في إستطلاعي السابق عن عدد الأسهم التي يوزع عليها الأعضاء رؤوس أموالهم
شارك 40 عضواً بالإستفتاء وظهرت النتيجة كالتالي:
سهم واحد 40%
سهمين 17.5%
3 أسهم 12.5%
4 أسهم 10%
5 أسهم 2.5%
6-10 أسهم 10%
11-20 سهم 2.5%
أكثر من 20 5%
النتيجة جاءت قريبة من توقعاتي وهي أن الأعضاء يميلون إلى تركيز رأس المال في أقل عدد ممكن من الأسهم ولكن الذي لم
أتوقعه أن أجد هناك من يختار أكثر من 20 سهم وهذا يدل أن بيننا هوامير أو صناديق أو مجرد ناس فاهمه وصامته :hawamer6312
سأضرب مثال يوضح لكم ماهي أفضل طريقة لتقسيم رأس المال لرفع الفرص وتخفيض المخاطر.
ميزة رفع الفُرص والإحتمالية
تخيل معي أني أخبرتك أن هناك سهم بالسوق راح يدبل وهذا السهم غالباً سعره من 100 ريال وتحت، كيف ستقسم رأس مالك
وتختار السهم لترفع حظوظك وإحتماليتك؟ :hawamer1312
لو نظرت إلى السوق لوجدت أن هناك 156 شركة أقل من 100 ريال لهذا إن إخترت سهم واحد منها تشعر بأنه سيدبل فإن
إحتماليتك هي 0.64% ! بمعنى 6 من الألف، لو أني أخبرتك أن عملية جراحية نسبة نجاحها 6 من الألف هل ستوافق على
عملها؟ في حين أنك في سوق الأسهم تقدم عليها ومتأكد أنك محظوظ وستنجح معك هذه المره! وحتى لو إستبعدنا الشركات
الأقل حظ وإحتمالية بالتدبيل وتبقى مثلاً 100 شركة تصبح إحتماليتك 1% وهي لا شك إحتمالية فشلها أقرب من نجاحها
بمراحل. ولكن لماذا يفعل الناس ذلك؟ لأنهم يفكرون في العائد إذا نجحوا ولا يفكرون في إحتمالية النجاح
لهذا ينسون الإحتمالية ويركزون على العائد. فكلما كبرّت العائد المطلوب قلت الإحتمالية بسبب تركيز رأس المال.
طيب ماذا لو إشترى شخص كل الـ 156 سهم فبهذه الطريقة سيضمن 100% أن يحصل على هذا السهم الذي سوف يدبل،
ولكنه سيخسر شيء آخر وهو أن العائد سيقل كثيراً بسبب قلة السيولة الموضوعة بالسهم بسبب التقسيم. فلو فرضنا أنه قسّم
رأس ماله بالتساوي فهذا يعني أنه عندما يدبل هذا السهم في محفظته فقد حصل على ربح 0.64% من رأس ماله الكلي بدلاً
من 100% لو أنه وضع فيه كل رأس ماله. وهذا النوع يفكر بالإحتمالية أكثر من العائد حتى أنه إذا ضمن الإحتمالية أصبح العائد قليلاً.
ميزة تخفيض المخاطر
تخيل معي أنك وضعت كل رأس مالك في شركة موبايلي قبل فضيحة التلاعب لأنك تعتقد أنها شركة عملاقة ولا يمكن أن يحدث
شيء مفاجيء لها، وشخص آخر وضع في شركة موبايلي 10% من رأس ماله وقسّم الباقي على عدة أسهم أخرى. من وضع
معظم رأس ماله فيها يعرض نفسه لخسارة أكبر من الذي وضع جزءاً من رأس ماله فيها، فمثلاً في قضية موبايلي من وضع
كل رأس ماله في سهم واحد خسر 50% والذي خصص 10% أصبحت خسارته 5% من رأس ماله الكلي فقط!
نلاحظ أن الذي يركز نفسه في سهم واحد خسران بالحالتين: يقلل على نفسه الفرص حتى يصل حد الإستحالة،
ويرفع على نفسه المخاطر إن وقعت كارثة لسهمه حتى يصل حد الإنتحار.
ونلاحظ أن من ينوع أسهمه بشكل كبير جداً يقلل على نفسه العوائد إن كان أداء أحد أسهمه ممتاز، ويحمي نفسه
من المخاطر بشكل كبير حتى يجعلها غير مؤثرة على رأس ماله الكلي ويستطيع تعوضيها.
إذاً الذي نوّع رأس ماله على أسهم كثيرة أفضل من الذي ركّز على سهم واحد لأنه
كسب عنصر تخفيض المخاطر، ولكنها ليست أفضل طريقة!
إذاً ماهي أفضل طريقة؟
خير الأمور الوسط كما تعلمنا في كل مناحي الحياة وحتى الأسهم ينطبق عليها هذا الأمر، طبعاً الوسط هذا مطاط يختلف حسب
رأس المال وحسب العائد المطلوب والمخاطرة المحتملة.
طبعاً إذا كان رأس مالك كبير جدا بالمليارات فأنت مجبر على التنويع بشكل كبير لضخامة رأس المال، وكذلك الذي رأس ماله
صغير جداً مجبر على التقليل ولكن لا أحد مجبر على سهم واحد لأنه أسوأ إختيار، حتى الذي رأس ماله 1000 ريال
الأفضل له أن يضعه في سهمين بدل أن يذهب إلى أسوأ خيار ممكن ويخسرها كلها.
أفضل طريقة أن تحدد ماذا تريد بحيث ترفع فرصك وتجعل المخاطر محتملة وهي تختلف من شخص لآخر. مثلاً تقول أنا أريد
إذا دبل أحد أسهمي أن أحصل على 20% ربح من رأس مالي هذا يعني أنك مثلاً ستقسم رأس مالك على 5 أسهم كل واحد
50% وبهذه الطريقة عرضت نفسك لعدد اسهم أكثر من واحد وبهذا رفعت إحتماليتك وبنفس الوقت جعلت العائد جيد إن أصبت،
عكس من ينتظر في سهم واحد ونسي أن إحتماليتة صارت أقرب إلى الصفر. ومن الممكن أن تربط نسبة التخصيص مع
الإحتمالية والمخاطرة بمعنى أن بعض الأسهم تعطيها 20% لأنها الأقرب لتحقيق الهدف وبعضها تجعلها 15% أو 10%
والخطيرة منها قد تجعلها 5% وأقل. وبهذا تتجاوز 6 أسهم وربما تصل 10 أو أكثر. البعض الآخر ربما غني ويريد دخل معقول
ولكنه يهتم بتقليل المخاطر قدر الإمكان، إذاً سيتجه إلى رفع عدد الأسهم وتقليل نسبة التخصيص وربما يتجاوز 20 سهم لهذا
ذكرت أن الوسطية هنا مطاطة لأن كل حالة تختلف عن الآخرى.
5% وأقل للأسهم الخطرة؟ لماذا؟
لو فرضنا حالة سهم عذيب، كثير من الناس يضع فيها رأس ماله كامل وينتظر رغم أن الشركة متجهه نحو الإفلاس والإيقاف
وعليها علم أصفر ومخاطرتها كبيرة وإحتمالية كبيرة أن تتوقف لأنها كل شهر تعلن خسارة، وتجده لا يأبه لأنه يفكر بالتدبيلات
وينسى إحتماليتها! تخيل أن شخص آخر وضع 5% في عذيب لأنه قال في نفسه أن السهم خطر فإذا توقف سأخسر 5% وأستطيع
تحملها أما إذا عكست الشركة حالها وتحسنت أرباحها مستقبلاً فقد تصبح الـ 5% هذه 50%، برأيك من الأفضل منهم؟
الذي ركّز رأس ماله بالسهم عرض نفسه لخسارة كامل رأس ماله والذي نوّع جعلها 5% من رأس ماله، لهذا الثاني صمم محفظته
مستعداً للربح والخسارة ومتحملاً المخاطرة والأول فكر بالربح فقط وسينصدم وقت الخسارة لأنه لم يعمل لها حساب.
لهذا أرى والله أعلم أن أفضل عدد أسهم لأغلب رؤوس أموال المتداولين هي بين 4 و 12 سهم وتعتمد حسب قدرة كل شخص
على تحمل المخاطر وحسب العائد المطلوب وحسب الأسهم المستهدفة، فكلما زادت خطورة السهم المفترض يقل التخصيص
لها والعكس صحيح.
تنويع الأسهم يوفّر لك سيولة
تنويع الأسهم يعطيك ميزة إيجابية أخرى يفتقدها من يركّز أمواله في سهم واحد، إذا تعلق إنسان في سهم جيد وإنخفض سعره
ألا يندم عادة أنه لم يترك سيولة؟ لكن الذي نوع رأس ماله على عدة أسهم ونزل أحد الأسهم بشكل غير مبرر فيستطيع أن يبيع
سهم رابح عنده ويعدّل في السهم المنخفض إن كان لايزال يراه فرصة. وبهذا لديه القدرة على توفير سيولة والتي يفقدها من
يضع كل ماله بسهم واحد.
التصنيع وموبايلي والخضري
البعض يقول سوقنا عالي المخاطرة وقد ينقلب حالة شركة فجأة وتخسر رأس مالك مثل التصنيع وموبايلي والخضري والمعجل
وغيرهم، ولكن هذا غير صحيح. هذا صحيح فقط لمن يركّز رأس ماله في شركة واحد أو شركتين فهو الذي يشعر بأن الدنيا سوداء
وأن السوق خطر، ولكن علمياً لو نظرت إلى الشركات الموقوفة وهو 4 والشركات التي هبطت بما يقرب 50% وهي جيدة ستجد
ربما وصلت 10 شركات والسوق فيه 165 شركة لهذا نسبة هذه الشركات 6% فقط من السوق، فكيف وقعت في فخ الـ 6% ولم
تكن من الذين في الـ 94%؟ طبعاً الجواب هو بسبب تركيز الأسهم وعدم تنويعها، ولن تجد أحد ينوع أسهمه بشكل كافي يتضرر
بشكل كبير عند وقوع هذه الحوادث المفاجئة.
المواضيع المتشابهه 
فوائد التنويع: سياسة السهم الواحد تقلل الفرص وترفع المخاطر 
العرض الشجري
