هل هي حرب ٌ أمريكية منفردة ؟ أم ستخوضها مع حلفائها الأوروبيين و العرب و الاقليميين ؟
و هل ستكون بغطاء ٍ أممي .. أم من دونه ؟
حقا ً هي أسئلة ٌ مشروعة ٌ .. و يكثر طرحها هذه الأيام !!..
أحداث ٌ متسارعة و تصاريح سياسيين و مواقف دول ٍ لا يكاد المرء يستطيع رصدها و متابعتها ..
ما هي الحقيقية .. و ماذا سيحدث ..؟
و للإجابة و ببساطة و من دون تردد نقول أنه لن تكون هناك حرب ٌ و تدخل ٌ عسكري في سورية .. رغم كل ما نراه من ازدياد و رفع ٍ لحدة التصعيد الغربي و الأمريكي و الصهيوني على سورية .
إنهم عاجزون عن فعل ذلك بأنفسهم و بجيوشهم , لذلك استعانوا بمرتزقتهم , و هاهم يمارسون ضغطا ً على قيادتنا السياسية و العسكرية و على الشعب السوري , و حتى على شخص الرئيس .. بغية إخافتنا و الضغط على صدورنا و عقولنا و قدرة تحملنا و بالتالي إضعافنا عبر أضخم عملية ٍ إعلامية ٍ سياسية و دبلوماسية , عساهم ينالون منا و يهزمونا من داخلنا .
هم لا يجرؤون على فعلها .. رغم أن هدفهم الاستراتيجي اسقاط سورية لضرب محور المقاومة برمته و لإعطاء مشروعهم في المنطقة فرصة المرور و النجاح , لذلك قد يعتري بعض السوريين القلق و ليس الخوف بالتأكيد .
إن لجوؤهم خلال عامين و نصف العام لحرب الوكالة .. دون الأصالة , نابع ٌ من إدراكهم أن هذه الأخيرة ستعيد اللحمة بين السوريين , و تكشف للشعوب العربية و للعالم بأسره أن إجرامهم لا يمت للثورات بصلة .
إن انجازات الجيش العربي السوري و ضرباته القوية و المتلاحقة جعلهم يصلون لحال ٍ من الهيستريا و التخوف من الذهاب الى مؤتمر جنيف 2 قبل حصولهم على بوليصة تأمين لضمان أمن اسرائيل من محور المقاومة , لذلك أرادوا تهديد سورية حتى من خارج مجلس الأمن بالضربة العسكرية و افتعال و خلق أجواء مسرحية عبر مئات التصاريح و المواقف التركية و الفرنسية و البريطانية و الاسرائيلية و الأمريكية , فظهرت تبايناتهم و ارتباكهم و حتى تناقضاتهم .
و بعدما تأكد فشل بندر بن سلطان في تنفيذ وعده بتغيير موازين القوى في سورية قبل موعد جنيف 2 عبر أربع عمليات كبرى و خطيرة للغاية :
- عملية الريف الشمالي – مطار منغ – بالطابع الجغرافي التركي
- عملية ريف اللاذقية – بالطابع الطائفي و الغرائزي
- عملية الريف الجنوبي الشرقي – درعا ” تل الحارّة ” بالطابع الاسرائيلي
- عملية ريف دمشق – محاصرة العاصمة – بالطابع النفسي
إن ذكاء و حنكة القيادة السياسية و العسكرية أفشل كل هذه العمليات و بزمن قياسي لم يتعد في بعضها الأربع و العشرون ساعة , مما جعلهم يصرخون غضبا ً و غيظا ً و يعيشون حالة الهيستريا بشكل غير مسبوق .
لقد تيقنوا من انكسار مشروعهم و من عجزهم ووجدوا أنفسهم أمام السؤال الصعب .. كيف سيذهبون الى جنيف و هم ضعفاء بينما النظام قوي ..فكان لا بد من الخديعة و استخدام ذريعة السلاح الكيماوي لإ سورية عبر إرسالهم بعثة التحقيق الأممية لتعمل على إيقاف تحرك و تقدم الجيش العربي السوري , كذلك لإ الرئيس اوباما بإدعائهم أن سورية قد تجاوزت الخطوط الحمراء التى وضعها بنفسه .. !!
فكانت جلسة ٌ لمجلس الأمن الذي فاجئ فيها الروس العالم بصور ٍ عبر الأقمار الصناعية التي تثبت إطلاق الصواريخ الكيميائية عبر الإرهابيين و بأيديهم .
هذا ما جعلهم يرسلون رسائلهم عبر السلطان قابوس و جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي بالثوب الأممي الى ايران و الإتصال الهاتفي لكيري بالسيد وليد المعلم .
أما أغبياء السياسة و أتباعهم الأوروبيون , فقد اتجه بعضهم لإلصاق التهمة بالدولة السورية و من بعدها يبحثون عن الدليل – الموقف الفرنسي – أما البريطاني فوصل لحد التصريح بإمكانية التدخل الخارجي من خارج مجلس الأمن و للمزيد من التهويل قطع كاميرون زيارته و إجازته .. لمتابعة الوضع السوري .
فيما كان الموقف الروسي ثابتا ً هادئا ً وواضحا ً , إذ عبّر عن قناعته بحصول مؤتمر جنيف 2 متجاهلا ً الضجيج و الصراخ الذي أحدثوه عبر قوله ” لن نحارب أحدا ً ” .
لقد استنفذوا كل شيء خلال العامين المنصرمين و جربوا كل الوسائل و الدسائس و التهويل و الإرهاب .. حتى باتت أفكارهم ضائعة و تائهة لعدم حصولهم على أي اجاز يساعدهم في التفاوض الكبير و مع الكبار يجنّبهم الهزيمة المدوية , لذلك لعبوا على حافة الهاوية ناسين أننا نحن دهاة السياسة و أننا من ابتكر هذه اللعبة .
إننا ننصحهم بالهدوء و التعقل لأن ضربتهم لو حصلت فإنهم لن يتحملوا ما سيحصل لهم و لمصالحهم إن كان على مستوى ارتفاع سعر برميل النفط , أو على مستوى حماية قواعدهم في الخليج , كذلك ما يتعلق بأمن ووجود الكيان الغاصب .
كذلك لن يكون من مقررات لجنة التحقيق الأممية في الموضوع الكيماوي أي قرار نهائي وواضح أو إدانة لأي طرف كي يتركوا هامشا ً للمفاوضات و عمليات التسوية المطاطة .
و أخيرا ً فإننا نقول لهم … لكم أن تعلنوا هزيمتكم متى شئتم .. و كيفما شئتم .. و عودوا أدراجكم و اسحبوا أدواتكم أو انظروها ُتقتل و ُتباد على أيدي بواسل الجيش العربي السوري الذي أذهلكم , و الذي لن يحيد عن عقيدته و بوصلته التي نسيها العرب و تاّمروا عليها ألا و هي فلسطين الغالية ..