لماذا
تعلن إيران أنها بحالة حرب في شرق المتوسط؟
شوف كلامه عن السعودية
ونحن ننتظر السينماء
الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني
"إيران في حالة حرب بشرق المتوسط" "طهران مستعدة لخوض أضخم المواجهات في أوسع الميادين" هذه هي أحدث تهديدات قادة الحرس الثوري الإيراني، بعد تنصيب
إيران نفسها المدافع عن المظلومين، وفي ظل تمكين التيار المتشدد والأكثر تطرفا في
إيران من أهم مؤسسات صنع القرار، تطلق
إيران بشكل شبه يومي تهديدات بأبعاد عسكرية، الخطير
أنها تأتي أيضا على لسان من يصنفوا ب "الإصلاحيين"، وكلما اشتدت معاركها البرية وخسائرها البشرية كلما بحثت عن غطاء لتجديد الخطاب التعبوي الإيراني من أجل مزيد من الحشد الطائفي ولأول مرة تعلنها طهران صراحة "إيران في حالة حرب"..ولم تقل التصريحات
أنها حرب بالوكالة.
فما تداعيات وخطورة هذه التصريحات التي تؤخذ بمحمل الجد بعد إرسال الألوية والمستشارين والقناصة علانية إلى سوريا والعراق بذريعة "الدفاع عن المظلومين"؟
"حالة حرب" كلمة ذات مدلول خطير، فهي تمنح غطاء شرعي للممارسات العدائية، والتدخلات الخارجية بزعم
أنها بحالة دفاع عن النفس وعن دول تدعي
أنها تستنجد بها، وتبيح خطط للهجوم والدفاع، والتدخل العسكري، كما أن اعتبار الحرب بشرق المتوسط، يجعلها حرب مفتوحة مع منطقة بأكملها، لذا هو تصريح يؤشر على نية إيرانية لتوسيع عملياتها البرية بالمرحلة المقبلة بغطاء إنساني وقيمي كاذب.
استعداد طهران "خوض أضخم المواجهات في أوسع الميادين"، يعكس تغول إيراني من حيث جرأة الحركة، وحجمها ومكانها، والتلويح بمواجهات مباشرة، وليس عبر أذرع عسكرية تخوض حروب بالوكالة، وهنا مكمن خطورتها.
روحاني يكذب وسلامي يهدد
في إطار الدعاية الكاذبة لتبرير التدخلات العدوانية اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده «لبّت نداء استغاثة شعوب المنطقة في التصدي لتهديدات الجماعات الإرهابية»، فيما لفت الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، إلى أن طهران الآن «في حال حرب في شرق البحر المتوسط."
وأشار روحاني إلى أن «الأمن والحيوية في كل محافظات إيران، في منطقة مضطربة، هو مكسب لها»، وسأل: «أيّهما أفضل: أمن الأكراد في إيران، أم أمن الأكراد في العراق وسورية وتركيا؟» وتابع: "تحيا
إيران التي وفّرت الأمن والرفاه والحيوية على أراضيها، من دون اعتبار للمذهب أو القومية."
وزعم أن
إيران «لا تفكّر بمصالح شعبها فحسب، بل تسعى أيضاً إلى دعم الشعوب المظلومة في المنطقة». وأضاف
أنها «لبّت نداء استغاثة ومظلومية شعوب المنطقة، عندما كانت بغداد ودمشق مهددتين بالسقوط على يد جماعات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة وأمثالهما»، لافتاً إلى أن «القوات المسلحة الإيرانية أنقذت إربيل من السقوط في يد داعش."
تهديد جديد أطلقه وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان بالقول أن بلاده «ستردّ على أي تهديد يطاولها وأمنها القومي»، وزاد: «قد يتساءل بعضهم عن سبب وجودنا في سورية والدفاع عن أناس ليسوا إيرانيين، وجوابنا بسيط جداً وهو أن ديننا الحنيف فرض علينا الدفاع عن الحق أينما كان."
أما حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، فأعلن أن طهران «مستعدة لخوض أضخم المواجهات في أوسع الميادين، مع ضمان نجاح العالم الإسلامي». وأضاف: «إذا كنا نقاتل يوماً على امتداد نهرَي الكرخة وكارون (في إيران)، فإننا الآن في حال حرب في شرق البحر المتوسط. وإذا كان العالم الإسلامي سابقاً ساحة لاعتداءات أميركا وبريطانيا، لم يعد هناك أحد الآن يفرش السجاد الأحمر تحت أقدام مسؤوليهما في العالم الإسلامي."
تؤشر تصريحات قادة
إيران العسكريين إلى
أنها تنوي توسيع حروبها البرية، بزعم مواجهة أمريكا بينما هي حليف رئيس في ميادين سوريا والعراق.
تلويح بالجاهزية العسكرية
لم تكن تهديدات الأولى من نوعها فقد سبق ولوحت بالجاهزية العسكرية، وهي تهديدات دعا خبراء إلى اتخاذها على محمل الجد، فقد شدد قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، في بداية أبريل الماضي على أن "قواته أعدت خططًا ومشاريع للرد على السعودية، بعد إعلان الرياض "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، منظمة إرهابية. وقال "جعفري" إن قواته تنتظر الأوامر للرد، مشيرًا إلى أن طهران ستدافع بكل قوة عن حزب الله وتعزيز موقفه في لبنان والمنطقة.
وفي أول اجتماع يجمع قادة الحرس الثوري في السنة الإيرانية الجديدة، ربط قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، مبدأ "الحفاظ على الثورة" بأوضاع المنطقة والعمل على تقدمها في الدول الأخرى، وعاد "جعفري" إلى الحديث عن تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج، مشددًا على أهمية "هندسة الثورة" وتوسيع نطاقها في المجال الدولي. وطالب "جعفري" باليقظة وترك التحفظ لتجاوز الحرس الثوري والثورة، ما اعتبره المرحلة الثالثة، وفق ما نقلت عنه وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري.
تهديد بالثأر ومزيد من التغلغل
في بداية مايو زعم قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، أن تدخل
إيران في العراق وسوريا مصدر "الاستقرار والأمن" في إيران، فيما توعد ممثل خامنئي في فيلق القدس بال"الثأر" لقتلى
إيران في سوريا من دول عربية على رأسها السعودية.فقد شدد ممثل ولي الفقيه في فيلق القدس "علي شيرازي" على أهمية "تصدير الثورة" إلى اليمن والعراق وسوريا مهددا السعودية بالثأر من قتلي
إيران الذين سقطوا في "الثورة وحرب الخليج الأولى" إضافة إلى الذين سقطوا خلال تدخل
إيران العسكري في سوريا.
ودافع قاسم سليماني عن سقوط قتلى من الحرس الثوري والجيش الإيراني والميلشيا التابعة لهم، معتبرا إياها دفاعا عن النظام الإيراني.ويأتي هذا في توقيت تسعى فيه
إيران إلى إخفاء عدد قتلاها في سوريا خل الأيام الأخيرة، رغم تأكيدها خسائر في صفوف الحرس الثوري والجيش الإيراني فيما كشفت مواقع إيرانية عن تشييع دفعة جديدة من المقاتلين الأفغان قضوا خلال الأيام الماضية في معارك حلب.
وفي أول تعليق له بعد أسابيع، من اعتبار حزب الله منظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، أبدى جعفري غضبه من القرار مهاجمًا الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والبحرين، بسبب ذلك القرار، وقال: إن الحرس الثوري أعد مشاريع ومخططات، وأصبحت جاهزة الآن للرد على تلك القرارات، مؤكدًا أن قواته تنتظر الأوامر.
وأكد أن بلاده ستدافع بكل قوتها من أجل تعزيز موقف حزب الله في لبنان والمنطقة، كما أكد موقف بلاده من التدخل في الشؤون العربية، ودافع عن سياساتها تجاه اليمن وسوريا والبحرين وفلسطين، وفي وقت تقترب فيه المنطقة من وقف الحرب في اليمن، قال إن بلاده "لا تترك الشعب اليمني وحيدًا"، وإن سيف جماعة أنصار الله "سيكون أكثر حدة".