بعكس غيرها من العواصم تشيخ العاصمة الرياض باكراً، وتدب التجاعيد في وجهها، وتنهك باكرا، فقد تزامن الحراك الميداني لآليات الطفرة الحالية مع تراجع الأداء الحكومي الذي يشبه الغياب في ضبط المقاولين وحركة الآليات في الميدان، مما شكل فرصة كبيرة للفوضى، وخلف بثوراً دامية في وجه العاصمة الجميلة.
تبدو شوارع العاصمة اليوم - وربما بقية مدن المملكة - شاحبة، وفقيرة للخدمات والتنظيم، تعج بالحفريات والأرصفة المهشمة، وتسربات المياه، في صورة توحي بغياب السلطة المعنية بتنظيم المشهد الحضري. وعلى الرغم من رحيل أمين وقدوم أمين جديد للرياض، إلا أن المشهد العام مازال يتجه نحو مزيد من التدهور تحت وطأة آليات المقاولين الصغار التي تفتقد إلى أبسط آليات التنظيم، كما أنها لا تعير اهتماماً لعابري الشوارع والطرقات، فلا إشارات تحذيرية، ولا سرعة إنجاز، ولا اهتمام بالشارع بعد انتهاء تلك الأعمال، فكثيراً ما يرحل المقاولون وقد تركوا حفراً عميقة، وقد يحفر آخرون حفرية ويتركونها لأيام أو أشهر دون أن يبدأوا بالعمل فيها.
يحدث ذلك تحت مظلة التراجع الكبير في أداء أمانة مدينة الرياض والبلديات وكل الجهات المعنية بتنظيم وتأهيل الشوارع والطرقات، مما يجعل العاصمة تتراجع كثيراً في مشهدها الحضاري على الرغم من أنها تعيش أحلى سنين عمرها من حيث المشاريع التنموية التي أقرت لها في السنوات الأخيرة.