بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه تعالى " . قال النووي -رحمهُ الله-: (( معناه: أن المطر رحمةٌ، وهي قريبة العهد بخلق الله -تعالى-؛ فيتبركُ بها )).
قال محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
ويسن أن يقف في أول المطر قوله: " أن يقف " ، أي: أن يقف قائماً أول ما ينزل المطر.
قوله: ( وإخراج رحله وثيابه ليصيبهما المطر ) ، أي: متاعه الذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما . أخرجه الشافعي في الأم ، والثابت من سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه" ؛ أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: " لأنه حديث عهد بربه " .
وهذه السنّة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإِنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه حتى يصيبه المطر اتباعاً لسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم .
الشرح الممتع لابن عثيمين .
وقال الشيخ عبد الله بن جبرين
السؤال: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه حديث عهد بربه ؟ ومتى يقولها ؟
الاجابـة: لما نزل المطر مرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المنزل وكشف عن رأسه ليُصيبه المطر وأخذ يمسح رأسه بما أصابه ويقول: "إنه حديث عهد بربه" يعني أن هذا المطر حديث عهد بالله، فالله هو الذي أنزله من السماء وهو الذي خلقه وسخره، وهو الذي أمر بإنزاله، فيقول هذه الكلمة إذا خرج إلى المطر وأصابه فابتل رأسه وابتلت ثيابه رجاء بركته . والله أعلم .
قال العلامة عبد المحسن العباد البدر
(( ... "إنَّه حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يعني: هذا هو السبب الذي جعله يحسر عن رأسِه.
ومعلوم أن المطر إنَّما يأتي من السَّحاب المسخَّر بين السَّماءِ والأرض، وهو لا يأتي من السماوات المَبنيَّة؛ وإنَّما: الله -عزَّ وجلَّ- يُرسل الرِّياحَ فتُثير سحابًا فيبسطُه بين السماء والأرض، ثم يُنزِله حيث يشاء، وينفع به مَن يشاء من عبادِه، فهو يَنزِل من السحاب المسخَّر بين السَّماء والأرض.
وليس المقصود أنَّه نزل من فوق العرش، وأنَّه "حديث عهدٍ بربِّه" لأنَّه من اللهِ -عزَّ وجلَّ-؛ وإنَّما بكَونِ الله -عزَّ وجلَّ- أنزله، كما قال: {وأنزلنا مِن السَّماءِ ماءً طَهورًا}، {أَأنتُم أنزلتُموهُ مِن المُزنِ أم نحنُ المُنزِلون}؛ فهذا هو المقصودُ من قوله: "حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يعني: بإنزالِ ربِّه، وبإيجادِ ربِّه، وليس معنى ذلك أنَّه جاء من فوق العرش؛ لأنَّ المطر إنما يأتي من السحابِ المسخَّر بين السماء والأرض )).
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن السماء مطرت فقال لغلامه : " أخرج فراشي ورحلي يصيبه المطر فقال أبو الجوزاء لابن عباس : لم تفعل هذا يرحمك الله ؟ قال : أما تقرأ كتاب الله (ونزلنا من السماء ماء مباركا) فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي " .
قال النووي أيضاً : " يستحب إذا سال الوادي أن يغتسل فيه ويتوضأ منه لما روى أنه جرى الوادي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرجوا بنا إلى هذا الذي سماه الله طهوراً حتى نتوضأ منه ونحمد الله عليه .
حكم الاستشفاء بأول المطر
س: سمعت بأن أول مطر ينزل في موسم الأمطار له قوة علاجية خارقة ، فلذلك يقوم الناس بتجميع ماء المطر في ذلك اليوم ، ويشربونه اعتقادًا أنه يشفي بعض الأمراض الصغيرة وبعض الناس يستدل بقوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) الأنفال/11 . فهل فعلاً هذا المطر - وبالأخص أول مطر ينزل في الموسم - له قوة علاجية خاصة ؟
ج: الحمد لله المطر من أعظم نعم الله تعالى على البشر ، جعله الله سببا للحياة ، ومظهرا من أعظم مظاهر النعم العامة التي بها يستبشر الإنسان والحيوان ، وبها تحيا الأرض بعد موتها ، ويستدل المخلوق الضعيف على عظمة الخالق سبحانه الذي أبدع الكون على هذا النمط العجيب ، كما قال سبحانه وتعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الروم/24 ، ويقول عز وجل : ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) النمل/60 .
فمن حرص على التعرض للمطر والإصابة منه بالغسل أو الشرب تبركا به ، فلا بأس عليه ولا حرج .
ولكن لا ينبغي نسبة الشفاء إلى هذا الماء إلا بدليل ، وإن كانت البركة الثابتة لهذا الماء قد تنفع في العلاج ، ولكن لا نجزم بوقوع العلاج والشفاء ما لم يرد نص شرعي خاص به ، ولا ينبغي الجزم بذلك للناس ، ومن باب أولى أن لا يقال : إن له قوة علاجية " خارقة " أو " خاصة " كما ورد في السؤال ، إذ لم يرد على هذه الدعوى دليل شرعي صحيح ، والناس قد يفتنون في مثل هذه الدعاوى إذا جربوا هذا الماء ولم ينتفعوا به في الاستشفاء ، فيكون الجهل سببا لفتنتهم ووقوع الشك في قلوبهم .
والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
آداب وأحكام المطر
أولا : جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيبا نافعا ) رواه البخاري .وفي لفظ لأبي داود أنه كان يقول : ( اللهم صيبا هنيئا ) صححه الألباني .والصيب : ما سال من المطر وجرى
ويستحب التعرض للمطر ، فيصيب شيئا من بدن الإنسان لما ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه قال : ” أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر ، قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه ، حتى أصابه من المطر ، فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : ( لأنه حديث عهد بربه تعالى ) ” . رواه مسلم.وكان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد المطر قال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر ) رواه البخاري .
أما الدعاء عند سماع الرعد : فقد ثبت عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : ” أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث ، وقال: }
سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته {، ثم يقول : إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض ” . رواه البخاري ومالك في “الموطأ” وصحح إسناده النووي والألباني.
ولا نعلم فيه شيئا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وكذا ، لم يثبت شيء من الأذكار أو الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية البرق فيما نعلم ، والله أعلم .
ثانيا: وقت نزول الغيث هو وقت فضل ورحمة الله من الله على عباده ، وتوسعة عليهم بأسباب الخير ، وهو مظنة لإجابة الدعاء عنده . وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر ) . رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني
والدعاء عند النداء : أي وقت الأذان ، أو بعده .وتحت المطر : أي عند نزول المطر.والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
لاتنسونا من الدعاء