إني ذكرتُكِ بالزهراء مُشتاقا = والأُفقُ طلق ومرأى الأرض قد راقا
وقد رقّ من رَوقِهِ قلبُ الشاعر فذابا !
كم أرأف لك يا ابن زيدون جِدا؛ فقد كنتَ بين فردوسين (الأندلس والأميرة ولّادة) والعيش على "الأعراف" مُقلق جدا!
وقد كنتَ في اضطرابٍ أبدا؛ فالجميلة التي في قلبك ( ولّادة بنت المستكفي) تضطرب من الجميلة التي في عينك (قرطبة) !
فردوسٌ يُغري بفردوس، وجنّةٌ لا تُحارب جَنّةً؛ وإنما تُذكر بها: أنْ تَضِلَّ عن أخرى أجمل منها!
ولذا؛ فقد بتَّ تقطرُ صبابةً وتنزفُ شهدا:
ودّع الصبرَ محبٌّ ودّعك = ذائعٌ مِن ِسرّه ما اِستودَعك
يقرَعُ السِنَّ على أَن لم يكن = زادَ في تلك الخُطى إذْ شيّعك
يا أَخا البدرِ سَناءً وسَنَاً = حفِظَ اللَه زمانًا أطلَعك
إن يطُل بَعْدكَ ليلي فَلَكَم = بِتُّ أَشكُو قِصَرَ الليلِ مَعك
وكم لا غرابة -بعد هذا- أن تكون النضارة والندى في كل شيءٍ إلاّ كبدكَ الولهى المشتاقة: