ركبت يوما جحشا لإحضار دواءلأبي المريض وكان المستوصف في القرية المجاورة.. وتم بالفعل إحضار الدواء في الوقت المناسب وبأسرع مما توقع
من وصاني بإحضاره..فلقد كان الجحش سريعا فقلت له كلمة ( حر.حر )
لم تسمعوا بها من قبل ولكن لدواعي الثقافة قمنا بسردها وهي تعني في قاموس
لغة ذلك الجحش أنطلق! وبالفعل كان مقداما وأسرع بالخطي فكررت عليه تلك الكلمة ومسيته بالعصية! فأنطلق يسابق الريح .. ونفذ المهمة في أسرع وقت! فقلت مجادلا أصحابي وممن رأوني أسابق الريح ..ألم تركب بالأمس جوادا
وفئته فل أبشن فقلت بلى ولكنه جحش ليس ككل الجحوش.. فجحشي ذكي على
غير المألوف فهو إن رأى حفرة مال عنها. وبعرف طريق البيت وينافس حتى (قارمن )
وهو في نفس الوقت يحمل أسفارا ويحملني لأسفاري البعيدة!
ـــــــ
كنت كنتي ــ سأزاحمه الليلة فهو بطل في فن القصة!
ولعلي هنا أقرب التاريخ شيئا فشيئا ــ ظهر فيلم كنت كنتي ويحكي قصة ذلك الفتى الأسمر والذي تمرد على مقيدي حريته.. ولمن أرادوه للخدمة والعمل وكانت الأهداف بيعه والإستفاده من ثمنه إلا أن مخه كان وقادا ولم يستجب لمن سلبوا حريته ولم يسلم عقله لهم وهو عبد مملوك سيكون في يوم من الآيام ..
أبق العبد. من شركائه المتشاكسون وأصبح (كل )على مولاه.!!
ـــــــــــ
سقنا قصة مسابق الريح والمملوك . كانوا أصيلين في مقايسنا في الوقت الحاضر
وفي السابق!
كانت المطايا قليلة وهزيلة لكنها خلدها التاريخ بالجبن والخيانة والمهانة ونعتت
بأقبح الألفاظ فبداية التاريخ 620م كان لأبرهة الحبشي مطية ودليل يدله على مكة لهدم الكعبة وكان مما يؤسف له أنه عربي وليس مسلما.. فكان قبره يرجم
بعد كل حج في الجاهلية كناية لنبذب الخيانة وأنه أبو الخيانة وأهلها,,
ثم كان لإبن العلقمي دور أن يكون مطية(المغول ) حينما هجموا على بغداد
في عهد المستعصم العباسي..
ولكن مطايا زماننا هذا أصبحوا يتسابقون لآن يكونوا مطايا بالفطرة..
ففي اليمن مطايا وفي الشام .. ويوجد جحوش !! لم يرتقوا بعد لمرتبة مطية
فخائن الأمانة على نسق هؤلاء جحوش..بل جحشي مسابق الريح أذكى منه! شوف جحشي(مسابق الريح ) في الفيلم المعبر جدا لفهم مغزى القصة!!