قصائد من ديوان الامام الشافعي: قصيدة : الترحال و عزة النفس
سأضربُ في طولِ البلادِ و عرضها
أنالُ مرادي أوْ أموتُ غريبا
فإنْ تلفتْ نفسي فللهِ درها
وإنْ سلمتْ كانَ الرجوعُ قريبا
الدهرُ يومان ذا أمنٌ وذا طرُ
والعيشُ عيشانِ ذا صفوٌ وذا كدرُ
أما ترى البحرَ تعلو فوقهُ جيفٌ
وتستقرُّ بأقصى قاعهِ الدررُ
وفي السماءِ نجومٌ لا عدادَ لها
وليسَ يكسفُ إلا الشمسُ و القمرُ
قصيدة : الجود
إذا لمْ تجودوا و الامورُ بكم تمضي
وقدْ ملكتْ أيديكمُ البسطَ و القبضا
فماذا يرجى منكمُ إنْ عزلتمُ
وعضتكمُ الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجعُ الأيامُ ما وهبتكمُ
ومنْ عادةِ الأيامِ تسترجعُ القرضا
قصيدة : الحض على الترحال
ما في المقامِ لذي عقلٍ و ذي أدبِ
منْ راحةٍ فدعِ الأوطانَ و اغتربِ
سافرْ تجدْ عوضاً عمنْ تفارقهُ
وانصبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النصبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدهُ
إنْ ساحَ طابَ و إنْ لمْ يجرِلمْ يطبِ
و الأسدُ لولا فراقُ الأرضِ ما افترستْ
والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصبِ
والشمسُ لوْ وقفتْ في الفلكِ دائمةً
لملمها الناسُ منْ عجمٍ و منْ عربِ
و التبرُ كالتربِ ملقىً في أماكنهِ
والعودُ في أرضهِ نوعٌ منَ الحطبِ
فإنْ تغربَ هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تغرَّبَ ذاكَ عزَّ كالذهبِ