^أحد هولاء الضحايا هو مارتن فلاشمان الذي يعمل في مجال العقار لاكثر من عشرين عاما. فهو يقول: ان مشكلة الاستثمار العقاري في بريطانيا وربما في دول اوروبية اخرى، بدأت في عام 2000 وبالتحديد بعد سقوط البورصات في هوجة الدوت كوم. فبين ليلة وضحاها تبخرت احلام الثراء من اسهم الانترنت وانفجرت الفقاعة التي اعتقد البعض انها باقية الى الابد، وفقد الكثيرون اموالهم في شركات كانت شبه وهمية. بعدها فقد الناس ثقتهم في البورصة، وهي ثقة لم تعد كما كانت حتى وقتنا الحاضر. وتعلم الجميع درسا قيما وهو ان من يلعب في البورصة عليه ان يحتمل الخسارة الباهظة تماما كما يتمتع بالمكسب الكبير السهل
^هرولة نحو العقار سرعان ما تحول النظر الى العقار كمصدر استثمار بديل اكثر أمانا واستقرارا. وبالتدريج تحول الاهتمام بالعقار الى هرولة من الصعب ايقافها، خصوصا في مجال الشراء من اجل عرض العقارات للايجار. ونمت نسبة المستثمرين من هذا النوع الى خمسة بالمائة من حجم السوق زادت في الوقت الحاضر الى ما بين 15 و20 بالمائة. وتغيرت معالم السوق: التهبت الاسعار، وتراجعت القيم الايجارية بعد زيادة المعروض العقاري في السوق عن عدد المستأجرين القادرين على دفع الاجور الباهظة. وزاد من سوء الموقف اضطرار بعض هؤلاء لبيع عقاراتهم للتخلص من هموم القروض العقارية الباهظة وندرة وجود السكان، في معادلة تصبح خاسرة لو بقي العقار شاغرا لاكثر من شهر واحد كل عام
^إن الاستثمار العقاري لا يزال احد افضل انواع الاستثمار واقلها خطرا، ولكنه يحتاج الى بعض الجهد في التعرف على خباياه وتجنب مزالقه. وهو في المدى البعيد لا يزال اكثر انواع الاستثمار استقرارا وامانا. ومن يدخل هذا المجال وعينه على عام 2015 فلن يخسر، ولكن من يهرول وراء وعود الثراء بعد 12 شهرا، فالانسب له ان يبحث عن لعبة اخرى.
(هذه مقتطفات من مقال نشر في جريدة الشرق الأوسط قبل أكثر من 10 سنوات)
اعلم أن البعض قد يقول ما الفائدة من نشر هذا المقال بهذا الوقت بالتحديد
ولكن بالوقت نفسه أعلم أن البعض قد يفهم ما كتب في حنايا الموضوع