قلنا قبل ثلاث سنوات إن الموقف الأمريكي ليس مع سقوط نظام بشار و إن كانت ليست مع بقاء بشار نفسه , وقلنا أن أمريكا لاتتمنى إنتصار القوة المعارضة لنظام بشار ولكن لا تتمنى هزيمتهم .
جاءة داعش فيما بعد وكان الموقف الأمريكي تجاهها نفس موقفها من نظام بشار الأسد حتى غزت داعش أربيل عندها تغير الموقف الأمريكي إلى كبح تمدد داعش ,وظل الموقف الأمريكي على هذا الوضع لعل وجود داعش مؤقتاً يخلق نوع من التوازن السياسي في العراق والذي سيطر عليه بشكل كلي التوجه الشيعي وإرتمى به في أحضان إيران .
جاء التدخل الروسي والذي يبدو من طريقة عرضة وتسلله وممارساته أنه ضمن صفقة النووي الإيراني مع أمريكا . يبدو أن صفقة النووي الإيراني مع أمريكا شملت نظام بشار خصوصاً وأن موقفيهما يلتقي في بعض الأجزاء وخصوصاً في عدم سقوط نظام بشار الأسد الذي بدأ يترنح ويبدو أن إيران كانت تريد أن تقوم بذالك بنفسها من خلال السماح لها بنقل قوة فاعلة إلى سوريا تشمل طائرات و جنود و صواريح وهو ماتعارضه أمريكا لما يشكله من تهديد لإسرائيل وغيرها من أصدقاء أمريكا ولعل إيران إقترحت روسيا لتقوم بهذا الدور ويبدو أن روسيا رفضت هذا الإقتراح لضغط على أمريكا ولعل تدخل بوتن في الساعة الأخيرة من وقت إنتهاء التفاوض بين االغرب و إيران حول برنامجها النووي قبل فشله قد يكون بهدف قبول دور منقذ نظام بشار الأسد لاتمام الصفقة .
الأن جاء الروس بقوتهم وطائراتهم بما تملكه من تفوق تكنولوجي يختلف عما كانت عليه في الثمانينات أيام إحتلالها لافعانستان وبطبيعة جغرافية تختلف عن طبيعة تضاريس أفغانستان لذا كانت نتائج الضربات الجوية الروسية أكثر بكثير مما كانت تتوقع أمريكا .
روسيا تضرب المعارضة السورية في كل سوريا وليس في المناطق المحاذية لما سماه بشار سوريه المفيدة والتي تضم اللاذقية وطرطوس والشريط المحاذي للبنان حتى دمشق وهذه الضربات مؤثرة بدليل تقدم داعش في جبهة قوات المعارضة السورية في حلب وهو ماتريده روسيا ونظام بشار بغية الضغط على الغرب للوقوف إلى جانبهم قبل أن تصل داعش لحدود دول أصدقائهم . هذا التطور أزعج أمريكا الذي بدأ لها مستقبل الأمر بوضوح فغيرت من خططها وبدل أن تعمد إلى تدريب معارضين معتدلين جدد لقتال داعش عمدت اليوم إلى خطة جديدة وهي دعم قوات المعارضة المعتدلة التي تقاتل داعش وتزويدها بالسلاح والذخيرة وبغطاء جوي والهدف من ذالك أمرين: الأول حمايتها من الطيران الروسي والثاني تقويتها في قتال داعش .