( النفخ في الصــور)
هو أول أحداث قيام السـاعة وتغير الكون .
-----------------------------------------------
جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله : ما الصور ؟ فقال النبي : ( قرن يـُنفخ فيه ) رواه أحمد والحاكم
من الذي ينفخ في الصور ؟
-----------------------------
إسرافيل هو الملك الموكل بالنفخ في الصور ، وهو مستعد للنفخ في أي لحظة ينتظر الأمر من ربنا العظيم جل جلاله . وفي هذا الزمان الذي اقتربت فيه الساعة أصبح إسرافيل أكثر استعداداً وتهيؤاً للنفخ في الصور .
قال رسول الله : ( إن طرف صاحب الصور مُذ وكل به مستعد ، ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفُـه كأن عينيه كوكبان دُريان ) اخرجه الحاكم
والمعنى : أن اسرافيل عليه السلام قد جعل طرفه ( أي عينه ) مستعدا ينظر نحو العرش ، فلا يرمش بعينه مخافة أن يؤمر أثناء رمشه بعينه فيتأخر في تنفيذ الأمر ، فهو فاتح عينه كأنهما نجمان عظيمان في السماء يلمعان .
وقال رسول الله : ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) رواه الترمذي وحسنه.
عـدد مرات النفخ في الصـور :
---------------------------------
ينفخ اسرافيل في الصور نفختين عظيمتين :
(النفخة الأولى : نفخة الفزع والصعق )
وهي التي يكون بها إماتة الأحياء من جميع المخلوقات وهلاك هذا العالم ، فيفنى بهذه النفخة الإنس والجن والملائكة والحيوانات والطير وكل شيء ولا يبقى إلا العزيز الجبار .
(النفخة الثانية : نفخة البعث والنشور )
وهي التي يقوم بها الأموات أحياء من جديد ، ويقوم الموتى من قبورهم .
وقد ذكر الله تعالى هاتين النفختين فقال تعالى:
{ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } (الزمر:68)
وقال تعالى { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } (يّـس:51)
وقد سمى الله تعالى النفخة الأولى بالراجفة ، والنفخة الثانية بالرادفة قال تعالى : ( يوم ترجف الراجفة (6) تتبعها الرادفة ) النازعات 6-7
وفي موضع اخر سمى الله تعالى النفحة الأولى بالصيحة ، وصرح بالنفخ بالصور ثانية فقال تعالى : { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون * فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون * ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) يس 50-51
مقدار الوقت بين النفختين :
--------------------------------
لم يأت نص صريح في تحديد كم بين النفختين من وقت ، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بالإشارة إلى شيء من ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما بين النفختين أربعون ، قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال : أبيت، قالوا أربعون شهرا ؟ قال : أبيت، قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ، قال : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) متفق عليه
المعنى : لم يحدد أبو هريرة كم هذه الأربعين لأنه لم يسمع تحديدها من رسول الله ، ومعنى الحديث ان كل الجسد يفنى في القبر ويأكله التراب إلا العظم الأخير في أسفل الظهر وهو العصعص وسماه النبي عجب الذنب