يراهن الكثير من الليبراليين السعوديين على فترة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز ويرون فيها انفتاحا كبيرا على الصعيد الفكري والثقافي وهذا ما بشر به الدكتور تركي الحمد في تصريحاته التي أدلى بها في عدد من القنوات الفضائية...
أثارت تصريحات أدلى بها مؤخرا الدكتور تركي الحمد جدلا واسعا في أوساط المتابعين للحركة الثقافية في المجتمع السعودي وذلك بعد أن صرح بأن وفاة الملك فهد بن عبد العزيز سوف تعجل بوتيرة الإصلاح والتغيير وأن حقبة الملك عبد الله بن عبد العزيز سوف تشهدا تغييرا ثقافيا كما شهد عهد الملك فهد تغييرا اقتصاديا.
ومما أثار حفيظة العديد من المتابعين هو أن هذه التصريحات إنما خرجت من أحد المستشارين لدى الملك عبد الله بن عبد العزيز حيث يعمل تركي الحمد مستشارا غير متفرغ لدى الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أن تقاعد من التدريس في الجامعة.
ويراهن الكثير من الليبراليين السعوديين على فترة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز ويرون فيها انفتاحا كبيرا على الصعيد الفكري والثقافي وهذا ما بشر به الدكتور تركي الحمد في تصريحاته التي أدلى بها في عدد من القنوات الفضائية كما أنهم يعتقدون أن العهد الجديد للمملكة سوف يشمل انحسارا لما يسمونه بالسلفية التقليدية والفكر الصحوي وخروج جيل جديد من الإسلاميين الوطنيين يقبل بجميع الأطياف المخالفة بما فيها غلاة التغريبيين الذين ينتمي إليهم الدكتور تركي الحمد.
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أكد في خطابه الذي ألقاه بمناسبة توليه الحكم في المملكة على التزامه بالكتاب والسنة دستورا ومنهجا في الحكم وعاهد على ذلك الشعب السعودي.
وهذا المشروع الليبرالي تم طرحه في العديد من المناسبات إلا أنه قوبل برفض كبير من المجتمع السعودي لجأ بعدها الليبراليون السعوديون إلى محاولة فرضه بالقوة عن طريق إستثارة المسئولين على مخالفيهم وهو ما شاهده الجميع إبان فترة العنف في المملكة ونوعية الخطاب الذي استخدمه أولئك ضد مخالفيهم.
وينتمي الدكتور تركي الحمد إلى التيار الليبرالي السعودي وهو أحد التيارات الفكرية في تطبيق النظرية العلمانية على نظام الحكم وحركة الثقافة ويرون أن الثقافة خاضعة للتغيرات التي تحصل في العالم ولا يصح أن تبقى ثابتة كما أنهم يعتبرون التدين مقصورا على الروحانيات والأركان الخمسة فقط.
وقد سبق للدكتور تركي الحمد أن سجن لاعتناقه أفكارا قومية ثم بعد ذلك التحق بالحزب الشيوعي إلى أن انتحل الفكرة البعثية وأخيرا أصبح من الليبراليين المنادين بعلمانية الدولة والحياة وهذه التقلبات الكثيرة في مسيرة حياته جعلت الكثير من المفكرين والمثقفين العرب يوجهون له انتقادات منهجية لاذعة وله العديد من المساهمات الإعلامية ذات الطابع التغريبي كما أصدر العديد من أهل العلم فتاوى تدين بعض مؤلفاته التي جاهر فيها بانتقاص الذات الإلهية إضافة إلى مجاهرته بأفكار تحمل انحرافات كثيرة.
تعليقي على الموضوع :
دائماً نسمع مثل تلك النداءات بين الفترة والأخرى تنادي بالحريات وبعلمنة الدولة والإنفتاح على الآخر وتعلم القيم العليا والأخلاق والمبادئ من الغرب !!!
وكأن الشعب السعودي مفطوم على التفكير بالجنس وجمع المال فقط !!!
الحرية في معناها الحقيقي هي الحرية المسئولة وإحترامك لذاتك وإحترام الآخر وأولاً وأخيراً ( الدين المعاملة ) ..
لم نسلم من الأفكار الهدامة التي تخرج علينا من وقت لآخر من أشباه الأدباء ومن يدعون الثقافة والإلتزام ..
وهم ابعد مايكونون عن ذلك ..؟؟
من أمثال تركي الحمد والدكتور غازي القصيبي الذي لم يسبق أن شهد لأحد بالإبداع في الروايات والقصص والأدب طيل حياته الوزارية والأدبية !!
لم يشهد إلا لرجاء الصانع الكاتبة المثيرة للجدل في روايتها المشهورة رواية ( بنات الرياض ) ..!!
ماذا يعني ذلك ..؟؟
إذا كان أديباً ومثقف ورجل دولة منذ 45 عاماً وتاريخه المهني والإداري مشرف لاينكر أحد ذلك ولكن هل يعتقد معالي الدكتور الموقر غازي القصيبي بأن هذه أخلاق بنات الرياض فعلاً !!
وهل بناتنا فعلاً لايهمهن سوى العلاقات العاطفية على غرار المسلسلات المكسيكية والخمور و .. و .. و .. الخ !!
إذا كانت هذه الحريات التي ينادون بها على وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد والمنتديات ( رغم عدم إعترافهم بالمنتديات ويسمون كتابها بخفافيش الظلام ) أقولها وبكل أمانة لانريد حريتكم المزعومة إذا كانت بهذه الطريقة ..
نريد توظيف شبابنا وفتياتنا .. نريد إنفتاحاً إقتصادياً .. نريد زيادة الرقابة على وزارة المالية وكيفية صرف الأموال للوزارات .. نريد توسيع دور الإعلام الداخلي سواءً صحف أو التلفزيون .. نريد أن يحالون للتقاعد من مضى على خدمتهم أكثر من خمس وعشرين عاماً على كراسيهم وتغييرهم ..
لو نظرنا سريعاً للمرافق الحكومية والوزارات ورأينا الوزارات التي يتولاها شباب حديثين العهد بالخدمة ومقارنتهم بمن سبقهم بالخدمة لوجدنا فرقاً شاسعاً في الخدمات ..
على سبيل المثال : الهيئة العامة للإستثمار تعتبر الآن وخلال السنوات القادمة أهميتها توازي أهمية وزارة الداخلية والمالية والدفاع والصحة لما لها من دور فاعل في خدمة إقتصاديات البلاد وتنويع مدخراتها ومواردها .. وصدر قرار ملكي بتعيين الأستاذ / عمرو دباغ محافظاً للهيئة العامة للإستثمار وشهدت خلال أقل من سنتين حركة هائلة ودوراً فاعلاً في دعم الإقتصاد السعودي ..
هذي مطالبي وأعتقد هناك الكثيرين يشاركوني الرأي من الشعب بأننا نريد تنويع موارد الدخل وعدم الإعتماد على النفط وتحسين خدمات الصحة وتطوير مناهج التعليم وإحلال الشباب السعوديين ذكوراً وإناث محل الأجانب الذين عاشوا سنين طويلة بيننا وبنوا القصور والأملاك والعقار والثروات من خيرات البلاد التي نحن أولى بها ..
أتمنى أن تكون تصريحات مسئولينا الموقرين أعقل من ذلك .. وأتمنى من مستشاري الديوان الملكي أن يتقوا الله فينا وأنا كما سمعت بنفسي أغلب الدول العربية والغير عربية يتمنون بأن يحكمهم مثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي منذ توليه الحكم وخلال سنة واحدة فقط أحدث تغييرات جذرية جعلت الدول العربية والأوروبية تنظر لنا بعين الإعجاب والحسد أحياناً ..
ياأبو متعب .. كما عاهدتنا على خدمة الحرمين والسهر على راحة المواطنين .. نحن نعاهدك بالولاء والطاعه .. ونحن جنودك في السلم والحرب ..