قبل عامين ونيف تقريباً كنت ابحث في مدينة اسطنبول عن مكتب سياحي للذهاب لمدينة بورصة
وقد ذهبت وحدي وتركت زميلي في الشقه لوحدة ..وبينما انا في شارع تقسيم استوقفني
مكتب سياحي لديه عروض سياحية باللغة العربية ..فقلت ممتاز جداً ساجد من يحدثني للغتي
دخلت المكتب ووجدت رجل ابيض طويل ملامحه عربية وليس تركي فاخبرته اني اريد
الذهاب لبورصة فقال لي بلهجته المصرية : بص حدرتك عندنا عرض مايتفوتش
وكعادة المصريين في اسلوب الاقناع والاشباع وقلت له ..تم يابو مصير احنا ثنين ..دفعت ببطاقة
الماستر كارد رحلة لشخصين واخبرني انه يجب علي الحضور الساعه الثامنة صباحاً للنطلاق
المهم : تجانبنا اطراف الحديث وسألته انت تعمل هنا موظف ..فقال لي لا انا بتاع الشركة
واخذ يحدثني عن هجرته من مصر الى تركيا وكيف حصل على الجنسية وزوجته التركية ..الخ
بعدها بقليل دخل رجل واضحة عليه ملامح الثراء في العقد الخامس من عمره وسلم علي
فقال صاحب المكتب : اعرفك على خالي سيادة الواء فلان الفلاني ورجل اعمال معروف في مصر ..مبتسماً
اهلاً بيك ياباشا ..اخذنا نتبادل اطراف الحديث واخبرني انه قادم من المانيا وكل سنة لازم ينزل االمانيا :hawamer3312
كلمة من هنا وكلمة من هنا .. وزادت الميانه حبتين ثم سألني انتا بتشجع ايه من الاندية المصرية
قلت له :الزمالك ..فقال لي برافو عليك انتا عارف لو كنت اهلاوي حتخرب العلاقات معاك ..قالها ضاحكاً واخبرني بعدها انه عضو شرف داعم لنادي الزمالك !!
المهم طلعنا من المجال الرياضي ودخلنا المجال السياسي ..وكاننا نعرف بعض منذ زمن بعيد !!
سألني : بص انا والله اول مرة ارتاح واتكلم مع واحد زيك ..انتا بتخش المزاج بشكل غريب
وعندك كاريزما عجيبه ..وانا مش من عادتي اتحدث للغرباء ..قالها وهو يقهقه !!
بس بما انك سعودي حسألك ..فقلت على الرحب والسعة اتفضل ياباشا ..ئول الي انتا عاوزه !
فقال لي : ايه رائيك في بشار الاسد !!
اجابتي كانت بديهيه وطبيعيه جداً كأي مواطن عربي يكره النظام العلوي النصيري
الذي دمر شعبة وحول الازمة من ثورة شعبية الى حرب طائفية ليقف معه مجموعه من المرتزقة
فقلت له رأئي بكل صراحة ..ولكن كانت الصدمة التي لم اكن اتوقعها لآول مرة اشاهد مصري يقف مع بشار !؟
واخذت أحاول اقناعه بدون جدوئ تذكر ..حاول صاحب المكتب ان يغير الموضوع
ثم قال انت عارف ..خالي مره حصلي موقف معه غريب جداً ..قلت ماهو فقال مره
واحنا طالعين من سهره خاصه مع كبارية الضباط من ضمنهم السيسي كان خالي
تعبان وانا الي اسوق العربية بتاعته وقفتنا نئطة تفتيش ..وقالي اركن وكان خالي جنبي نايم
صحى خالي وقالي في ايه ..قلت بتاع النقطة ركني عايز الاثبتات ..قلي اندهله متنزلش خليه يجي
قلت للعسكري تعال الي جنبي عايزك ..وجاء العسكري وهو بيزعا ..فيه ايه ياراجل انتا
بص فيه خالي انتا عارف انا مين ..ركز شويا فشكلي ..قام العسكري من الخوف وتسمر مكانه وهو بيضرب تحيه ..هاهاهاها واعتلت صوت ضحكته هو وخاله !!
في هذه الحظات اخرج خاله هاتفه النقال ثم اخرج مجموعة من الصور الخاصه وقال تعرف دا مين
قلت ايوه اعرفه دا السيسي قال دا باء صاحبي وحبيبي لو كنت عايز اي حاجة من مصر رن علي تلفون
المهم اخذت رقم هاتفه وهممت بالخروج من المكتب الا اذا برجل خمسيني من سوريا
دخل ثم جلس بجانبه وهو يتوسل اليه ان يدخله مصر لان السلطات رفضت دخوله
قال خلاص انتا بس رن علي تفلون يوم الأحد حكون هناك وحزبط أمورك !!
الخلاصه في الموضوع هذا الرجل الذي مازلت احتفظ بصورة في هاتفي يبين
ان نظام العسكر في مصر يقف بجانب سوريا بكل مأوتي من قوة
بالاضافة ان هذا النظام نظام دكتتاوري شبيه لنظام الاسد
ولم أكن مصدوماً من القرار المصري الاخير الذي كان يقف بجانب الروس والسيسي لديه عدة زيارات سابقة لروسيا تبين ان هناك حلف سوري مصري مشترك
ومن عامين او ثلاثة وانا اتذكر هذا الرجل ..وكيف يمتدح النظام النصيري وهو محسوب على بلد كنا نحسبة شقيق لنا ويقف معنا