المشهور عن السعوديين ان كل شي حولهم ينسبوه لهم..
"بقالتنا" "مغسلتنا" "شارعنا" حتى "بحرنا" "جبالنا" ..!
وهذا شي طريف ودليل على البساطة..
لكن المشكلة أن نعتاد على هذه الفكرة حتى نوصلها إلى...الدين..!!
وهذا هو الحاصل للأسف.. فالجميع يرى الدين ديننا والإسلام إسلامنا..
نعم..هو كذلك .. ولكن بحكم انتمائنا له وليس بحكم انتمائه لنا..!
الدين ليس لأحد سوى "الله".. ومانحن إلا عبيد متبعين..
وهذا مهم جداً في العقيدة..
فلا يجوز لأحد أن يجعل الدين تعصب كأنه تعصب لفريق رياضي..
هذا باطل حتماً.. فالدين تعاليم.. إما أن نتبعها ونطيع الله وإما أن
نخالفها ونعصى الله.. ولايجوز التعصب حتى لله نفسه تبارك وتعالى..
فالله ربنا وإلهنا ونحن عباده وعلينا طاعته وعبادته كما أمرنا هو..
وليس كما تأمرنا أهواءنا وعواطفنا وعصبياتنا..
العصبية منبوذة في الدين لأنها هوى وشر..
واتباع الهوى "كفر" في كتاب الله..
وإنما الشيطان يغرر بنا ويوهمنا أن تعصبنا للدين شيء عظيم
قد يشفع لنا ويكفر سيئاتنا .. ولعمرك أنه الضلال والخسران المبين..
فوالله لو نظر كل منا لنتائج التعصب لوجد فيها من الكبائر والفواحش
مالاحصر له والعياذ بالله.. وأقلّه شتيمة الناس واتهامهم بالباطل..
مروراً بالكيد والتحريض.. وصولاً إلى القتل الشنيع وارتكاب الفضائع
باسم "الله أكبر"..!!
فالحذر الحذر .. ووالله ان الشيطان ليفرح بمثل هذا التدين الزائف
الأسود الذي قلب دين أتباعه من "الإسلام" إلى "الإظلام"..!
فالدين طاعة وتعاليم واتباع .. وليس عصبية وعاطفة عمياء..
فالله ليس ضعيف -حاشاه- حتى يكون محتاجاً لتعاطفنا وعصبيتنا..
بل نحن محتاجون إلى رضاه عنا تبارك وتعالى .. ولن يرض عنا
إلا إذا أطعناه واتبعنا دينه هو .. وليس "ديننا"..!!