قبل تسع سنوات فتحت لي محفظة اسهم لشغفي بها وبالربح السريع البارد الذي يشعرك بالإثارة وبالوهج عندماتجد تنظر الى المحفظه ونقودك تتراكم امام عينيك وبضغطة زر ناعمة وبثواني معدوده تصبح تلك الفوائد البارده حقيقة في ملكك ..دخلت الملعب بعد ان حفظت وفهمت خباياه ومكنوناته عن ظعر قلب وكنت اصعد يوماً واسقط أياما حتى تمرست فيه وصرت اكسب من رأس مال آنذاك صغيراً جداً أمام المحيطات وامواجها المتلاطمه المهوله من الأموال الساخنه في السوق ...كان رأس مالي آنذاك ثلاثون الفا كنت اكسب منها الألف والالفين والثلاثه والخمسه الاف أحيانا واسقط جزءاً لابأس به في حمى ووهج المضاربات السريعه والعمولات التي تتاكل الأرباح بدون إحساس بها...المهم كنت كسبان والناس تصيح من الام الخساره وانا متماسك فرأس المال لازال يتلألأ على محيا المحفظه فأكسبني ذلك وهجا ونضارة ارتسمت على تقاسيم وجهي فأصبح نظراً تكسوه الوسامة النقدية والقلب كذلك ظل ثابتاً راكدا على كراسيه. .المهم مالكم بالطويله قررت في عام 2009 كشط الربح وقضاء كم يوم في صنعاء العزيزه وزياره اصدقاء الوفاء والتمتع بأجوائها النديه ..وصلت عند صديقي الأول واخاه وكانا مستأجرين فتحه في عماره من دورين في شارع جمال يبيعان فيها الحرير يتناوبان على الدوام فيها وكانا يعملان بجد واجتهاد ويطلعوا وينزلوا وماشاء الله عليهم كالنحل في حركتهم ولكن على حركة قليله للشراء فظنيت لحالهم وتذكرت الأسهم والنعمة التي انا فيها لاتعب ولاكلل ولاوهن بل بكبسة زر احصل على المال البارد اللذيذ ...لم أخبرهم عن عملي الزائد فوق عملي كمهندس لااجد فيه طعم المال بسبب الجهد الذي ابذله في الميدان ...بعدها بكم يوم ذهبت لأحد اصدقائي الذي كان يعمل في الخضار وخاصة الخيار كان يشتري مزارع المحميات بالاجل ويكرف فيها كرف ماتتحمله الجمال وكنت اظنى لحاله واقوله شوف لك شغله أسهل وكان يرد وش اسوي اجلس في البيت واقعد احلم والصباح مافيه شي وبردد مثله الذي كان يصم به إذني قليل دايم ولاكثير منقطع ...كنا نتسامر ونتنادم جميعاً وكان يأتينا أحد أصدقائنا الذي كان يعمل على القاطرات وهي تسمى هنا ناقلة نفط موسيدس اعطاه إياها أحد الأثرياء ليعمل عليها مقابل السدس من تكلفة النقل ...كذلك ظنيت لحاله ومايشكو منه عند العودة من معاصرة الدركسون في عقبات الحديده وتعز ...كلهم كنت اظنا لحالهم واحمدالله على الرزق السهل وله الحمد على كل حال...قررت عند العوده ان اقترض حتى ادعم المحفظة واستغل فرصتي في تنمية رأس المال حتى يصل الى مئات الملايين وفعلاً فعلت ذلك وصرت اضارب واربح بعشرات الآلاف واخسر بعشرات الآلاف ...وهكذا دواليك مرت السنه عقب السنه وانا في بحري اسبح حتى وقفت مع نفسي وقررت ان احسب ماذا حصلت عليه في تلك السنوات التسع التي لاليلي فيها ليل ولانهاري فيها نهار حتى طلع ان ماكسبته تلك السنوات لايتعدى الخمسه وخمسون الفا فقط وطلع كل سنه لايتعدى مكسبها الستة آلاف ريال فقط ولله الحمد على كل حال. .ماعلينا تعالوا شوفوا أصدقائي الذين كنت اظنى لحالهم ولكرفهم ...بائعي الحرير اشتروا العماره وزادوا ادوارها وقلبوها فندق واجروا المحلات الأخرى ووسعوا تجارة الحرير النسائي واصبحوا يستوردوا البيور سللك من اليابان وكوريا ويبيعونه جمله في محلهم وصاحبي مستأجر المحميات أصبح لديه عمارتان ومالك محميات وتزوج بأخرى وصاحبي عامل القاطرات أصبح لديه اربع قاطرات واستفاد من تذبذب أسعار المازوت ورفعته فوق جميعهم الله يسعدهم أكثر وأكثر والله يهنيهم ماشاءالله ويملأها لهم بالبركة والحمدلله انا حالي طيب ومستور...ماعنيته شوفوا نهاية اللي يكرف وبين اللي يطرد خلف السراب
فعلاً صدق صاحب المثل قليل دايم ولاكثير منقطع
.