لكلِّ إنسان ٍ في هذا الكون محبٌّ وكاره .. ولكلِّ سياسةٍ مؤيدٌ ومعارض .. ولكلِّ دولةٍ عدوٌّ وصديق ..
أيُّها الوطن العظيم .. ويا أبناء هذا الوطن العظيم ..
إنَّ الجحودَ لا يرى الفضل .. والحقودَ لا يسرُّه النجاح .. والعدوَّ لن يهدأ له بالٌ حتى يدمّر كلَّ ما تبنون ..
واعلموا أنَّ المنصفين في كل بقاع الأرض .. من الذين سلمت صدورهم .. هم لكم حامدون .. وبفضل أعمالكم شاهدون ..
نعم .. أنتم بشر تخطئون وتصيبون .. ولا أحد في هذه الدنيا يستطيع استبعاد الأخطاء البشرية .. نعم .. أنَّ هناك نتفةً لا تكاد تُرى من المقصِّرين .. ولم يدَّعِ أحدٌ بأنكم ملائكة ..
ولكنّنا نعرف تمام المعرفة أنَّ وطناً بأسره .. يتمُّ استنفارُ كلِّ أبنائه وتسخيرُ كلِّ إمكاناته وطاقاته لأداء هذه المهمّة الشريفة .. خدمةِ ضيوف الرحمن من الحجّاج والمعتمرين ..
ونعرف تماماً حجم الجهود والتضحيات التي تبذلونها خدمةً للدين وللوطن ..
ونعرف تماماً حجم النجاحات التي تتحقق كلَّ عام على جميع المستويات ..
إننا نعرف تماماً ما يبذله هذا الوطن العظيم من غالٍ ونفيس لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوفهما الكرام ..
ونعرف قبل ذلك كلِّهِ صدقَ النيّة وحسنَ الطوّية وعلوَّ الهمّة والتفاني والإخلاص الذي ترجون به رضى الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ..
فلا تبتئسوا ولا تحزنوا لأمر ٍ أراده الله بعباده وقدَّره عليهم .. وأنتم الأعلون بإذن الله ..
أنتم الأعلون عن كلِّ عروبيٍّ ناعق .. وكلِّ خمينيٍّ طامع .. وكلِّ أخوانيٍّ مدلّس .. وكلِّ داعشيٍّ مارق .. وكلِّ عدوٍّ متربّص .. سواءً أكان من الداخل أم من الخارج ..
ولا تستغربوا أن تجدوا من يصطاد في الماء العكر .. ويعمل من ( الحبّة قبّة ) .. ويشنّع عليكم وعلى وطنكم العظيم .. فهذه طبيعة الحياة .. وهذه طبائع البشر .. ولكنهم لن يستطيعوا تغطية الشمس بغربال ..
ولقد رأينا بأمِّ أعيننا أن هؤلاء المشنّعين الذين علا صراخهم قد عجزوا في أوطانهم .. في أحداث كثيرة .. عن إدارة حشود مباراةٍ في كرة القدم .. أو مسيرةٍ في مظاهرة .. أو رحلةٍ إلى مقام مقدس عندهم .. وحدثت حوادث يندى لها الجبين .. وأعداد تلك الحشود لا تتجاوز الآلاف .. بينما أنتم تديرون حشوداً بالملايين بكل اقتدار في كل عام ..
ثم .. يجب أن لا ننسى .. ولا تنسون .. ولا ينسى الانتهازيّون أيضا ً .. أن هناك فئاتٍ من الحجّاج يصدُقُ عليهم مثلنا الشعبي ( إذا هدَّدَ الرُّعيانُ سنَّدَ بَيْعَرُ ) .. وبيعر هذا كان راعياً لا يسرح بغنمه إلا في وقت عودة الرعيان .. مخالفا ً بذلك العقل والحكمة .. ولقد أدمن كثير من الحجاج مخالفة النسك القويم بدوافع مذهبية للأسف .. فتجدهم ينفرون حين يقعد الناس .. ويصعدون حين يهبط الناس .. ويتياسرون حين يتيامن الناس .. فهم خطر سنوّي محدق على أنفسهم وعلى الناس من حولهم .. وهم عامل هدم سنوّي لكل الخطط والتنظيمات التي تهدف إلى الانسيابية والسلامة..
كما يجب أن لا ينسى الجميع أن اختلاف اللغات والثقافات بين الحجاج .. ومستويات الوعي والعلم المتدنّية عند كثير منهم للأسف .. هي عوامل أخرى مساعدة على وقوع بعضهم في الخطأ الذي قد يشكل خطرا ً عليه وعلى من معه ومن حوله ..
يا أبناء هذا الوطن العظيم ..
عشتم شامخين شموخ الجبال .. وليخسأ كلُّ عدوٍّ وحاقدٍ وحاسدٍ لكم من أشباه الرجال ..