لڪَي ٺٺمڪَن من آلمشآرڪَة معنآ عليڪَ آلٺسجيل من هنآ

يمنع وضع الصور النسائية والأغاني والنغمات

http://www.x2z2.com/up/uploads/13328416481.png

 
العودة   منتديات شمس الحب > «®™§¤§ منتديات شمس الحب الأدبية §¤§™®» > قصص - روايات - حكايات
 

قصص - روايات - حكايات لطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ", القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,

 
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-27-2008, 07:44 PM   #1

Gunslinger غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 1421
 تاريخ التسجيل : 25 - 4 - 2008
 المشاركات : 7

افتراضي صراع فوق الأمواج

أنا : Gunslinger





أكتب إليكم قصتي ,, لا أدري لماذا أخبركم عنها ,, ألجأ للتنفيس عن ما في صدري أم حدث مهم في حياتي أَسْطُرُه في صفحاتي

البيضاء التي تلونت بالسعادة الصادقة لترويه ، إليكم فقد كنا ذات يوماً عازمين على السفر إلى مصر الرائعة بإطلالتها و أهراماتها التي

لا تَكُف الألسن وكتب التاريخ عن ذكرها فتشوقت لرؤيتها ،وأعددت العدة لأعيش فرحتها ،وأصورها بأجمل الصور في مخيلتي ،لأحكي

لرفيقاتي عن بقاعها لا أدري أتصدقونني أم لا لو قلت لكم أن سعادتي لا توصف بأي شكل من الأشكال ولا تجسدها ألوان فنان، وبين

فرحتي والأحلام انقضت الأيام لتخبرنا بموعد رحلتنا على متن السلام ،اتجهنا جميعاً إلى الميناء عندها هالني منظر السفينة الراسية هناك

لم أكن أتوقعه بهذه الضخامة كالبناء الشامخ فهي تختلف تماماً عن ما كنت أراه وأشاهده في التلفاز حتى السفن والمراكب التي

تحيطها لم أتصور شكلها يوماً والمياه تأرجحها وكأنها تلاعبها على مرفأ الميناء ,, حتى أعداد المسافرين الهائلة الذين مازالوا من كل

فجٍ يتسابقون للعودة إلى بلادهم بعد أشواط قطعوها من الغربة والعناء لكسب المال وطلب الرزق للعيش في الحياة ,, أناس فقراء على

متنها يحملون شقاء عمرهم على أكتافهم لتُرسم الفرحة على وجوه ذويهم المترقبة وصولهم آمنين مسرورين بعدما ودعوا الرفيق

والصديق والأهل والحبيب بمعانقة تشهده أهازيج الفرحة التي فاح عطرها وانتشر بين جزيئات الهواء مودعة لهم بالدعاء والتوفيق ,,

حتى الطيور المهاجرة التي تمر من فوقنا وتحلق عالياً كأنها تودعنا من الأفاق بقيت غارقة أتأمل كل شيء حولي وأنا في سعادة

غامره تمازجها دمعة حائرة في مقلتي لمواقف الأهالي وهم يودعون بعضهم البعض آملين بلقاء يجمعهم على مر الأيام والسنين ,, حتى

شدّ انتباهي حمل السيارات وشحنات البضائع على هذه السفينة بقيت أحدث نفسي وأطراف الأسئلة تتجاذب علي لتحيرني ,, يا إلهي ,,

أتحْمِل كل هذا على متنها إلى جانب الحقائب التي تملأ أيدي المسافرين باختلاف أحجامها ،تعجبت حقا مما رأيته فيا لا ضخامتها العجيبة

التي لم تخطر يوما على بالي ,, وبينما أنا في عالم أحلامي هبت نسمات الشتاء الباردة لتوقظني على أصوات الضوضاء التي تزايدت

مع مرور الدقائق والثواني ,, لم اعلم كيف مر الوقت الذي بدا لغيري ومن حولي ممل يبعث التأفف والازدراء ,, حتى جاء دورنا وأنا

مازالت أقلب النظر وأضغط على حقيبتي بيدي بين أعداد المسافرين خوفاً من ضياعها ,, رأيت أبي يسبقنا ليسلم الأوراق بعدد أفراد

أسرتي الأربعة المكونة من والداي وأخي وأنا ,, أدخلنا بعد لحظات أحد الرجال مرحباً بنا إلى داخل السفينة وهو يقودنا بممر ضيق

طويل جداً به أبواب كثيرةً متقاربة بجانبيه وتظهر من سقف الممر مصابيح تشع بأضواء صفراء تنعكس على الأماكن والأركان ,, وصلنا

بعد سيرٍ طويل إلى غرفنا في الدرجة الأولى ،كان التعب والإرهاق يعترينا ،أخذ كل واحد منا مكانه على سرير يقابله سريران فوق

بعضهم البعض وضعت رأسي على الوسادة مع بقية أفراد أسرتي ,, لكني لم أستطع النوم ربما لتغير المكان علي ,, أخذت أتقلب بين

جنبي حتى أملني الفراش فنزلت منه بخطى خفيفة متجهة إلى نافذة دائرية مغلقه أتأمل من خلالها أمواج البحر الهائجة وبعض قطرات

الماء الساقطة على زجاج النافذة ,, وبينما كنت جالسة أستنشق هواء البحر المشبع بالرطوبة أركبتني الأحلام على جناح طائرٍ حلق بي

إلى عنان السماء فأرى نفسي بين الغيوم البيضاء وقد تحققت أحلام الصِبا حتى أوقفني دوار البحر الذي كاد يفجر راسي، مللت حينها

جلستي بلا هدفاً اصنعه حتى أمسكت بقلمي ودفتر مذكراتي لأدون فيها أجمل اللحظات على سطح البحر وفوق المياه ،وفي داخل

الكبينة بدأت أكتب عن كل شيء ابهرني في السفينة، وأصف كل جزء على متنها حتى أني لم أنسى أن أصف الرسم التوضيحي

للسفينة المعلقة خلف باب غرفتنا ,, تجمدت يداي عن الكتابة على رائحة الدخان التي اشتممتها وأصوات الأقدام التي كانت تقرع الممرات

في محاولتها معرفة السبب وهمهمات أجهل فهمها أيقظت حينها والدي بلا تفكير ,, لبس والدي سترةً تحميه من البرد القارص ليسأل عن

أسباب رائحة الدخان المنبعثة في كل مكان ,, أحسست بتوجسٍ ورهبه تكاد عظامي أن لا تحملني منها لكن سرعان ما زالت بعودة

والدي الذي انهالت عليه الأسئلة من قبل والدتي ,, قام أبي بتهدئتها وأخبرها بقول طاقم العبارة عن الحريقٍ البسيط في غرفة

المحركات و انه تم السيطرة عليه فحاولوا تهدئتنا وطلبوا منا العودة إلى أماكننا وبالفعل خفت روائح الدخان فهدأت أنفسنا وقاربت أن

تُطرد هواجس وأفكار مخيفة تراودنا لكن طمأنينتنا لم تستمر بل توقفت عند بداية الطريق عاجزةً أمام غيوم الدخان الخانقة المتزايد معها

قرع الأقدام وأصوات الهمهمات التي أيقظت معظم الركاب الذين خلدوا إلى النوم والراحة فزعين من مرقدهم لا يعلمون ما هو المصاب

الجلل ,, وما أن شعر والدي بعلو الأصوات حتى هم بفتح الباب ليستقبله الدخان الذي اقتحم كل جزءٍ على ظهر السلام ,, أسرعنا جميعاً

نتدافع إلى متن السفينة بين الدخان ،وسعال الأفراد الذي بدأ يتعالى، أمي تمسك بيدي بشده وهي ترتجف خوفاً من ضياعي بين

الحشود الهاربة الخائفة المتدافعة ، أخذت تتلفت حولها وهي تنادي على أبي وأخي بصوت متقطعٍ يخنقه الدخان فيختفي بين شدة


السعال والزحام أخذت أنادي معها باستمرار حتى وجدناهم بصعوبة بالغة فقد كان الكل يبحث عن ذويه ويناديه بكل ما آتاه الله من قوة

في سبيل اللقاء بهم ,, بقينا جميعاً متماسكين نقبض أكفنا بشدة ونحن ننظر إلى أفواج الناس المتدافعة لينجوا من مصيرٍ مجهولِ لا يُعلم

طريقة ,, كانت أمي تتألم لألمنا وتصرخ لنجدتنا في سبيل بقائنا ولو كان على سبيل حياتها، أسمع صوتها يموج بالبكاء مثل الحائرة،

الضائعة وهي تدعو رباه نجي أولادي وارحمهم برحمتك وتكرر الدعاء وألوان الفجيعة ترسمها الدموع على محياها لا تعرف كيف تنقذنا

وبأي وسيلة تسعفنا ,, أخذت تتلفت لتتأكد أننا جميعاً ملتفون حولها وهي تردد تمسكوا بعضكم البعض ولا تبتعدوا عني حتى أني

رأيتها وهي ترتعش أجزاء جسدها من هول الموقف تنزلق عند ميلان السفينة ، أخذنا نصرخ جميعا ونبكي حتى أمسكها أبي في آخر

لحظه وهو يسحبها بشدة نحونا وما أن اقتربت منا حتى ضمتنا إلى صدرها ودموعها الحارة تبللنا وتمسح على وجوهنا ورؤوسنا وتقبلًنا

فيزداد ألمها وهي تنوح وتحتضننا بشدة لنشاركها البكاء المرير أخذنا أبي ليضمنا بين جناحيه بقوة خوفاً علينا من الهلاك وهو يدفع

الركاب بقوة عن أجسادنا النحيلة وأنا أردد يا إلهي رحمتك كان يلهج بها لساني دون أن أشعر وأنا أرى وأنظر إلى حال أبي الذي

اعتدنا عليه متماسكاً جلداً عند المصائب أراه اليوم وفي هذه اللحظات وقد اشتد به هول المُصاب فتيبست شفتاه واتسعت عيناه في

ذهول يجسده الخوف من المصير المحتوم ( رحماك ) يا ربي هذا وهو أبي فكيف بأخي الصغير، الذي سمعته وهو ينتحي خلف أمي

ويبكي بمرارة ويردد كلمات تخرج من فيه الصغير كالصاعقة سنموت يا ماما سنموت تزيد أمي في بكائها وتنتحب بزفرة نسمعها

فيتعالى معها صوت والدي بالدعاء يا إلهي رحمتك الموت يقف أمامي ليلتهم واحداً تلو الآخر من البشر بكيت بخوفٍ يجلجل كياني فيجف

حلقي وتهن عظامي من هول المنظر الرهيب السفينة تتمايل إلى الميمنة والناس تهرب للميسرة وأصوات البكاء تتعالى فيزداد ميلان

السفينة أكثر فأكثر ,, وأكوام من البشر تنزلق ليصبحوا حطاماً بشرياً لوقود النار المستعرة ,, الأطفال والنساء والرجال في وسط

النيران قد صاروا، والبعض يتمسك بحواف السفينة لينجو من الوقوع في النيران ليأتوا أناس من خلفهم يمسكوا بأجساد بعضهم البعض

حتى تفتر قواهم فيتدحرجون ,, أكوام تتدافع نحو النيران بغير إرادتهم آه ,, من شدة المصاب ,


أجساد بشرية تنصهر وجلود تنسلخ أمام أعيني ورؤوسٌ تتفجر من شدة


النيران القاتلة، أجزاء وأشلاء من اللحوم تتطاير مع الشرار المشتعل


ليحرق كل من يحيطه حتى الجدران تتحطم فتصيبنا شظاياها وتلفح


وجوهنا لهيبها ,, وقلبي يكاد يخرج من بين أضلعي وأنا أترقب


أحوال الناس والدماء تنزف وتلطخ أجزاء السفينة، أخذت أبكي وأنوح لحال امرأةٍ تكومت على نفسها ووقعت على الحديد الذائب الملتهب

شديد الحرارة وأنا أسمع صوت جسدها والنار تأكله وهي تصرخ وتتجرع ألوان العذاب القاسي حتى خَفَت صوتها وفارقت الحياة ,, أرى

عائلتي وقد ازداد فزعهم ودموعهم تهطل على وجوههم مدرارا حتى العرق يتصبب من جبينهم مع أننا


في فصل الشتاء القارص 00 لكن هاهو لهيب النار يوشك أن يطولنا حينها لم يكن


أمامنا نحن وبعض الركاب سوى القفز إلى عرض البحر لننجو بأنفسنا

كان البعض يتردد في القفز فيأتوا أناس من خلفهم فيدفعوهم بلا سابق موعد

إلى المياه ليغرقوا في وسط عتمة الليل الذي كان بلا قمر فقد كنا حينها في بداية

الشهر، التففنا نمسك بعضنا بشدة أبي يردد الشهادة ويطلب منا ترديدها ونحن

متماسكين حتى سمعت أبي والأمواج تخنقه يوصي أمي علينا حتى فصلت

الأمواج العالية بيننا ونحن ننادي ونمد يدنا إليه لكن لا مجيب، بقيت أمي

تقبض على يدينا بشدة وهي تبكي بين الأمواج التي تقذفنا عالياً لتبعد أخي

الصغير عنا وهو ينادي ماما أخرجيني أرجوك ماما فيختفي صوته

في أعماق البحر لا ندري أين هو بقيت أنا وأمي نمسك بعضنا البعض

بحزمٍ شديد وما هي إلا لحظات فإذا الأمواج والرياح تزيد لتخطف أمي أمام

عيناي وأنا أنادي أمي لا تتركيني أمد يدي المرتعشة وأبكي أبحث عنها وما

مازلت أنادي حتى برزت عروق عنقي من شدة الصريخ فلا تجيبني سوى التيارات لتغرقني فيدخل الماء في فمي وأنفي إلى جوفي

حتى الثمالة رغماً عني ,, كنت أنتظر الموت في كل لحظه تمر علي وآنا بين الأمواج وحيدة والبراميل والأخشاب وقطع الحديد الملتهبة

تفزعني وهي تتساقط على الرؤؤس وتهشمها وعلى الأجساد لتميتها وتقرح أطرافها وتمزقها فتجعلها أشلاء مترامية في وسط بحيرة

من الدماء السائلة حتى سقطت وبدون أي مقدمات أحد الأخشاب على يدي فآلمتني قوتها لأطلق على إثرها أهات في عنان السماء

تشبثت بأحد الأخشاب الساقطة من حطام السفينة لأطفو بها على سطح الماء المالح وأنا أتخبط بين الجثث الطافية من حولي وكأني

أمسك الموت بيدي وأشتم رائحته الكريهة المخيفة في كل لحظة كان يصاحبني بها طيلة وجودي فوق سطح الماء ,, حيث كنت في أحلك

الظروف بين الظلام الدامس الذي يجلجل كياني .. ليجرفني تيار قوي في اليم وأنا اسمع أصوات أناس تتردد في أذناي وهم يصارعون

الموت ويرددون لا اله إلا الله ,, لا اله إلا الله ,, الله اكبر ,, أخذت أردد معهم ببكاء وصوتاً متهدج تجثم عليه المياه فيختنق ويعود بصعوبة

لأردد معهم وأنا مازلت متشبثة باللوح الخشبي وأتخبط في الجثث الهامدة الطافية التي تحول لونها إلى الأزرق السماوي لتدل على ذهاب

كل حياة كانت تدب في أجزاءها ,, فاسمع بين الفينة والأخرى نداءات النجدة من أناس يقاومون الفناء على سطح الماء فيختفوا في

الأعماق المخيفة ,, كنت أرتجف بشده من موت سحيق يلاحقني و لاطمت الأمواج تحاصرني واللوح الخشبي يفلت مني ,, رغماً عني من

شدة التعب والإرهاق لكني أتمالك نفسي فامسك به بعدما تنهدت بصعوبة وأسناني تصطك ببعضها البعض و أطرافي تكاد


تتجمد من البرودة وأنا مازلت اصرخ بجنون فلا تجيبني سوى أعين أناس

مثلي يرجون النجاة وينتظرون سفن الإفراج لتنقذنا ,, فانا لا أدري كيف

سأموت أسمك القرش يبتلعني !! أم أمواج البحر تقتلني !! حاولت قدر

استطاعتي أن ابتعد عن أكوام الناس الذين يتدافعون نحوي ويمسكون

بأطرافي حتى يخال لي أني سأغرق لا محالة أخذت أسبح وأنا أُقاوم الغثيان

الذي أصابني حتى بدأت أتقيئ والناس كذلك من حولي أراهم يتقيئون

من كثرة المياه التي ابتلعوها ونحن نقاوم الألم ومنظر صعود الروح وهو

يتراقص أمام أعيننا فيرتفع صوتنا بدعاء رحماك ,,رحماك يا إلهنا

فرج عنا كربنا ,, البعض يخرج من فمه الزبد وهو يصارع سكرات

الموت ,, وآخرون تغرغر روحهم لتصعد إلي خالق السماء فاهتف بالدعاء وطلب النجاة من العظيم الأوحد في السماء ,, ناديت من حولي

وندائي يرتد لمسامعي ,, والكل يقول نفسي ، نفسي ,, حتى رأيت قارب مطاطي يشع منه نور مصباح خافت يبعد عني بعض الأمتار

شرعت باتجاه مسرعه اطلب النجاة وأنا أمد يدي المرتجفة لتمتد لي يدا العون لتنقذني ,, وماأن استقريت على القارب حتى بدأ الجميع

يدعو ويساعد في إنقاذ الآخرين ونحن نصارع الأمواج والتيارات العارمة و الكل منا يمني نفسه بسفينة نجاة تنقذنا من ما نحن فيه من

هلاك بطئ يقاسمنا حتى لحظاتنا ,, رأيت حينها بكل آسى نساء ورجال يحملون أطفالهم ويقولون بالحرف الواحد لنا خذوا أطفالنا

وأنقذوهم واتركونا نموت ,, وهاهم أيضاً نساء أشاهدهم على ضوء الكشافات يغرقون إلى جوف البحر ،وأناس يركبون فوق الجثث

حتى يطفوا فوق الماء وآخرون لبسوا سترة النجاة وسقطوا في الأعماق وطفت السترة بلا أجساد حينها انقلب القارب بنا لم يحتمل

أعدادنا الهائلة والأمواج العالية فأصبحنا جميعا في الماء نصارع نهايتنا وسمك القرش من تحتنا ليس هذا فحسب فالصراع البشري على

الحياة أصبح واضحا على سطح الماء وفوق الأمواج ,, الكل يدفع الأخر ويهجم عليه ليستولي على سترة النجاة أو الركوب فوق جسده

حتى يساعده في أن يطفو فوق صفيحة الماء لينجوا ,, فتكالبت لحظتها سبل الفجيعة على نفسي وأخذت أنادي بصوت حشرجته

الدموع ,, ساعدوني أرجوكم ساعدوني حتى تفاقمت مصيبتي أكثر وأكثر وأنا متعلقة باللوح لأشاهد أطفالاً يسقطون من أحضان

أمهاتهم ليلتهمهم سمك القرش بكل شراهة وهم يبكون ويتألمون أخذت ابتعد عن المكان مسافات طويلة بإطراف ترتعد وقلب يكاد ينفطر

يا ألهى كم هي مصيبة فادحه ,, حتى أنني احتار كيف اصف لكم ساعات تجتمع بها سبل الهلاك من جوع ,, وهلع ,, وفقد ,, وبرد

قارص ,, وظلام مخيما علينا ,, وبين أملا بعيد المنال يراودنا في النجاة وبين دموع تأبى البقاء في محجرها لتمزج مع المياه ,, كانت

الأجواء حينها شديد البرودة والرياح تتسابق مع الزمن لتقذفنا يمنة ويسره بلا رحمه أو شفقه والأمواج يزيد ارتفاعها تسعة أمتار

لتبتلعنا ,,


)رحماك يا رب ) الكل يلهج ويتقرب إلى الله بأحب الأعمال وأخلصها لينجيه من موقف رهيب عجز أن يقاومه ,,حتى انشق نور الشمس

علينا معلنا قدوم الصباح ,,فرأينا أنفسنا جميعاً على سطح الماء ومعنا الجثث المنتفخة المليئة بالماء مبعثرة في كل مكان مع حطام

السفينة المتشتت ,,ونحن مازلنا ندعو وننتظر وبأحر من الجمر قدوم أناس تنقذنا وترفى بحالنا مرت الساعات علينا وحالتنا في تدهور

مستمر لا يعلمه إلا الله فترت عزيمتنا وأوشكت قوانا على الفناء بعد مرور إحدى وعشرين ساعة ونحن على سطح الماء والموت

يحيطنا ,, رأينا حينها من بعيد طائره تحوم فوقنا أخذنا نلوح لها بأيدينا ونردد جميعاً بصوت أنهكه التعب لا اله إلا الله ,, لا اله إلا الله

نبكي ونصرخ حتى غادرت الطائرة بدون أن تنقذنا وعاد اليأس بعد الأمل إلينا وبقينا بعدها خمسة ساعات حتى رأينا سفينة من بعيد

قادمة أسرعنا إليها بين الأمواج نطلب النجاة نصرخ ونلوح بأيدينا حتى من الله علينا وشاهدونا رغم المسافة التي بيننا شرعنا إليهم

ونحن ما زلنا غير مصدقين بمجيئهم لينقذوننا حتى اقتربنا من السفينة وأنزلوا لنا السلالم والحبال ,, لا أخفي عليكم فقد كان إنقاذنا

بدائياً جداً حتى أن أناساّ لم يستطيعوا الإمساك بالحبل من شدة التعب والإرهاق فسقطوا ولم يستطيعوا الصعود إلا بعد محاولات عنيفة

متعددة يشاركها الألم والتعب ,, اما عني أنا فلن أدعكم تتساءلون كثيراً فقد كنت حينها في حالة يرثا لها أسبح بأيدي فطرتها المياه

،وجرحتها الأخشاب المترامية في كل الأنحاء ,, أسبح مع الذين يسبحون بأنفاس متسارعة و أعين انظر بها فأرى كل شيئاً يغشاه

الضباب من شدة ملوحة الماء التي ألهبت عيناي ,, وصلت بصعوبة إلى سلم الإنقاذ تمسكت به لأصعد على ظهر السفينة .. لكن يداي لم

تحملاني فسقطة في المياه وحاولت جاهده أن أصعد وأنا مازلت أتعثر وضعت قدمي على ظهر السفينة لأقع أنا ومن مع مغشي علينا

من شدة الإرهاق والألم .. أفقنا بعد قرابة ساعة أعطونا بعدها الحساء والشاي لنستعيد فيها قوانا ونعوض أجسامنا ما فاتها ناولونا

معها أغطية تدفئنا من برد شديد يتسلل لعظامنا ,, فأنا لم أستطع وقتها التفكير في أي شي حولي سوى بأفراد أسرتي الذين تفرقوا

في عرض البحر فلا أدري أهم أحياء أم مع .. الأموات ,, أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ,, شل تفكيري وجوه أناس على ظهر

المركب معي يغلب عليها الشحوب فتذكرت طول المعاناة التي رأيت الموت فيها والذي مازلت أره في وجوه أناس أمامي يجلسون بعدما

أُنقذوا بنفوس مدمره قد فتقتها المياه وخنقتها غصة الموت الأليم أرهم الآن يضمدون جراحهم والبعض منهم سافر مع نوم عميق تتخلله

الكوابيس فتفزعهم ,, ومنهم من راح في غيبوبة لا ندري متى سيستيقظ منها ,, هذا أن كان سيستيقظ ,, وصلنا إلي الميناء فإذا

أفواج من الناس متجمعون على قارعة الميناء ينتظرون ويرتقبوا وصولنا ,, نزلنا فإذا التدافع يزيد والكل يسأل هل معكم فلان ,,

وفلان ,, وفلان وأسماء عديدة والكل ينادي من يعرفه حتى الصحافة والكاميرات والاتصالات تنهال لقدومنا الأصوات تتعال ولقاءات

حارة ألهبتها العودة السالمة ونظرات مضطربة تتفحص الوجوه الناجية يردون معرفة قريب أو حبيب لهم وأنا مازلت أجلس بالزاوية ملتفة

بالملاءة انظر لمن حولي ومشهد وفاة والداي مازال يسحق بي ويعيدني إلى قاع البحر المخيف وينقلني إلي كوكب مناخه الألم وغيومه

الحسره والندم وأمطاره الدموع حتى حصاده المرجو تحور لشوك يُغرس في فؤادي وأجزاء جسدي فالشعر بالحبل الغليظ يلتف حول


عنقي لأبكي بنشيج يسمعه من بقربي وماتت على إثرها أحلامي التي تشبه الأرنب الوديع ببراءتها حتى جاء خبر اغتياله بين الزهور

ويبقى جثة هامدة لن تحي أبدا ولم يبقي منه سوى الدماء ألنازفه ,, نعم بكيت حتى أصابني الهذيان فرأيت رجل يحمل طفلا صغير ملتف

بغطاء ,, نعم رأيته وربي رأيته مسحت عيناي عن الدموع لتأكد حتى عرفت انه مرادي فهو شقيقي لكنه مغشيا عليه نهضت سريع نحوه

تعجب رجل الإنقاذ وأنا اسحبه وأضمه إلي صدري وأمطار من الدموع تتساقط على وجنتي وبعضها عليه أسرعت أشق الدروب بين الناس

واخترق جماعتهم كالمسلوب عقلها حتى وصلت إلى سيارة الإسعاف وما أن وصلت حتى وقعت فاقدة الوعي فحملوني وشقيقي فلم

استيقظ إلا وأنا في المستشفى و بجواري شقيقي يتلفت بعيناه الصغيرتان اتجهت نحوه أمسكت بيده الصغيرة الناعمة ولم ينطق هو

بحرف واحد حتى علمت بعد الكشف أنه فاقد للذاكرة بكيت حتى كادت روحي أن تخرج فمصيبتي مصيبة أحسست بفقد الحياة واندثار

كياني بين الهموم والألم ,, رحماك يأرب خرجنا من المستشفى نحن ومن هم من نفس جنسيتي متجهين إلي الفندق لراحة والاسترخاء لمدة

يوما كامل ونحن في أكمل رعاية وأفضل حال اتجهنا بعدها إلي المطار كان الحزن يخيم على بعضنا والذين عاود وقد فقدوا قريبا أو

صديق فكان البكاء سيد الموقف حينها ركبنا الطائرة وبعد ساعات وصلنا إلى دولتنا كانت الفوضى واللقاءات والدموع جميعها حاضره

حتى الكاميرات والصحافة لم تتخلف بل رحبوا بنا وأعدوا الحوارات وجرحنا مازالت تقطر دماء حتى وصلت أنا وأخي إلي بيت عمي

والغربة تسكنني والناس يصبرونني على مصابي المؤلم حتى هدئت قليلاً فإذا أفواج الناس الباكية المعزية تجبرني على أن ابكي وحق

لي أن ابكي لأني سأعيش وحيدة في هذه الحياة أسير على مرج الحزن الذي لا يفصله برزخ عن قلبي الممزق والمنتشل من حديقة الأمل

ليزرع في تربته الألم التي تشوبها النظرات المشفقة من حولي فتسقيني السم بالعسل لتقتلني ، وتذكرني بمسلسل أشبه بالخيال يقام

على مسرح المياه وضحيته والداي الأحباء اللذان لو ذكرت جميع كلمات الثناء المدونة في قواميس العالم لم استكفيت من الثناء ,, نعم هم

ضحيته ,, هم وكثيرا من الضعفاء الذين طفو على سطح الماء جثث ليخبرونا بوفاتهم ,, مضى اليوم الأول من العزاء كان يوماً طويلاً محملاً

بالأحزان ليأتي اليوم الثاني يماثله حتى خنقتني العبرة ودخلت الحجرة وأغلقت الباب خلفي ,, ووجدت نفسي اجلس على مكتبي واكتب

في أوراق مذكراتي التي بللتها الدموع لتبقى شاهد عيان لحالتي ومتنفسا لكربتي ومرجعي عندما تخطر في مخيلتي فجيعتي التي

عجزت أقلام العالم تدوينها ووصف أحاسيسي المتوقفة عند مشهد احرق أمالي ، أسألكم بالله وأناجيكم بنداء الحزينة التي قطع الحزن

نياط قلبها فحملت علي عاتقها جبال من الهم والحزن الدائب الذي سيشاركها مسيرة بقاء ورحلة حياتها إلي أمد بعيد فاخترت النداء بدل

الصراخ لأخاطبكم بسؤال هو بداية حزني وحيرتي التي لا شاطئ لها أو مرسى فلعل سؤالي يشق الدروب إلي قلوبكم الحانية الرقيقة ,,

من منكن يسع قلبها أن يضم بين أجزاءه مرارة الفقد التي استولت على كل شيء جميلاً لتقتله وتزرع بدلها الجراح على شاطئ البحر

الميت للأمالي ,, فلا تعجبوا لو قلت لكم أن منظر بقائي على سطح الأرض مع فقد الأهل الذين هم مهجة حياتي وزهور حديقتي التي انعم

بطيبها ريحها وألون مستقبلي بألوان زهورها الذي كنت انتظره فكل هذا تحول بغمضة عين إلى عواصف حزن لا يبرح نفسي بل يزيدها

ويعمقها حتى في تاريخ الأمم عبر الجيل والزمن فلمن اترك المسؤولية التي أطعمت أحلامي بالخوف والحرمان المؤبد من الحنان وجعلتني

حملاً ثقيلاً بل عالة على أنفس من حولي منكسرين الفؤاد والإحساس وجعلتنا نعيش على هامش الحياة ونتمنى بعد العيش الممات ,, فلا

أقول سوى
) إنا لله وان إليه راجعون(
الموضوع الأصلي: صراع فوق الأمواج || الكاتب: Gunslinger || المصدر: منتديات

شمس الحب



تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك




wvhu t,r hgHl,h[








آخــر مواضيعـى » وفية ولكن مادري شقول اقرا و تعرف :(
» القصة السعيد (لضحك فقط )
» نهية ذئب يشري
» قصة مؤثرة
» صراع فوق الأمواج
  رد مع اقتباس
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الإعلانات النصية


الساعة الآن 08:08 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شمس الحب
ما يُكتب على منتديات شمس الحب من قِبل الاعضاء لا يُمثل بالضرورة وجهة نظر الإدارة وانما تُمثل وجهة نظر صاحبها .إلاإذا صدر من ادراة الموقع .

Sitemap

PageRank Checking Icon
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8 Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to NewsBurst Add to Windows Live
Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

 
Web Counters
Emergency Cash Loan Michigan
إنظم لمتابعينا بتويتر ...

أو إنظم لمعجبينا في الفيس بوك ...