سيدنا عبدالرحمن ابن عوف من المبشرين بالجنة و كان من أغنياء الصحابة،
قيل له: بم نلت هذه الثروة؟
قال: لأني ما بعت ديناً ولا استقليت ربحاً،
هذه خبرة في التجارة، تجارة الدين ليست تجارة، الدين هالك إلا ما رده الله.
قال ابن جريج رآه سيدنا عمر وهو متقنع، فقال يا أبا خالد إن لقمان كان يقول: القناع بالليل ريبة وبالنهار مذلة، فقلت: إن لقمان لم يكن عليه دين، هو تقنّع ليهرب من غرمائه.
سيدنا أبو عبيدة روى أن عمر بن الخطاب - وهذه قصة رهيبة جداً- أرسل إلى عبد الرحمن بن عوف يستسلفه أربعمئة درهم، سيدنا عمر يستلف من سيدنا ابن عوف أربعمئة درهم؟
فقال عبد الرحمن: أتستسلفني وعندك بيت المال ألا تأخذ منه ثم ترده؟
فقال عمر: إني أتخوف أن يصيبني قدري فتقول أنت وأصحابك اتركوا هذا لأمير المؤمنين حتى يأخذ من ميزاني يوم القيامة، ولكن أستسلفها منك لما أعلم من حرصك فإذا مت جئت واستوفيتها من ميراثي.
وقال ابن المسيب: لا خير فيمن لا يجمع المال فيقضي به دينه، ويصل به رحمه، ويكف به وجهه.