سوق الاسهم لا ينفع معها العواطف والبكاء ورغم هذه الحقائق الا ان ما يجري حاليا هو امر قضي بليل وموامرة
مكشوفة من جهات تنوى الاستيلاء على مدخرات المواطنين
لم تخض المملكة العربية السعودية حرب اقليمية تهدد وجودها ولا توجد تهديدات حقيقية تمس امنها واستقرارها ولم تسجل اي تهديدات من قوى اقليمية او عالمية يمكنها ان تفزع رأس المال وتجعله يهرب من السوق
ما جرى هو عملية خبيثة تم بها مباغتة المتداولين الصغار فيما زعم بانه قرارات من هيئة سوق المال تهدف الى حماية السوق ومنع الممارسات غير المشروعة عنه بينما هي في الحقيقة عملية مقصودة ومدبرة في كواليس المطبخ الداخلي لاحداث عملية تصحيح قاسية غير مبررة في الظروف الراهنة هدفها امتصاص السيولة من ايدي المواطنين لكبح جماح التضخم ولاتاحة الفرصة السانحة لاصحاب المقام العالي ورؤؤس الاموال الكبيرة للدخول في دورة جديدة باقتناص الاسهم بابخس الاسعار استعداداً لدورة صعود قادمة يجنون من وراءها الملايين
في عام 2008 وعند افلس بنك ليمان براذر وظهرت ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الامريكية وانهارات الاسواق العالمية تبعاً لذلك ووصل سعر سهم لبنك عالمي سيتي قروب اقل من دولار واحد وكان مؤشر الاسواق الصناعية الداو جونز ينهار الى مستوى الستة الاف ، في تلك الايام ظن الناس انها النهاية وان الراسمالية تلفظ انفاسها الاخيرة وان الاوضاع السابقة لن تقوم لها قائمة بعد ذلك ، الا ان كل تلك الاحداث لم يعد لها ذكر اليوم حيث صعدت الاسواق العالمية مجددا بل ان بعضها اخترق هايات تاريخية بارتفاعات تجاوزت 100% عما كان عليه الحال في 2008
المختصر ايها الاخوة ان ما يحدث في سوق الاسهم خاصة في اسهم المضاربات هو امر مقصود ويراد وليس كما يحاول ان يصور لنا من هو في السلطة والمنتفعين وكأنه رد فعل طبيعي من السوق لجملة من الاخطاء المتراكمة والتي استيقظت الهيئة فجأة لعلاجها واصلاحها
ان السيناريو المتوقع هو ان تستمر هذه العملية لبعض الوقت ريثما تحقق اهدافها الشريرة في دفع اصحاب رؤؤس الاموال الصغيرة والمكتتبين الافراد للتخلص من اسهمهم وبالتالي السيطرة على جزء كبير من السيولة في السوق وتحويلها الى عدم ، ليخرج بعد ذلك وفي اللحظة المناسبة وزير التجارة او اي شخصية مؤثرة اخرى لطمأنة الناس وبيان ان الاوضاع في البلد في وضع سليم وانه لا مبرر لهذا التدافع من القطيع لبيع اسهمهم بخسارة وان من فعل ذلك فهو يتحمل مسئولية نفسه ، وليكون هذا التصريح بمثابة الشرارة لدورة صعود قادمة حادة يستغلها من يقومون الان بشراء الاسهم باسعار زهيدة وليعود بعدها الصغار لاقتناء اسهمهم مجددا بفارق سعري كفيل بان يفقدهم جزء لا يستهان به من ثرواتهم
يجب ان يعلم المتداولون الصغار الافراد حقيقة ما يجري ولا يقوموا بتنفيذ المخطط المعد ويساقون كالقطيع لمصيرهم المشؤؤم ، هذه ليست دعوة لعدم البيع او دعوة للشراء فهذا الامر يقرره صاحب الشأن حيث ان التخلص من السهم الذي يهوي قد يكون حكمة كما ان تلقى السكين الساقطة يعتبر انتحار
لتعلموا بان ما يجري ليس نهاية الكون وان المخاوف من مستقبل السوق المظلم ليست حقيقية وان اسهم المضاربات لن يلتفت لها احد بعد اليوم ، هذا كله كذب محض ولسوف يعود السوق لسيرته الاولى في القريب العاجل بعد ان يحقق الكبار اهدافهم وتمتليء محافظهم وعندما تأتي اشارة البدء من جديد
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك