يروى إن طفل صغير لايتجاوز من العمر ( 11سنة) قد تغلب على والده في الكرم و الذكاء, و سرعة البديهة,وقوة رده بالمحاورة الشعرية، وذلك باعتراف والده بذلك0 يقال أن هذه القصة حدثت قديماً, و هذا يبين لك أيها القارئ الكريم وراثة الكرم عند العرب جيل بعد جيل, وهذه من العادات الطيبة التي لن يتركونها العرب أبدا, و هي من الثوابت الأساسية في حياتهم والتي لن يتنازلون عنها ابداً 0 نرجع للقصة : عندما حل خال هذا الطفل ضيفاً على والد الطفل, قام الوالد يريد يذبح تيساً إكراماً للضيف خال أولاده ,فقال الطفل مشجعاً أبيه: يا والدي ترى ذبح التيس للضيف منقود,ونحن الحمدلله موسع علينا وعندنا خرفان كثيرة0 حيث كان الطفل يريد تذكير أبيه بمكانة الضيف ومقداره عنده0 فقال الأب:جزآك الله خير ياولدى ذكرتني, الله يذكرك الشهادة,
وشعر الأب بالحرج الشديد أن ولده يكون أسخي و أكرم منه0 فقام من ساعته وذبح لضيفه خروفاً سميناً من أطيب الخرفان, و قبل أن يغادر ضيفه أعطاه جملاً من أطيب الجمال عنده كاهدية0 وهنا شعر الأب بأنه قد فعل شيئاً كبيراً لخال أبنه, فقال هذا البيت يداعب و يمازح أبنه: يا ورع خالك زارنا والله أعطاه:::::: عطيته حر من الأحرار أصيلة لكن الولد أجاب والده بذكاء و دهاء قائلاً : كأنك عطيته هرش موذيك برغاه:::: خالي عطاك أم العيون الكحيلة ويقصد الولد أمه, والتي تعتبر أغلى مافى الكون كله بالنسبة له و لوالده,
ومهما قدم أبيه من كنوز الدنيا لخاله,فلن تساوى الذي قدمه خاله لأبيه وبهذا غلب الابن والده0
*************************************************
المصدر الجزء الثالث من كتاب روائع القصص والقصائد الشعبيه تأليف مرزوق محمد حسين الوهبي