تعد صبغات الشعر من أسهل الطرق التي تستخدمها النساء، والرجال أيضاً، للتجميل، خاصة أن الكثير من الجنسين يستطيع تحضير تركيبة الصبغة في المنزل واستعمالها وإزالتها بعد التثبيت بالغسيل خلال أقل من نصف ساعة . ومع ذلك، سبق أن صدرت تحذيرات متعددة عن مخاطر الصبغات الكيماوية، وبسبب المواد التي تحتوي عليها والتي قد تؤدي للإصابة بأمراض جلدية كالتحسس والأكزيما، إضافة إلى ما قد تسببه من أمراض خطرة وذلك بعد أن وجد الباحثون صلة بين صبغة الشعر والإصابة بعدة أنواع من السرطان ومنها سرطان الصدر والمثانة والمبايض وسرطان الدماغ واللوكيميا .
تستعمل كل النساء صبغة الشعر، تقريباً مرة واحدة في حياتهن، دون النظر إلى نتائجها السلبية المحتملة . ولكن وفقاً لدراسة جديدة، يمكن أن تسبب صبغة الشعر التقليدية أذى كبيراً على صحة المرأة .
وتذكر الدراسة أن صبغة الشعر العادية تحتوي على مواد كيماوية يمكن أن تسبب السرطان . وتعد عبوات صبغات الشعر المنزلية بنفس خطورة المنتجات التي تقدمها الصالونات المحترفة .
أما المسبب لهذه المخاطر فهو الأمينات الثانوية التي تخترق جلدة الرأس وتبقى هناك لوقت طويل . وهذه الأمينات يمكن أن تكون في دخان التبغ أو غازات السيارات، ما يؤدي إلى تكون مركبات سرطانية تعرف باسم nitrosamines . وتحفز هذه المركبات مخاطر الإصابة بالسرطان، وهدفها الرئيسي الكبد . وفي دراسة أخرى قال باحثون أمريكيون إن النساء اللاتي اعتدن صباغة شعرهن لمدة 24 سنة أو أكثر زاد لديهن خطر الإصابة بسرطان يصيب الجهاز الليمفاوي . وقال الباحثون إن الدراسة التي أجريت على 1300 امرأة قد تفسر الارتفاع الغامض لعدد حالات السرطان التي تصيب الجهاز الليمفاوي . وفي هذا السياق حاورت "الصحة والطب" الدكتور أنور الحمادي أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية في دبي حول موضوع التحسس بالتحديد، وما أسبابه؟ وما يجب عمله في حالة حدوثه؟ وما البدائل الأنسب لاستعمال الصبغات الكيماوية؟
* ما سبب التحسس من صبغة الشعر على الرغم من اختيار صبغة خالية من الأمونيا؟
يعتقد كثير من المرضى أن حساسية صبغة الشعر تكون من مادة الأمونيا، وهذه المعلومة طبعاً خاطئة، لأن الذين يحدث لديهم تحسساً في العادة من صبغة الشعر تكون لديهم حساسية من المادة التي تعطي اللون الأسود المعروفة ب"بارافنيلين ديامين" واسمها باللغة الإنجليزية Phenylenediamine واختصارها PPD، وللعلم فإن هذه المادة هي نفسها التي تضاف للحنة السوداء . ومن المؤكد أن اختيار الصبغة الخالية من الأمونيا مهم لكن لا يحدث بالضرورة تهيجاً فقط لخلو الصبغة من هذه المادة .
* ما الصبغة البديلة للذين يعانون من التحسس من مادة PPD؟
من حيث المبدأ ينبغي تجنب صبغ الشعر تماماً، فهذه هي أفضل طريقة لتجنب الحكة أو الأكزيما التلامسية التي تنتج عن الصبغة، ولكن هذا الاختيار قد لا يرضي الكثيرين بالطبع، فيستمرون في الصبغ وتحمل التهيج لعدة أيام، ولهؤلاء أقدم النصائح التالية لعلها تفيد من يتحسسون من مادة PPD:
1- اختيار صبغة خالية من مكون PPD، ويمكن معرفة ذلك بقراءة المكونات على غلاف العلبة، وقد تكون مكتوبة بطرق مختلفة ولكن الكلمة تنتهي عادة ب diamine، وللأسف لا تكتب بعض الشركات أحياناً محتوى الصبغة على العلبة فتصعب معرفة ما إذا كانت هذه المادة موجودة في الصبغة أم لا .
2- تجربة صبغات الشعر شبه الدائمة (العديد من العلامات التجارية المتاحة، مثل Loving Care وغيرها، لكن لا تزال نسبة 25% بالتفاعل مع مادة PPD قائمة، لذا أوصي مرضاي بتجربة الصبغة لأول مرة في منطقة صغيرة مثل أعلى الذراع أو في الفخذ للتأكد من عدم التحسس أو تجربته على منطقة صغيرة للشعر في خلف الرأس .
3- إذا كان التهيج مستمراً مع الأصباغ شبه الدائمة، يكون البديل الأصباغ المعدنية مثل Gercian Formula الحاوية على مادة الرصاص لكنها متوفرة باللون الأسود فقط، أو عن طريق ELUMEN Goldwell لكن هذه الصبغة تختفي بسرعة مع الغسل ولا تغطي الشعر الأبيض بشكل جيد للغاية .
4- بعض المحال المختصة بالعناية بالشعر يكون لديها خبراء على دراية بالصبغات الخالية من هذه المادة، لذا يمكن طلب مساعدتهم على اختيار الصبغة المناسبة والخالية من المواد التحسسية .
* هل عدم حدوث تحسس من الصبغة في أول استعمال يعني أن من يستعملها لن يتحسس منها في المستقبل؟
ليس بالضرورة أن يحدث تحسس من صبغة معينة من أول استعمال، فأغلب الحالات تبدأ عليها أعراض التحسس والتهيج مع الاستمرار في الصبغ، ولذلك فإن الكثيرين يظنون أن التهيج ربما لا تكون له علاقة بالصبغة لكونهم استعملوا الصبغة في السابق ولم يحدث وقتها أي تهيج .
* هل التحسس من صبغة الشعر يكون محصوراً على الأماكن المصبوغة؟
على الرغم من أن التهيج يحدث في الأماكن المتلامسة بالصبغة لكن ليس بالضرورة أن يكون محصوراً في المنطقة نفسها، فمثلاً قد تكون الصبغة في الرأس ويحدث التحسس حول العينين .
* كيف يتم التأكد طبياً من وجود حساسية من صبغة الشعر؟
الطريقة الطبية للتأكد من التحسس من صبغة الشعر هو إجراء اختبار Patch وذلك بوضع لصقات على الظهر من المواد المشكوك بالتحسس منها وتركها لمدة 48 ساعة ثم إزالتها للفحص عن الأماكن المتهيجة من كل مادة على حدة، ويعاود المريض مراجعة الطبيب بعد 72 ساعة للفحص الثاني حيث قد حدث تهيج الجلد متأخراً، لكن مشكلة هذا الفحص هي أنه يتطلب على المريض عدم الاستحمام وغسل الظهر لمدة 5 أيام والذي يكون صعباً في منطقتنا الحارة .
* ما يجب عمله في حال حدوث حكة شديدة وتهيج بعد الصبغة؟
في حال حدوث تحسس من أي صبغة يفضل تناول حبة الحساسية المضادة للهستامين مثل كلارتين أو زرتك وغيرها وكذلك استعمال كريم كورتيزون موضعي حسب شدة الحالة وما يقرره الطبيب، وللحالات الشديدة المصاحبة بانتفاخ شديد وفقاعات قد يحتاج فيها الشخص لكورتيزون عن طريق الفم . - See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/....DkPAziLX.dpuf
المواضيع المتشابهه 
حساسية صبغات الشعر والتعامل معها 
العرض المتطور
