إذا نظرت لأداء شركة الكابلات في آخر 5 سنوات ستكتشف أنها إحدى الشركات
الميتة دماغياً. الشركة تحقق خسائر تشغيلية من نشاطها الرئيسي طوال هذه السنوات.
أنظر إلى دخل العمليات وهو دخل الشركة الرئيسي من أنشطتها ومبيعاتها ستجد أنها
خسرت في جميع السنوات بلا إستثناء، ومن ينظر إلى صافي الدخل سينخدع بربحية
2011 التي جاءت بسبب دخل الشركات الشقيقة.
في عام 2010 حصلت أسبانيا على كأس العالم ثم في 2014 حصلت ألمانيا عليه
في عام 2011 سقط روؤساء دول وقامت الثورات وضرب اليابان زلزال أدى إلى
تسرب إشعاعي. وفي عام 2010 بدأت سامسونج سلسلة جوالات جالسكي إس
وأصدرت 5 جوالات طوال هذه السنوات. في خلال هذه الفترة مر البترول بكل الأسعار
سواء المرتفعة فوق 100 أو المتدنية تحت 50. رغم كل هذا لم تنجح شركة الكابلات
في الخروج من مشكلة الخسائر وتقليص المصاريف الإدارية والدخول في الربحية.
إذا كانت الشركة في كل هذه الظروف من الرخاء والشدة وارتفاع البترول وإنخفاضه
وإرتفاع مبيعاتها إلى 3.2 مليار وإنخفاضها إلى 1.7 مليار لم تدخل الربحية من
العمليات فمتى ستفعل؟!
في الإستثمار إن لم تكن الشركة قادرة على الربح من أنشطتها الرئيسية فلا يهم أن
تربح من الأنشطة الأخرى لأن الأنشطة الرئيسية هي الشيء الثابت والباقي قد لا يدوم
وبعض الشركات يعلنون صافي خسائر ولكن لو دققت لدخل العمليات لوجدتها شركات
رابحة ولكن ربما لديهم مشاكل مؤقتة مع إستثمارات أخرى أو تكاليف تمويل وخلافه.
بعض المتداولين ينظر إلى سهم الكابلات بـ 8.8 حالياً ويقول في نفسه ياله من سعر
رخيص وفرصة. هو في قاع فكم سيهبط أكثر من ذلك؟!
وهذا أكبر خطأ يرتكبه الأفراد المستثمرين وهو النظر للسعر دون القيمة. ينسى هؤلاء
أن القيمة الدفترية للكابلات متآكلة فقد بلغت آخر ربع 5.57 ريال وإذا استمرت على
نفس النهج ستعلق العلم الأصفر. مضاعف القيمة الدفترية 1.57، هناك أسهم
استثمارية كثير أقل منها مضاعف قيمة دفترية وشركات رابحة فلماذا تدخل شركة
سعرها الدفتري 5.5 ريال وأثبتت فشلها طيلة هذه السنوات ونسبة الديون تبلغ 84%
وتعتقد بأنك ستكسب؟!
هذا ضرب من الجنون، شركة نموها بالسالب ومن خسارة إلى خسارة وحقوق
مساهمين تتآكل ثم تضع مالك فيها وتعتقد أنه إستثمار حكيم؟! نصيحة لا تستثمر
في هذه الشركة مالم تظهر بوادر وعلامات تحسن ربحيتها من دخل العمليات.
السوق مليء بالفرص الإستثمارية الأرخص منها قيمة وليس سعراً.
ملاحظة: المضارب لا يهتم بالربحية والخسائر وإنما الموضوع للمستثمر