توقعات ببلوغ سوق النافثا العالمي 183 بليون دولار بحلول عام 2020
طفرة الغاز الصخري تربك أسواق النافثا.. وانحسار الاقتصاد الصيني يلهب أسعار الإثيلين
خطط لتوسعة مشروع أرامكو المشترك للتكرير «موتيفا إنتربرايز» في تكساس
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
بدأت طفرة الغاز الصخري في الولايات المتحدة بالتأثير سلباً على أسواق النافثا التي تستخدم على نطاق واسع في إنتاج البتروكيماويات، حيث تحضر مصانع البتروكيماويات الأميركية لاستبدال استخدام النافثا بالغاز الصخري الذي ألقى بظلال مظلم على حجم الطلب على النافثا وتدهور أسعارها في أميركا الشمالية، في وقت تمتلك شركة أرامكو السعودية مناصفة أكبر مصفاة لتكرير النفط في أميركا والتي لن تتأثر بتدهور سوق النافثا في أميركا.
أما الإثيلين فقد ارتفعت أسعاره في آسيا خلال شهر اكتوبر متجاوزة سقف 1000 دولار للطن وذلك للمرة الأولى في غضون ثلاثة أشهر بسبب القلق بشأن تأثير التباطؤ وانحسار الاقتصاد الصيني، وارتفع السعر الفوري للاثيلين بواقع 170 دولارا للطن مشكلاً زيادة بنسبة 20٪ عن مستوياتها في ست سنوات، في وقت تعمل مصانع البتروكيماويات الصينية بشكل مطرد بعد أسبوع عطلة العيد الوطني في أكتوبر، مما خفف من القلق بشأن انخفاض الطلب في الوقت الراهن.
وقد رفعت كوريا الجنوبية وغيرها من طلبات الشراء في السوق الفورية، فيما تتوقع شركات البتروكيماويات الكبرى في اليابان تأثير محدود على الطلب من تباطؤ الاقتصادي الصيني، الذي يمثل 10٪ فقط من إجمالي المبيعات، وكانت الصادرات من البولي فينيل كلورايد الأكثر انتعاشا وتمثل الهند مركز الطلب في آسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار تباطؤ الاقتصاد الصيني في حين قد استقر طلب على الاثيلين المحلي حيث ظلت صادرات شركات البتروكيماويات اليابانية من المواد الخام والمنتجات المشتقة منه مرتفعة.
وارتفعت أسعار تعاقدات النافثا للنصف الثاني من شهر ديسمبر القادم بواقع 50.50 دولارا للطن أعلى من الشهر الحالي، والأعلى منذ 15 يونيو، نتيجة لسوق قوية شهدها التداول والطلب على المنتج، وقد عقدت مناقصات للسوق الماليزي تسليم 15-25 ديسمبر، في وقت تواصل مصانع البتروكيماويات شراء النافثا بانتظام مع إتمام تعاقدات لحمولات مجدولة للنصف الأول من ديسمبر المقبل تسليم اليابان، إضافة إلى إقدام شركات كورية جنوبية على شراء حمولات تسليم النصف الثاني من ديسمبر.
وقال تجار ان الشركة الكورية دفعت نحو دولارين للطن قسط تأمين على أساس تكلفة وشحن، في حين اختتمت شركة فورموزا التايوانية التي تعد أكبر مستورد للنافثا شراء شحنات ديسمبر بحمولة طاقتها 100 ألف طن تسليم النصف الثاني من ديسمبر.
وقررت شركة يابانية شراء النافثا من خلال عقد لمدة ستة أشهر اعتبارا من يناير 2016، وجاء العطاء في الوقت الذي تشهد الأسعار الفورية للنافثا خصومات على أساس التكلفة والشحن نتيجة لزيادة العرض، وتنوي الشركة شراء 300 ألف طن تسليم 6 أشهر.
ومن المتوقع أن يصل سوق النافثا العالمي 183.38 بليون دولار بحلول عام 2020 وفقا لتقرير صادر عن جراند فيو للبحوث حيث من المتوقع أن يظل النمو في صناعة البتروكيماويات العامل الرئيس لقيادة سوق النافثا العالمي ولا سيما في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
وفي وقت تجد تطبيقات النافثا كمادة وسيطة في الحفازات لتصنيع المواد العطرية والبنزين عالي الاوكتان، وقد ساهمت طفرة الغاز الصخري في أميركا الشمالية في تخفيف أسعار الإيثان الذي كان له تأثير سلبي على الطلب على النافثا ومن المتوقع أن يساهم الإنفاق على البحث والتطوير لإيجاد تقنيات وتكنولوجيات بديلة مثل الطاقة الكهرمائية والانحلال الحراري والتكسير التحفيزي للنافثا في خفض تكلفة التصنيع وتوفير سبل جديدة للمصنعين.
ومثلت حصة الكيماويات 65% من حجم السوق العالمي للنافثا في 2014، ومن المتوقع أن يساهم تزايد الطلب على مشتقات البتروكيماويات من الصناعات الرئيسية للاستخدام النهائي مثل التعبئة والتغليف والنقل والبناء في دفع قطاع النافثا للمزيد من الانتعاش، ليشهد أعلى معدل نمو بنسبة 7.7٪ من حيث القيمة.
وبلغ الطلب العالمي لسوق النافثا 270.7 مليون طن في عام 2014، ومن المتوقع تنمو بمعدل سنوي مركب نسبته 3.4٪ من عام 2015 وحتى عام 2022، وكانت أسواق آسيا والمحيط الهادئ هي الإقليمية الرائدة مع حصة طلب تتجاوز 40٪ من عام 2014، ويشكل ازدياد الطلب على المنتجات البلاستيكية المختلفة في جميع أجزاء صناعة السيارات والبناء وخاصة في الهند والصين واندونيسيا وفيتنام قوة في قيادة النمو في المنطقة خلال الفترة المتوقعة، وقد دفعت السياسات الاقتصادية المواتية مثل مزايا الضرائب والحوافز المالية لإقامة مجمعات بتروكيماويات في دول مثل الهند والصين حجم الطلب على النافثا في المنطقة.
وفي أسواق أميركا الشمالية فقد ساهمت طفرة الغاز الصخري في الولايات المتحدة بالتأثير سلباً على الطلب على النافثا، وبالتحول تجاه الغاز الصخري غير المكلف في إنتاج الإيثان يمكن أن يعزى للنمو الصناعي الذي شهد ركودا خلال الفترة المتوقعة، وبدأت صناعة البلاستيك بالولايات المتحدة في التحول بعيدا عن النافثا، نحو الغازات مثل البروبان أو البيوتان لتشغيل المصانع، وتشمل الشركات الكبرى العاملة في سوق النافثا شركة توتال، وشل للكيماويات، وشركة البترول البريطانية وإكسون موبيل، وشيفرون، و(سابك)، وشركة النفط الهندية، وشركة ميتسوبيشي الكيميائية.