وصلني منذ أيام فيديو لخليجي يتحرش بخادمته في مطبخ منزله...
كما وصلني منظر فيديو السعودي الذي قتل ابن عمه...
وسناب شات فتاة الإعدادية التي تتشاجر مع والدتها لعدم رغبتها في ارتياد المدرسة...
ويوتيوب شاب عشريني تحققت أمنيته بزواجه من صديقه الشاب...
وانستقرام طفل سوري غريق تهافت الناس على تصويره قبل التفكير بإنقاذ حياته... و... و... و...
وفي زحمة هذا الانفجار للمحتوى الرقمي وتناقل الرسائل السلبية والسطحية، توقفت طويلا لأفكر وأحلل:
هل فعلا وصلنا إلى مستوى من التخدير الضميري في نشر كل ما لا يُنتفع به؟
هل رخُصت سمعة وعزة الناس عندنا لهذه الدرجة أم تدنَت وتدنست أفكارنا وعقولنا وانحطت إلى مستويات جديدة من الأنانية في الساحة الرَقميَة؟
هل غاب الدين والضمير والتربية والتوجيه معا؟
كثير منا وصل إلى مرحلة عدم الاكتراث. فمن منكم توقف عند المواد التي تصله ليسأل ويراجع نفسه عند الضوابط الآتية:
هل هذا الفيديو انتهاكٌ للخصوصية؟
هل هذه الصورة مخلة بالآداب والأخلاق؟
هل هذه الرسالة صحيحة أم ملفقة أم إشاعة؟
هل سينتفع به المتلقي أم يزيده نكدا وغصة وكآبة وانحدارا وتدنيا؟
والسؤال الذي توقفت عنده طويلا وأنا أمتلئ غصة وحرقة:
هل أريد أن تصل أي من هذه المحتويات لأبنائي؟؟؟؟
لا. وألف لا.
فأنا أم غيورة لا أريد إلا تربية أطفالي على أخلاق ومبادئ المجتمع السمح.
لا أعتقد إن راجعنا أنفسنا قبل أن نكبس زر الإرسال، وفكرنا وفق ضوابط مجتمعية وأخلاقية ودينية تربينا عليها أننا نريد أن نسبح في دوامة رقمية من الشر والوقاحة.
ولكن، يعارضني البعض ويقول:
"والله مشكلتهم، هم حطوا عمارهم في هاي المواقف البايخة"