وقفة مع قصة نوح عليه السلام وابنه الكافر " المنافق "
.....
البارح قرأت قصة نوح مع ابنه فاستوقفتني عدة وقفات :
الوقفة الاولى
أن ابن نوح منافق يظهر اتباع دعوة ابيه ويبطن الكفر والدليل ان نوح لم يعلم بحال ابنه وما هو عليه من الكفر حتى دعاه لأن يركب في السفينة مع المؤمنين وقد امر الله نوحا الا يحمل معه الا من قد آمن فلا يتصور من نوح ان يخالف امر ربه ويداهن ابنه ويدعوه للنجاة من الغرق وهو من أولي العزم من الرسل
فالحاصل انه لم يكن يعلم بكفر ابنه لنفاقه وقد استمر الابن بالتمثيل على ابيه حتى في اللحظات الاخيرة والحاسمة عندما قال " يابني اركب معنا " قال " سآوى الى جبل يعصمني من الماء " اي لا تخف ولا تحزن علي يا ابتي سأنجو من الغرق ولم يقل انني كافر بما جئت به ولم ولن اتابعك وحتى في هذا الموقف العصيب والامواج المتلاطمة فلا يزال الشك والريب يلقي بظلاله على قلب الابن المنافق فتعلق بغير الله وظن ان الجبل سيعصمه من الماء فلم يكن الابن على يقين انه سيغرق وان الله منجز وعيده
ومهلك القوم الكافرين .
الوقفة الثانية
ان ابن نوح اشد كفرا من فرعون فإن فرعون عندما ادركه الغرق ووقع امر الله وأيقن الهلال انكسر كبرياؤه وذل جبروته فقال آمنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل .. ولكن في وقت لا ينفع نفس ايمانها
اما ابن نوح عندما ادركه الغرق لم يؤمن واستمر في كفره ونفاقه وعناده واستكباره فقال سآوي الى جبل يعصمني من الماء فكانت النتيجة فحال بينهما الموج فكان من المغرقين
الوقفة الثالثة
يتضح مماسبق ان النفاق اشد من الكفر البواح لما فيه من الخداع والتلون مع التربص والاضرار بالمؤمنين ولذا قال تعالى " ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار" وقال "يخادعون الله وهو خادعهم "
ففرعون مع كفره البواح البين الظاهر لأهل زمانه آمن حال الغرق وانكسر وذل
واما ابن نوح المنافق ظل على نفاقه وكفره حتى اخر لحظاته ...
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد