الحسد
الحسد داء عضال انتشر بين المسلمين وهو كبيره من كبائر الذنوب يحرق الحسنات كما تحرق النار الحطب كما ذكر صلى الله عليه وسلم :
إيَّاكُم والحسدَ فإنَّ الحسدَ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطبَ
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم:4/450
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة
ويدمر الشعوب وقد قيل كل ذي نعمه محسود وتكون النعمه في الصحه في الدين والمال والولد
فلكي يتجنب المسلم تدمير نفسه واخوانه ويكون لقمه سائغه فعليه تدريب نفسه للتخلص من هذا الداء
أولاً:
يفرح المسلم لفرح أخيه ويحزن لخزنه كما قال صلى الله عليه وسلم
(والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ لا يُؤْمِنُ أحدُكُمحتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5032
خلاصة حكم المحدث: صحيح
)
والله امرنا بالتعوذ من الحاسد
قال تعالى : ({قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
فالحاسد اصبح كأنه حيه او عقرب فنستعيذمنه كما نستعيذ من الهوام والدواب وجعل الله الحاسد من شرار الخلق
فالحسد صفه شيطانيه ابليسيه لان الشيطان إمام الحساد
فالحسد يمحق بركة الدين فأنت اليوم عالم او عابد فإذا وقع الحسد في قلبك محق بركة عبادتك وعلمك وذهبت حسناتك لمحسودك
فالحسد والكبر يمنع من اتباع الحق
الحاسدعنده خلل في الإيمان بالقضاء والقدر
حيث قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ )
دبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلَكم: البغضاءُ والحسدُ والبغضاءُ هي الحالقةُ ليس حالقةَ الشعرِ ولكنْ حالقةَ الدينِ، والذي نفسي بيدِه لا تدخلون الجنَّةَ حتى تؤمنوا ولا تؤمنون حتى تحابُّوا ألا أنبئُكم بما يثبتُ ذلك؟ أفشوا السلامَ بينكم.
الراوي: عبدالله بن الزبير المحدث: الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم: 285
خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات
فجميع الأحاديث أتت في ذم البغضاء والقطيعه وكل مايفضي الى الحسد
الحسد لا يسلم منه الا اصفياء الله الصادقين الابرار
اما غالب الناس فيقعون في الحسد لجهلهم ولغلبة الهوا
فلا يسلم منه الا القله القليله
قال تعالى : (وقليل من عبادي الشكور )
قال ابن المعتز : الحسد داء الجسد
الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له
بخيل بما لا يملكه
طالب لما لايجده
فاحذروا أيها الحاسدين غضب الله بايذائكم للمسلمين بغير ما اكتسبوا
حيث قال تعالى :
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )
قال احد الحكماء :
الحسد جرح لايبرأ ويكفي الحاسد مايلقاه من الهم والغم المتتابع
وكما تعلمون ما جاء في الحكم :
الحسود لا يسود
اي لا يكون أمير او رئيس لانه بحسد جميع أبناء قومه فأمير القوم يسعى لمصالح قومه
وقد قيل اثر الحسد يتبين في الحاسد قبل ان يتبين في المحسود ومنها الأمراض
بعض الناس ياتيه جلطه بسبب الحسد لانه سمع ان بعض الناس رزق بنعمه من منصب ومال فيقول فلان حصل على منصب او مال ثم ياتيه الهم والغم ايام متتاليه حتى يمرض او ياتيه جلطه او سكته دماغيه او ارتفاع الضغط او السكري
قال احد الحكماء : الحاسد ظالم غشوم لايبقي ولا يذر
فما هذه النفوس الخبيثه فتطهير النفس هو بالتخلص من الحسد فالمسلم يجاهد نفسه بالتخلص من الحسد بالتعود على قول كلمات منها :
الله يرزقه
الله يبارك له
هذه أرزاق مقسمه
الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره وان الله هو المعطي وليس ذكاء او مهارات او كفاءة البشر فالجا الى الله ليعطيك مثله
فراقب نفسك أيها المسلم والمسلمه هل تحب الخير للناس
اذاانت تنفع المسلمين وتسعى في سبيلهم وتفريج كرباتهم فأنت في المنزله العليا اذا كنت مخلصا صادقا مع الله
اما اذا كنت والعياذ بالله يشتمل قلبك على الغل والحسد والبغضاء والقطيعه والهجران والخصومات
فهذا الانسان في مرتبه مهينه في منزلةٍ دنيا يندم عليها يوم القيامه
قال عمر بن عبدالعزيز :
مارايت ظالماً أشبه بالمظلوم من الحاسد
فهو يعيش غم دائم ونفس متتابع
فلماذا يا أيها الحاسد او الحاسده تسعون لا نفسكم بالهم ولاجسادكم بالعطب ولدينكم بالذهاب
جاء عن احد السلف قال ان الحاسد اذا رأى نعمةً بهت واذا رأى عثرة شمت
وقال صلى الله عليه وسلم :
يا مَعْشَرَ مَن آمن انِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمينَ ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم ، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه ، ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه ، يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه
الراوي: أبو برزة الأسلمي و البراء بن عازب المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7984
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن صفات الحاسد ان يتملق اذا شهد ويغتاب اذا غاب ويشمت بالمصيبه اذا نزلت
اي يمدحه بشيء ليس فيه واذا يغتابه ان كالحديد
وفي المقابل ليس كل ما يصيب الانسان من خساره في المال والولد والمنصب حسد فليس كل من اغتاب حاسد وليس كل من لم يفرح لك حاسد فالمسلم الحق لا يخاف الا من الله ولا يخشى الا الله فهناك عباده هي التوكل على الله والخوف من الله