-- يقول صاحبنا والذي كان يروي موقف حصل له وكان أختبارا لأمانته وصدقه
000 كنت في المنزل وكانت عقارب الساعه تشير الى التاسعه ليلاً , كنت مهموماً حيث أن لدي ألتزامات ماليه لابد من سدادها وقد صرفت معظم راتبي الشهري , ولم يتبقى معي سوى مبلغ ضئيل لا يكاد يكفي بمتطلبات اسرتي 0
000 بينما أنا مهموم وتأخذني الأفكار يميناً وشمالاً , فأذا بجوالي يرن , كان صديقي أحمد , صديق وزميل بالعمل أيضاً , تبادلنا اطراف الحديث , وفي نهاية حديثه أخبرني انه يعمل في المجال الخيري الآن ومتعاون مع احدى الجمعيات الخيريه لجمع التبرعات لأخوتنا المتضررين في سوريا !
000 أخبرني انه قد أتاهم اتصال من متبرعه ومن خلال سؤالهاعن عنوانها اتضح انها في نفس الحي الذي اسكن فيه !
اخبرني احمد انه لايستطيع القدوم لأستلام المبلغ لأرتباطه بمشاغل كثيره واعطاني رقم جوال تلك المتبرعه لأقوم انا بالأتصال بها ومعرفة عنوانها واستلام المبلغ منها واحضاره معي لمقر عملنا يوم الأربعاء القادم ليقوم هو بدوره بتسليمه للجنه الخيريه !
000 وافقت على الفور وسيما انه عمل خيري والدال على الخير كفاعله , اخذت منه رقم الجوال , واتصلت فردت علي أمرأه , اخبرتها اني من طرف اللجنه الفلانيه واتصلت لأستلام مبلغ التبرع !
-- ممكن تعطيني عنوان المنزل ؟ اخبرتني انها تسكن في حي ال000 فقلت ونا كذلك ! فقالت انها في بلوك 12 فأخبرتها اني كذلك ايضا !!
اخبرتني انها تسكن في الشارع التاسع فقلت : اما انا فأسكن في الشارع الحادي عشر ! ,
لكنها قالت انها تتواجد خارج المنزل حاليا وعندما تعود سوف تتصل بي لاحضر لمنزلها لاستلام المبلغ .
-- مضت تلك الليله ولم تتصل !
-- نسيت الموضوع 000 حتى جاءني اتصال في صبيحة اليوم التالي ! ولكن كان المتصل رجلا ً !
اخبرني ان المتبرعه من اهله ولكن لم يحدد من تكون بالنسبه له !
فأخبرني انه متواجد في المنزل الآن وطلب مني ان احضر الآن !
اوجست في نفسي خيفه مع اني لم افعل شيئاً يوجب الخوف والقلق !
فقلت له اني لا اتواجد في المنزل حاليا انما بعيد جدا وعندما احضر للمنزل سوف اتصل بك !
-- في المساء عدت للمنزل قبل أذان العشاء , في طريقي للمنزل ولشقتي المتواضعه , مررت بقصر المتبرعه , كان قصرا فخماً , في الخارج كان يجلس شاباً في مقتبل العمر ويجلس بجانبه رجل في العقد السادس من العمر , والذي اتضح لي فيما بعد انه والده 000كانا يحتسيان القهوه في حديقة المنزل !
-- اسرعت للمنزل واخذت (دش ) ساخن وغيرت ملابسي واتصلت على الشاب اياه !
اخبرني انه ينتظرني , خرجت من المنزل ولم اركب سيارتي بل مشيت على اقدامي !
عندما اقتربت منهما 000 كانت نظراتهم ترقب كل خطوه اخطوها !
سلمت عليهما واستقبلني الشاب بكل رحابة صدر , اما الرجل المسن فقد اخذ جانب الحيطه والحذر !!!
شربت القهوه والتي لم اعرف نكهتها منذ ذلك اليوم ! , اخبرت الرجل المسن اني فلان ابن فلان واني اسكن بالقرب منهم منذ 10 سنوات !
فاستغرب انه لم يراني قط في حياته ! فاخبرته اني لدي الكثير من المشاغل , تقدم الشاب واعطاني كيس صغير كالذي يتم فيه تغليف الهدايا او العطورات فقال هذه لك !!
قلت هذه هديه لي !! كنت اظنها عطراً مثلاً !!
لكنها اخبرني ان هذا هو مبلغ التبرع !!
ليتني لم اقل هذه هديه لي !! ضحكت فقلت كنت اظنها عطراً , فاخبرني ان النساء يحبون الزخارف في المغلفات وهكذا !!!
تلك الكلمه التي قلتها قد اثارت شكوك الرجل المسن !! فاخذ يعظني بكلمات : ان هذا العمل بيني وبين ربي !!
ونظراته لم تكن تخلو من الشك والريبه !!
اخذت اتصبب عرقا ً وابحث عن مخرج للهرب من هذا الموقف !!
الحمد لله
هذا هو مؤذننا ابوعلي يرفع أذان العشاء !!
فقلت : استأذنكم ياجماعه اريد ان اذهب اصلي !!
خرجت مسرعاً بالمسير !! واعينهم ترقبني !!
حتى تواريت عن الأنظار !!
دخلت المسجد وانا أبكي
وجلست انتظر الصلاة وانا ابكي
صليت وانا ابكي
ورجعت للمنزل وانا ابكي !!
كل ذلك من عظم امر الأمانه يا اخوه !!
والله كاني قد وضعت بيدي ثعبانا في جيبي !!
الله سبحانه يعلم كيف مضت تلك الليله !!
سلمت المبلغ لصاحبي الذي كان يجلس مرتاحا على مكتبه !!
واليوم اتصل بي واخبرني انه يريد خدمه اخرى !!
يريد ان اعود لهم مره اخرى لأعرف اسم المتبرعه ليعطوها شهادة شكر !!!!
المواضيع المتشابهه 
أمانه 
العرض الشجري
