عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-11-2012, 01:29 AM   #1

mody30

mody30 غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 61731
 تاريخ التسجيل : 10 - 2 - 2012
 المشاركات : 435
 الحكمة المفضلة : Egypt
 SMS :

Male

افتراضي مدخل الى باب الخروج


" لا ديّة ليدٍ لم تكتُب " ..

مقولة أستعين بها الآن لتُحرِّرني من عقم الحبر الذي أحياه ..

شتاءُ الخرطوم هذا العام باردٌ بارد .. و دواخلي ثلجيّة ..

هذا العام اكتفيتُ من مدينتي بصخبِ أصدقائي و حنوّ عائلتي و شواغل كُثُر أضعها بدربي تعمُّداً .. ليزدحم حيِّز الزمان و المكان .. يزدحم أكثر .. حتّى لا يبقى هناك متّسعاً من الذاكرة ألتقينا عليه ..

" الطبيعة تكره الفراغ" ..

مقولةٌ أخرى أتخذها آليّة دفاع لأنفض حكايةً مرّةً سكنتني حيناً .. و أسكنتني ملوحة البحارِ حيناً آخراً ..

و يقيني أنّ كلا المقولتين تحتمل التفنيد حرفاً حرفاً .. و لا أنوي ..!



...





كثيراً كنتُ أُفكِّر في اللحظة التي يحياها من يُمارسون القفز ب "الزانة" ..

من الأرض إلى السماءِ ثُمّ الأرض مرّةً أخرى ..

من ثباتها .. أمانها .. إلى التحليق جوّاً .. بعيداً حيث لن تتعهّد لهم ذرّات الفراغ بحمايتهم من نفسها .. حيثُ لن يُعوِّضهم أمنهم إلاّ إحساسهم بأن "الحياة" إمّا أن تكون تحدِّياً و مخاطرة أو لا تكون شيئاً آخراً ..

العودة إلى الأرض مجدّداً .. و طاقة دفّاقة تسري عبر أوصال الروح لتنتفض .. فقد أدرَكَت بُعداً جديداً ..



...



في خواتيم عامي العشرين أدركتُ أخيراً أنّني لا زلتُ أطمئنُ لابتسامات الآخرين كما كنتُ في عامي الثالث !

و لا زالت لي في ابتساماتهم .. قهوة .. و فجراً .. وسادةً و بلسماً ..و أسراراً أخريات !

ما زادتني السنوات سوى إمعاناً في ضلالي القديم ..!

فلا زالت الابتسامة الحيّة هي الانحناءة التي يستقيم بها مزاجي المعوجّ إذا ما أطلّت ..

كم من العمرِ يلزمني لأكبر عن ذا اليقين الساذج ؟!

فضلاً لا يبتسمن أحد ريثما أجد إجابة !!

...



علّقت صديقتي يوماً على طبعٍ مراوغٍ يُتقِن البشر ممارسته ..

و هو اقتناء دفاتر لكتابة المذكِّرات الشخصيّة دون تداول الثقة مع تلك الأوراق ..

فتجد البعض يكتبُ _لا شعوريّا_ ما يعلم أنّه لن يدينه كثيراً إذا ما تلصّص الآخرون على ذاكرته ..

هذا ليس بأمرٍ كارثيّ .. لكن ماذا عن المراوغة أمام الذات حينما تُستضاف على كرسيّ مقابل و تُجنّد الذاكرة لصالحٍ مجهول فتتجرّد من حيادها أبداً !!

...

قديماً حذّرني أحد الأصدقاء من مغبّة الكتابة التي هي محض "حوارات داخليّة" كما وصفها ..

بعدها أتاني مُعلِناً صومه الدهري عن معاقرة القلم ..

إليه و إلى من يعلنون كلّ حين عن اعتصامهم المفتوح

يا هؤلاء .. هي أشياء لا تُشتهى !!

لا جنين يستطيع أن يعترض لحظة الميلاد !

كفّوا عن الكرّ و الفرّ .. احتفظوا بامتنانكم لأقلامكم حتّى تحتفظ باحتفائها بكم

فأنتم _رهاناً_ عائدون !





...



إلى أصدقاء أرهقهم عدوان الطقس ..

و عناوين الأخبار ..

و أسعار السلع "الأساسية" ..

و ثِقَل أحلامهم ..

و مأزق الحياة بلا أحلام !!

و صراعات الأفكار ..

و ضرائب الميلاد .. عُمرُ الصبر ..





إلى تلك الأشياء التي استفزتني حدّ الكتابة ..

و إلى الحزن الذي دبّ في أوصالي شتاءً ..

و إلى لحظات استجابتي لدفء الخيرِ بَعْداً ..

إلى كلّ هذا ..
الموضوع الأصلي: مدخل الى باب الخروج || الكاتب: mody30 || المصدر: منتديات

شمس الحب



تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك




l]og hgn fhf hgov,[ H]og hgov,[








آخــر مواضيعـى » أبوي جبرني فيك و كسر عنادي بس ما دريت إنك صرت كل هلي و ناسي
» رواية زوجوني منك غصب و حببوني فيك غصب
» روايات سعودية 2012 ترى ما يهمني لا أهلي ولا غيرهم والله لا أثبتلك
» رواية رضيت بقدري و حبيتك
» ناسي وعد قلبي
  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98