قراءة جديدة في أوراق "الدواعش"
منذ ظهور الخوارج بنهاية عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وإلى يومنا هذا لم أجد ما يتغير من أفكارهم وغاياتهم إلا المسميات وألون الأقنعة و "ترهيم" العبارات حسب مقتضيات المصلحة تزامننا مع تغيرات المجتمع الحتمية .
إن العامل المشترك بين "جماعة جهيمان " والقاعدة " وحاليا الدواعش هو التكفير قبل التفكير ، والرصاص لغة بدلاً من المنطق والحوار ، والظلام بدلا من النور .
هذه الأفكار تظهر في حاضنات خاصة ، ومناطق نزاع أو مناطق فقر وجهل و استغلال الحالات النفسية لبعض الأشخاص والحالات الصحية كمدمني المخدرات .
يجب أن ندرك حجم خطر داعش التي أصبحت بيئتها تنمو بشكل متسارع فيها أصبحت أكثر ملائمة ، وأصبح الفكر ينتشر بالخارج والداخل ، بين الرجال والنساء ، الأطفال والمراهقين والشيوخ ، ليس لأنهم يملكون الحجة والمصداقية والأفكار السوية والعقيدة الصافية ، بل لانها وجد أشخاص لا يملكون العلم ، ويفتقدون للقدوة ، ومضطري السلوك ، وعقول مؤدلجة قابلة للغلو والإنحراف،نفوس خالية فارغة وجدت داعش مساحة وحيز لتلقي بأفكارها في تلك النفوس والعقول .
مازلت أرى أن داعش أخطر مما يصورها الإعلام ، ومازالت أساليب الوقاية والتحذير منها ضعيفة جدا وغير متكافئة.
فما بين تنظيم بدائية الفكر يستغل أحدث الأساليب لتمرير أفكاره ، وبين دول تستخدم أساليبها التقليدية التي تفتقد للمرونة والوضوح والصلابة للمواجة ومكافحة الفيروس الداعشي و إعطاء مناعة ضده .
حربنا القادمة مع دولة لكنها ليست في اليمن أو العراق ولا سوريا ، هي دولة لا يمكن حصر سكانها ولا تحديد عقيدتها ولا أسم رئيسها ، دولة هلامية تتنقل حيث تشاء فالنحصن عقول ابناءنا قبل حدودنا ، و نراجع مناهجنا ، ونطور خطبنا ، وننوع ثقافتنا وطرق حواراتنا ، نحترم الإختلافات وننبذ الخلافات .
يجب أن نلتف على قيادتنا ونحافظ على وطننا ومكتسباتنا ، يجب أن نهزم المخططات التي تحاك ضد هذه الدولة ونترك كل ما يساعد على تفكيك الوحدة الوطنية ، أنبذوا التعصب القبلي ، والرياضي ، والطائفي ، الطبقي لنوفر لأبناءنا وطن آمن للعيش ، لا أتصور أن عاقل يرغب أن يشاهد أبنه غريقاً يبحث عن اللجوء؟!
ماهو حالنا ونحن الأن نلاحظ من يحقد علينا وهم بين ظهرانينا ويرفلون بخيراتنا و رغم ذلك يحملون لنا بعض الحقد والكراهية والحسد ، فكيف ونحن نذهب لديارهم نبحث عن لقمة العيش والأمان؟
كونوا مستشعرين لحجم الخطر ، وتعاملوا بجدية مع الاحداث فالوضع ليس كما يتصور البعض .
حفظ الله الوطن من كل شر .
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك