يَنْضُرُ وَجْهُ الإنسانِ كلما نَضرت الأرض حوله؛ أمّا لمه؟ فلأنَّ الوجهَ مرآةُ المحيط!
ربيع الأندلس!
جِنانُه خافقةُ الجَنان؛ وماء غواديه خمرٌ حلال، ولذا قد اختاره أرقُّ العاشقين (ابن زيدون) لكيما يكونَ نسيمَ ذكرى وصرخةَ روح:
إني ذكرتُكِ بالزهراء مُشتاقا = والأُفقُ طلق ومرأى الأرض قد راقا
وقد رقّ من رَوقِهِ قلبُ الشاعر فذابا !
كم أرأف لك يا ابن زيدون جِدا؛ فقد كنتَ بين فردوسين (الأندلس والأميرة ولّادة) والعيش على "الأعراف" مُقلق جدا!
وقد كنتَ في اضطرابٍ أبدا؛ فالجميلة التي في قلبك ( ولّادة بنت المستكفي) تضطرب من الجميلة التي في عينك (قرطبة) !
فردوسٌ يُغري بفردوس، وجنّةٌ لا تُحارب جَنّةً؛ وإنما تُذكر بها: أنْ تَضِلَّ عن أخرى أجمل منها!
ولذا؛ فقد بتَّ تقطرُ صبابةً وتنزفُ شهدا:
ودّع الصبرَ محبٌّ ودّعك = ذائعٌ مِن ِسرّه ما اِستودَعك
يقرَعُ السِنَّ على أَن لم يكن = زادَ في تلك الخُطى إذْ شيّعك
يا أَخا البدرِ سَناءً وسَنَاً = حفِظَ اللَه زمانًا أطلَعك
إن يطُل بَعْدكَ ليلي فَلَكَم = بِتُّ أَشكُو قِصَرَ الليلِ مَعك
وكم لا غرابة -بعد هذا- أن تكون النضارة والندى في كل شيءٍ إلاّ كبدكَ الولهى المشتاقة:
بِنْتُم وَبِنّا فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا = شَوْقًا إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا = يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا فغَدَتْ سُودًا = وكانتْ بكُمْ بِيضًا لَيَالِينَا
وهكذا هم العشّاق؛ يرسمونَ الجنّةَ بجمرةِ الحب ..!!
رحمك الله يا ابن زيدون؛ فقد عشِقتَ " الربيعَ " إلى أنِ اصفررتَ هشيما!
ورحمني الله ؛ فلكأني موكلٌ بدموع من لا أعرف!
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك