في يوم واحد وساعات محدودة تم تغطية اكتتاب البنك الأهلي الذي طرح منه «بمنحة من الدولة» 500 مليون سهم 300 مليون منها للأفراد كفرصة استثمار كبيرة تقدمها الدولة من خلال صندوق الاستثمارات العامة المالك الرئيس لها. الدولة تقدم فرصة للمواطنين وكل صاحب مال مدخر أن يحقق عائدا وربحا ماليا بسعر للسهم 45 ريالا ووفق المعايير المالية السعر أقل من المستحق بنسبة كبيرة، فهو بمكرر 9 والسوق بمكرر ككل يتجاوز 15 ونمو ارباح البنك حين يعتبر البنك الأهلي الأعلى ربحا كصاف بين البنوك السعودية، وأحد ثاني أكبر رأسمال كبنك.
الوضع المالي للبنك قوي وكبير ومتين لاشك، فهي فرصة استثمار حقيقية تتنازل الدولة عنها للمواطنين وهذه ميزة كبيرة ومنحة يشكر عليها صندوق الاستثمارات العامة وبموافقة عليا لطرح السهم للمواطنين.
شكك البعض وبكلام لا يمت للواقع بصلة حول يغطى أو لا يغطى وضعف الإقبال، فالبنك فرصة كبيرة وغطي حتى نهاية يوم الخميس بما يقارب 281% ودفع 83 مليار ريال وينتهي اليوم. ماذا يعني كل ذلك؟ يعني أن الثقة عالية بالاقتصاد الوطني بكل جوانبه وجاذب وقوي جداً، وفرة السيولة، فرص استثمار تفتح جديدا وتمتص سيولة تبحث عن الفرصة، الرؤية المستقبلية المتوقعة لأداء البنك إيجابية كبيرة جداً. العدد سيتجاوز مليون مواطن، والمال سيفوق 40 مليار ريال من الممكن كما يتضح ولن استغرب وصول التغطية 4 مرات فوق المطلوب، وهذا ما يعزز الثقة أكثر وأكثر ومتانة للاقتصاد والنظرة المستقبلية الإيجابية للسهم. اكتتاب البنك الأهلى مرآة لاقتصاد وطني صلب متين وجاذب وإلا لم تضخ عشرات المليارات، وأنها فرص استثمار تمنحها الدولة للمواطنين وتضعها بينهم لمن يقتنص الفرصة ويبحث عنها فقد اصبح البنك الآن بين أيديهم.
حين تطرح شركات وبنوك وغيرها للاكتتاب العام، هي جيدة ومتينة ماليا واقتصادياً، ستضمن النجاح لا شك بالسوق، من خلال القدرة على التغطية والاكتتاب، وسيقدم لها كل الدعم، فالسيولة في الاقتصاد الوطني وصلت مرحلة كبيرة جداً وتسهيلات البنوك والقروض حين نجمعها فهي بعشرات المليارات بل وتفوق المئة مليار وأكثر بكثير، فمن يستثمر بما يطرح من شركات بعد قراءتها وتدقيقها ماليا يتم الاختيار، وهذا ما يعزز جاذبية السوق وسنشاهد ذلك بدخول الأجانب منتصف العام القادم، وللعلم البنك الأهلى اكتتابه فقط للمواطنين السعوديين فلا مقيم ولا أي جنسية. ماذا إذا كان يُسمح بدخولهم؟ سنجد الأعداد تتضاعف والأرقام تتضاعف. قوة وجاذبية والثقة والأمن والاستقرار هي أهم عوامل النجاح الاقتصادي وهذا ما نتمتع به ولله الحمد فتجد الكل يريد اقتحام السوق والدخول به، سواء الأسهم أو غيرها، فهي تملك من الجاذبية الشيء الكثير وينتظرها الجميع على أحر من الجمر لدخول واقتحام السوق والاستثمار فيه.http://www.alriyadh.com/990300