اندلعت مواجهات بين شرطة النظام الإيراني ومتظاهرين معظمهم من العرب في قضاء "عسلوية" التابع لإقليم "بوشهر" ذات الأغلبية السنية والذي يضم أضخم منشآت الغاز في جنوب إيران، وذلك على خلفية مقتل شاب عربي برصاص الأمن، في حين أعلن النظام الإيراني فرض حالة الطوارئ في الإقليم.
الشرطة الإيرانية تقتل شاب عربي
وبدأت الحادثة عقب وقوع جدال وخلاف بين أحد عناصر الشرطة والشاب "خليل باقري" الذي توجه إلى مركز الشرطة لاستعادة قاربه الذي صادرته قوات الأمن في ميناء عسلوية، وفق وكالة "شبستان" الإيرانية.
وأكدت الوكالة أن الشرطي أطلق النار على الشاب "باقري" وأرداه قتيلاً، ليخرج المئات في مظاهرات احتجاجية طالبت بإقالة المسؤولين الأمنيين في المدينة ومحاكمة المسؤولين عن الحادث، ووضع حد لتجاوزات الجهات الأمنية.
النظام الإيراني يعلن حالة الطوارئ
في هذه الأثناء، أشارت وسائل إعلام تابعة للمعارضة الإيرانية، إلى وقوع مواجهات خلال المظاهرات، التي استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة، رداً على محاولة الشرطة اعتقال متظاهرين شاركوا بحرق سيارة لقوات الأمن، حيث أدت المواجهات إلى إصابة أربعة من المتظاهرين.
وأفادت مصادر إعلامية محلية أن النظام الإيراني أعلن حالة الطوارئ واستدعى وجهاء المنطقة وشيوخها إلى اجتماع مشترك مع المسؤولين للسيطرة على الأوضاع الأمنية.
تخبط في إعلام الملالي وتناقض في الروايات الرسمية
في المقابل، قدمت وكالات الأنباء الحكومية الإيرانية رواية مغايرة للصور التي تناقلتها مواقع محلية وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصدر الأمن الإيراني خلال اليومين الماضيين ما لا يقل عن 3 بيانات لشرح ملابسات الأحداث في عسلوية.
وزعمت وكالتا "مهر وفارس" في تقارير متباينة بأن اشتباكات حدثت بين عناصر الأمن ومهربين في عسلوية، بينما جاء في بيان ثان أصدرته الأجهزة الأمنية أمس حول الأحداث، أن الشرطة الإلكترونية "فتا" فتحت تحقيقاً لمعرفة المصادر التي تناقلت الأخبار والصور والمقاطع المصورة حول الحادث، فيما تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها تظهر لحظات من دخول قوات إضافية إلى مدينة عسلوية وبلدة النعيمية.
18 نائباً في البرلمان الإيراني يوجهون إنذاراً إلى وزير الداخلية
وتأتي "أحداث عسلوية" عقب توجيه 18 نائباً في البرلمان الإيراني إنذاراً إلى وزير الداخلية، بسبب سوء التعامل والانتهاكات المتتالية التي تتم في حق أهالي السنة في المنطقة، وكان آخرها إغلاق مصّليات، ومنعهم من إقامة صلاة العيد في طهران.
العاصمة الاقتصادية في إيران
يشار هنا، أن قضاء "عسلويه" يعتبر العاصمة الاقتصادية في إيران، حيث يستقر فيها أكبر منشآت لتصدير الغاز في إيران، ويقطنه أغلبية عربية، إلا أن سكانه يواجهون نقصاً في الخدمات العامة.
وشهد ميناء عسلوية إضرابات عمالية واسعة العام الماضي احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والتأخر في دفع الرواتب، كما يواجه أهل المنطقة مضايقات كبير من طرف السلطات المحلية بسبب انتمائهم العرقي والمذهبي فضلاً عن الرقابة الأمنية المشددة.
ويواجه سكان المنطقة، كغيرهم من الأحوازيين العرب وأبناء الشعوب الأخرى في إيران، مضايقات السلطات بسبب انتمائهم المذهبي والعرقي، كما تحرمهم السلطات من ممارسة الشعائر الدينية والتواصل مع أقاربهم في دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن فرض رقابة أمنية مشددة على أبناء المنطقة، وبخاصة في الجزر القريبة من عسلوية بالخليج العربي.
المواضيع المتشابهه 
عاصمة الغاز الإيراني على صفيح ساخن .. صدامات بعد مقتل شاب عربي 
العرض الشجري
