عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-11-2012, 01:32 AM   #1

mody30

mody30 غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 61731
 تاريخ التسجيل : 10 - 2 - 2012
 المشاركات : 435
 الحكمة المفضلة : Egypt
 SMS :

Male

افتراضي في ضيافة صاحب القصر


نظر "حسام" بألم شديد إلى حبيبته الممدة بين يديه ؛ بدت شاحبة بشدة و كأنها لا توجد في عروقها قطرة دم ، أو هي كذلك بالفعل . صرخ "حسام" و هو يبكي بشكل هستيري .. "نهاااااااااال .. حبيبتي .. كيف فعلت بكِ هذا .. يا إلهي " .. إبتعد "حسام" عن هذا الجسد الهامد و جلس في أحد أركان الحجرة محتضناً ركبتيه و دموعه تسيل على خديه بشدة .. "لقد حذرتها .. نعم لقد فعلت .. هي التي لم تستجب .. يا إلهي .. لماذا أتيت في هذا الوقت .. لماذا" .



دفن "حسام" رأسه في يديه و هو مستمر في بكائه الهستيري حتى فقد وعيه ... و هناك في المنام .. و كعادته الغير منتظمة منذ مئات السنين وجد نفسه أمام هذا القصر المظلم الذي تسلقت أسواره النباتات فكأنما صنعت سوراً آخر . إقترب "حسام" من بوابته العملاقة المتهالكة التي لم تنجو أيضاً من زحف تلك النباتات ، ركض "حسام" خلال البوابة على هذه التربة الحمراء المشبعة بالدماء و كاد من شدة إندفاعه أن يصطدم بنافورة الدماء التي تتوسط الطريق إلى باب القصر و التي إعتاد أن يشرب منها في كل زيارة .



دخل "حسام" القصر ركضاً حتى وصل إلى بهو القصر ، و في بهو القصر و كما إعتاد أن يرى صوراً تمثل كل ما يرهبه و يكرهه وجد هذه المرة صوره و هو يمتص دماء حبيبته في كل ركن في البهو و على كل حائط ، كاد "حسام" أن ينهار و أمام إحدى الصور سقط "حسام" على ركبتيه و دفن وجهه في كفه و بدأ يبكي بشدة حتى سمع هذا الصوت العميق الذي لطالما شعر و أنه يأتي من أعماق القبور .



"لم أرك تبكي من قبل ، حتى و أنت بشري لم تبك ، بل عندما كنت طفلاً لم تبك قط ؛ ماذا حدث لك ؟"



إلتفت "حسام" مسرعاً إليه ليراه يقف أعلى الدرج المتجه إلى الجزء العلوي من القصر ممسكاً عصاته بكلتا يديه و مستنداً عليها . لازال كما هو منذ أن رآه أول مرة يرتدي عبائته السوداء ذات البطانة الحمراء و يمسك بعصاته العاجية ذات المقبض الكريستالي ، لا يوجد عليه أي تغير ، ذات الوجه الأربعيني و الشعر الفضي ؛ لطالما وجد له شبيهاً من البشر في كل العصور لذا من السهل أن يقول أن "جورج كلوني" هو شبيه هذا العصر .



ركض "حسام" و إرتمى تحت قدميه يقبلهما و يترجاه بكل ما أوتي من قوة .. "أرجوك يا سيدي ، أعدها للحياة من جديد .. أرجوك"



إنحنى إليه و أمسك بكتفيه و هو ينظر إلى عينيه الدامعتين و قال له بصوت لم يعهده "حسام" من قبل ، صوت أكثر رقة و حنان ... "يا صغيري العزيز لا أحد يستطيع أن يعيد الموتى للحياة ، إهدأ يا صغيري لا تبك فأنت حقاً أقرب أبنائي إلى قلبي ، بل لطالما أعددتك لتكون خليفتي فلقد إقترب الأجل . و لكن أطلب ما تشاء أي شيء آخر و سأنفذه في الحال مادام في مقدوري تنفيذه"



حاول "حسام" تمالك نفسه و لكنه لم يستطع و صرخ في وجهه و هو يبتعد ... "لماذا إخترتني منذ البداية ، لم أتمنى يوماً أن أصبح معمراً أو أن أتحول إلى خفاش ، بل كانت أحلامي أبسط من ذلك بكثير ، كل ما تمنيته هو أن أصبح أسرع من باقي أقراني لأهزمهم في سباقات الركض ليس إلا . هذه هي أمنيتي التي استغللتها لتقنعني بكل هذا الهراء ، و لكني الآن لا أريد أياً من هرائك هذا فكل ما أريده الآن هو شيء واحد .. أريد أن أعود إنساناً عادياً كما في السابق و إلا سأنتحر لأخلص نفسي من كل هذا العذاب "



تغيرت نبرة "صاحب القصر" و صارت أكثر شدة و لكنها ظلت كنبرة أب يقسو على طفله ... "ماذا ؟ أتريد أن تدمر كل أحلامي ، لقد كان لك الإختيار في كل لحظة في حياتك حتى عندما مصصت دماءها كان بيدك الإختيار ، أنت من فضلت دماءها الساخنة على أكياس الدم المجمدة في ثلاجتك ، أنت من قتلها و بكامل إرادتك . فكر جيداً و لا تجعل إنفعالك و حزنك يعمياك ."



طأطأ "حسام" رأسه في الأرض و قال بصوت يملئه الخزي ... "أنت محق ، أنا من قتلها ؛ بل إن مذاق دمائها لم يفارق فمي حتى الآن و لكني مصر ، لك أن تختار لي هذه المرة ؛ إما أن تعيدني بشرياً من جديد أو تتركني أذهب لأنتحر"



إقترب "صاحب القصر" من "حسام" من جديد و أمسك بكتفيه و بدأ يهزه بقوة و هو يتحدث إليه .. "هل تعي ما تقوله أيها الأحمق ؟ هل ستترك كل ما صنعته لك من أجل هذه البشرية ؟! هل تريد أن تعود بشري من جديد لتعاني من الأمراض و و الألام ، لتهرم و تضعف ثم تموت بعد عدة سنوات ؟! .. لا .. لن تفعل ذلك ، خاصة بعد ما سأخبرك به "



إبتعد "صاحب القصر" عنه و إتجه إلى إحدى الغرف و طلب من "حسام" أن يتبعه . في هذه الغرفة التي تبدو كقاعة سينما مصغرة جلس "صاحب القصر" في الصف الأول بالمنتصف و طلب من "حسام" أن يجلس بجواره .. "تعال .. سأريك شيئاً" ، جلس "حسام" بجواره و قام "صاحب القصر" بالإشارة إلى الشاشة العملاقة الموجودة أمامهم فإنطفأت الأنوار بالغرفة و أضاءت الشاشة لتظهر فتاة في الرابعة من عمرها آية في الجمال تلهو و تلعب . إنتبه "حسام" جيداً للشاشة و قال منفعلاً ... "أيها الخسيس .. أتريد أن تساومني الآن ، لا تقترب من تلك الفتاة و إلا قتلتك و أنت تعرف أني أستطيع" .



ضحك "صاحب القصر" بصوت عالٍ و قال له بهدوء شديد ..."لازلت سيء الظن كما عهدتك ، لم أقصد ما فهمت أيها المتسرع ، و لكني أملك خطة في غاية الروعة لكليكما" . نظر له "حسام" و علامات الإستغراب تعلو وجهه فقام "صاحب القصر" من مقعده و وقف خلف مقعد "حسام" و وضع يديه على كتفيه و قال ... "سأوضح لك ، هذه الفتاة هي إبنة حبيبتك من زوجها رحمه الله الذي إستمتعت بدمائه كما إستمتعت بدماء أمها ، لقد إكتشفت معاملنا أثناء حديثي معك أن هذه الفتاة ستصبح صورة طبق الأصل من أمها لذا كانت هذه هي خطتي ، سيختفي من الوجود تماما المحامي " حسام عز العرب" حتى أجل غير مسمى ، و خلال هذه الأثناء سأعمل على إقناعها بأن تنضم إلينا و كما تعرف فأنا لدي قدرات هائلة على الإقناع ، حسناً بعدما تنضم إلينا سنقيم لها الحفل المعتاد للإحتفال بإنضمامها إلينا و سأنصبك خلال الحفل مرشداً لها .. مع الوقت و حينما تكبر فتاتك تكون قد إستطعت إستمالة قلبها ، و هكذا تكون هذه هي هديتي المتواضعة لإبني العزيز ، حبيبة معدلة ، لا تهرم ، لا تمرض ، لن تموت قبله "

إنفرجت أسارير "حسام" و هب واقفاً و إحتضن "صاحب القصر" و هو في غاية السعادة ..."شكراً لك يا أبي ، إنك حقاً أعظم والد في الكون"
الموضوع الأصلي: في ضيافة صاحب القصر || الكاتب: mody30 || المصدر: منتديات

شمس الحب



تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك




td qdhtm whpf hgrwv whpf








آخــر مواضيعـى » أبوي جبرني فيك و كسر عنادي بس ما دريت إنك صرت كل هلي و ناسي
» رواية زوجوني منك غصب و حببوني فيك غصب
» روايات سعودية 2012 ترى ما يهمني لا أهلي ولا غيرهم والله لا أثبتلك
» رواية رضيت بقدري و حبيتك
» ناسي وعد قلبي
  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98