محليات
8 محرم 1437-2015-10-2211:15 am
طالبه رفيقه بمغادرة الموقع فقال: "نعيش أو نستشهد جميعاً".. فكانت قصيدة "العنزي"
جندي يخاطر بحياته مُنقذاً زميله من لغم.. قص بسطار وإبدال جسد بحجر وتفجير
جندي يخاطر بحياته مُنقذاً زميله من لغم.. قص بسطار وإبدال جسد بحجر وتفجير
صورة توضيحية من الجندي
فهد العتيبي، نواف الغضوري- سبق- الحد الجنوبي: تعامل أحد الجنود البواسل من المرابطين بالحد الجنوبي، مع لغم كان يهدد أحد زملائه؛ ذلك بعد أن وطأه بقدمه ووقف دون تحرّك، فيما كان قد اقتصّ البسطار العسكري من الخلف وواصل الضغط على اللغم بيده حتى غادر زميله ونجا منه؛ ليضع حجراً ثقيلاً عليه، ويبقى ضاغطاً عليه، ومن ثم الابتعاد عنه والتعامل معه بتفجيره دون أي ضرر بواسطة حبل عن بُعد، ناجين من خطورته بحنكة وتدبير أرادهما الله لهما.
وتفصيلاً، كان الجندي "ممدوح بن عيد بن عبدالله بن عايض الغضوري العنزي" ضمن الخدمات الطبية "إسعاف القوات المسلحة" بالقوات البرية والمرابطين في جازان على الحد الجنوبي وزملاؤه في طريقهم لإنقاذ وإسعاف زميل لهم مصاب، وبعدما أسعفوه عاد "ممدوح العنزي" لأخذ حقيبة المُسعف التي تركوها في مكان إصابة زميلهم، وفي طريقه داس على لغم، وهو ما اضطره للوقوف مكانه وعدم التحرك خوفاً من انفجاره.
حين ذلك، رفع صوته مستنجداً بزملائه، وأخبرهم بوضعه؛ حيث كان قد حضرَ منهم الجندي "ماجد بن عمران العزيزي المطيري" وتأكد أنه لغم، واتصل بزملائه المهندسين وأبلغهم، حيث كانوا في موقعٍ قريب لتطهيره من الألغام ، وقبل وصولهم له تمكن "المطيري" من إنقاذ زميله العنزي من اللغم .
حيث كان قد تعب وقتها "العنزي" من الوقوف، وقال لزميله "المطيري": "تعبت، اتركني وغادر الموقع"، لكن "المطيري" رفض المغادرة وقال: "نعيش أو نستشهد جميعاً"؛ ليبدأ بعدها في مرحلة إنقاذ زميله؛ حيث ذهب وأتى بسكين وقطع البسطار من الخلف وضغط على اللغم بيديه حتى أخرج ممدوح رجله، ثم أتى "العنزي" وأحد زملائه بحجر كبير ووضعوه فوق اللغم، وسلّمهم الله ونجاهم جميعاً، بعد أن قاموا بتفجير اللغم عن بعد بواسطة حبل، في واقعة تدلل على شجاعتهم وحنكتهم في التدبر بمثل هذه المواقف.
وأثار هذا العمل البطولي قريحة الشاعر عواد بن عبدالله الغضوري العنزي؛ حيث كتب قصيدة بهذه المناسبة:
ممدوح أنا بمدحك تستاهل الصيت
دست اللغم لكن وقوفك براعة