميله والمتحابه واصبح وحيدا تمزقه المراره والحرمان وهول الفاجعه
هل سيتمنى انه كان محل ذاك الرجل في قبره الان
فاي حياه تستطاب بعد فقد الاهل والاحبه
واي مراره تتجرعها يوميا وانت بعيدا عنهم محروما منهم يذكرك كل شي بهم
وفجاه خرج لي رجل امام عيني وقال لي
بين غمضة عين والتفاتها يغير الله من حال الى حال
فلا تضمن الدنيا وتقلب صنوفها وتبدل احوالها واكفهرار ازمانها
تضحك لك اليوم بثغر اغر وغدا تعبس وتكفهر في وجهك وتفقد منها كل جميل
قلت ما اصنع اذن
قال لي
تذكر يوما انك ستغادر هذه الدنيا وحيدا كما دخلتها وحيدا
ولن يكون معك من الاحبه والابناء وحسان الزوجات احد
فانت ان عشت وحيدا بلا عزوه او كان لك من العزوه الكثير