أمس الخميس ذهبت إلى مكة وبالتحديد لجامعة أم القرى لمقابلة صديق
فأوقفت سيارتي ـ بالغلط ـ في مواقف بعيدة نسبيًا عن الكلية التي أرغب الذهاب لها
المهم كان علي أن أمشي مسافة لأصل.
في الطريق شاهدت مناظر لا تبشّر بخير على الإطلاق: الممر الرئيسي الذي تتكون الكليات على جانبيه مرصوف بأنواع ممتازة من الرخام وبها تشكيلات وألوان قد اختفت مما لحقها من أوساخ وقاذورات يشترك في وجودها كلاً من الطالب الجامعي للأسف والحَمام وهذا الأخير له قصة أخرى حيث يحتاج إبعاده إلى إجراءات آلية فقط.
ولكن ما ساءني هو الطالب الجامعي فقد رأيت بأم عيني والله من يخرج كيس من جيبه به مادة مطحونة فيملأ فمه بتلك المادة (الشّمّة) لعن الله من نشرها في مجتمعنا.
وآخر قد همّ بتناول إفطاره ويبدو على عجل حيث أخذ في تمزيق أوراق السندوتش ورميها على الأرض بكل وقاحة.
هذين المنظرين حدثا أمامي في خلال ثوانِ معدودة. يعكسان ما أراه من أعقاب السجائر التي تلوث المكان و العبوات الفارغة.
هذه المخلوقات لا تستحق أن تدرس في منشأة كلفت الدولة مئات الملايين بل أن مستواهم لا يصلح معه سوى سقيفة من الزنك ليس إلا.
لو كان هذا المبنى في كاليفورنيا لظهر لك إبداعه الهندسي وجماله ونظارة القطع المستخدمة في بنائه. ولكن للأسف وُجِد عند كائنات لا تُقدّر النعمة ولا تعرف قدر ما توفّر لها.