عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-06-2018, 10:52 PM   #1

لميسـ

لميسـ غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 9523
 تاريخ التسجيل : 23 - 9 - 2008
 الجنس : ~ الاهلي
 المشاركات : 155,340
 الحكمة المفضلة : Canada
 SMS :

Male

افتراضي الحمار والملح و الاسفنج


الحمار والملح و الاسفنج



ذكروا أنَّ.. مُكَاريّاً (من ينقلُ على الدّوابِّ بالأُجرةِ) كانَ لديهِ حمارٌ كسولٌ يلهثُ من أَيِّ حِملٍ على ظهرِهِ مهما كان خفيفاً, و يكرهُ العملَ و السَّفرَ و لو لمسافةٍ قصيرةٍ, و لذلكَ تعبَ منهُ صاحِبُه و كرهَهُ, لأنَّهُ أَكولٌ كسولٌ, و لهذا فَلَم يحملْ عليه إلا مضطرّاً و عند الحاجة الماسّة, عندما تكون جميعُ الدَّوابِّ مشغولةً بالعملِ.

و في يومٍ من الأيام اضطرَّ المُكاريُّ إلى استعمالِ الحمارِ,حينَ جاءهُ زَبونٌ عندَه حِملان من الملحِ الثَّقيلِ, يريدُ نقلَهما إلى القريةِ القريبةِ, فجلبَ حمارَه الكسول المتبرِّم, و حملَ عليه الملحَ, فشعر بالثّقل الزَّائد, فسارَ سيراً بطيئاً بعد إلحاحِ المُكاريِّ و صياحه عليه, و كادَ يموت من شدَّة الإرهاقِ, لأنه ما تعوَّد يوماً على مثل هذا الحِمل.

اقترب الحمارُ و المُكاريُّ من القرية، حتَّى إذا عبرا جسراً على طريقِهِما, كان الحمار مجهداً جهداً غيرَ عاديٍّ تكاد قوائِمُهُ تتقصَّف, و جسمُهُ يتمزَّق.. فتعثَّر على أرضِ الجسرِ فانكسرَ الحاجِزُ, و سقطَ في الماءِ الغزيرِ الَّذي تخلَّل حِملي الملح فأذابَه.. و لمَّا خرجَ الحمارُ من الماءِ لم يكن على ظهرهِ سوى كيسي الملحِ الفارغينِ, فأحسَّ بالنَّشاطِ و الخفَّة و الرَّاحة.

عادَ المُكاريُّ إلى المدينةِ مستاءً, بعد أن غرَّمه الفلاَّح ثمنَ المِلح, و سخطَ على حماره, و لامَ نفسَهُ لاستخدامِهِ له و هو يعرِف كسلَه.. و قرَّر بيعَه في أقربِ فُرصةٍ.. لكنَّه لمَّا نزلَ به السُّوق لم يشترِهِ أحد, لأنَّ المُكاريين كانوا يعرفونَ طِباعه لشهرَته بينهم, و قِصصه الكثيرةِ الّتي تدلُّ على عدم تحمُّله, و الَّتي كان آخرُها قصّة الملح.. فعادَ المُكاريُّ به إلى الأسطبل, و قرَّر أن يُهمله و لا يَستعمله حتَّى يموت.

إلا أنَّ زبوناً جاءهُ في اليوم التَّالي مُستعجلاً, و قال له: عندي حِمْلُ إسفنجٍ أريدُ أن توصِلَه إلى القريةِ القريبة, فقال المُكاريُّ في نفسه و قد غابت دوابُّهُ في العمل: الإسفنجُ خفيفٌ مهما كبُر حجمه, و لن يتعبَ هذا الحمارُ الكسولُ بهذا الحِمل, فأخَذَه إلى حيثُ الإسفنج, و حملهُ عليه بإحكامٍ, و قصدَ القريةَ و لم يدرِ أنَّ الحمارَ استاءَ منه برغمِ خِفَّةِ الإسفنْجِ.. و أنَّه نوى في نفسه شرَّاً, فلمَّا وصلا إلى الجسر, تصنَّع الحمارُ التَّعب, و أَلقى بنفسِه في النَّهر طامعاً بالتَّخلُّص من الحملِ مثلما تخلَّص من الملح من قَبل.. فإذا بالإسفنجِ يمتصُّ الماءَ و يحفظُه فيثقلُ الحملُ..
و يغرقُ الحمارُ الغبيُّ الكسولُّ, الَّذي أخطأَ بالتَّفكيرِ فهلكَ.


الحمار والملح الاسفنج

شمس الحب



تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك




hgplhv ,hglgp , hghstk[








آخــر مواضيعـى » رواية بنات اون لاين كاملة,تحميل رواية بنات اون لاين,رواية سعودية جريئة,على ملف وورد
» موسوعة الروايات,تحميل روايات في ملف وورد ومفكرة, أكثر من 100 رواية مشهورة
» تحميل روايات كاملة على هيئة ملف وورد او مفكرة تكست txt
» تحميل روايات فارس احلامي,الحب المستحيل,بشروه اني ابرحل,سعوديات في بريطانيا,احلى ماخلق
» قمر خالد كاملة,قمر خالد للتحميل,قمر خالد على ملف وورد,قمر خالد رواية,رواية قمر خالد
التوقيع


๑۩ التّفكير الفلسفي هو ممارسة الحرّية في أرقى أشكالها ۩๑



الحوار البناء وسيلة تبادل المعرفة
أما الحوار العقيم فهو وسيلة لإخفاء الجهل

 

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98