أهم الأخطاء التي يرتكبها المتداولون ويجب تجنبها
في رحلتك لتعلم التداول من المؤكد أن تكون هناك أخطاء في التداول. في حين العديد من المتداولين سيضربون رؤوسهم بالحائط بسبب هذه الأخطاء، وهذا شيئ جيد. لمذا؟ لأن هذا يعني أنك تطبق تتعلم وتكتشف ما المشكلة في اسلوب تداولك. على كل حال، ان لم يكن لديك أي أخطاء كيف ستتعلم وتتحسن؟ اذا كنت تستمر بارتكاب نفس الخطأ مرة تلو الأخرى فهذا يعني أنك لم تتعلم منها ولم تحقق أي تقدم. وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل المتداولين يخسرون أموالهم، ومن خلال هذا المقال سنتحدث عن أبرز 6 أخطاء التي يرتكبها المتداولون الأفراد والتي تؤدي إلى فشلهم في التداول.
1- الإفراط في التداول
التداول في أسواق المال يصبح في بعض الأحيان بالنسبة لبعض المتداولين إدماناً، فتجدهم يقومون بعدة صفقات لمجرد أن السوق مفتوح أو لأنه لا يجدون ما يفعلونه. للنجاح في أسواق المال على المتداول أن يكون منضبطاً ومتحلياً بالصبر في انتظار الفرصة الملائمة، فالسوق دائماً ما يحفل بالفرص. والإفراط في التداول أو التداول لمجرد التداول هو أحد أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون في أسواق المال نظراً لرغبتهم الكبيرة في تحقيق الربح بشكل سريع. وأفضل طريقة لتجنب الإفراط في التداول هي باتباع استراتيجية محددة وواضحة المعالم والقيام بالتداول فقط عند توفر الفرص والظروف التي تلائم هذه الاستراتيجية.
2- الفشل في تحديد العناصر الثلاث لكل صفقة
كل صفقة تتم في أي سوق مالي تتكون من 3 عناصر أساسية وهي منطقة الدخول، وقف الخسارة، ومنطقة الخروج. وتحديد هذه العناصر بشكل سليم يزيد بشكل كبير من احتمال نجاح المتداول.
- منطقة الدخول: على المتداول أن يحدد بشكل دقيق منطقة الدخول لأنه احياناً لا يكفي مجرد توقع الصعود أو الهبوط، منطقة الدخول يجب ان تكون قريبة لمنطقة وقف الخسارة، فكلما قصرت المسافة بينهما إلا وقلت نسبة المخاطرة.
-وقف الخسارة: الكثير من المتداولين خاصة المبتدئين لا يقومون بتحديد منطقة وقف الخسارة بشكل سليم، أمر وقف الخسارة يجب أن يوضع في منطقة يصبح فيها سبب دخول الصفقة لاغياَ، وإذا لم تعرف أين تضعه فلا تتدخل الصفقة.
- منطقة الخروج: العنصر الذي يغفل عنه معظم المتداولين المبتدئين. منطقة الخروج تختلف مع اختلاف طرق واستراتيجيات التداول ومعطيات السوق والإطار الزمني، ويمكن تحديد منطقة الخروج عن طريق نسب الفيبوناتشي أو مستويات الدعم والمقاومة أو النماذج الفنية أو اختراق أحد المتوسطات المتحركة التي تتبع حركة السعر.
3- المبالغة في المخاطرة
الكثير من المتداولين في الأسواق المختلفة يقومون بالتداول بشكل مبالغ فيه أو المخاطرة بنسبة كبيرة من المحفظة بالدخول في صفقة واحدة، وعندما يتخذ السوق الاتجاه المعاكس تكون الخسارة كبيرة، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على نفسية المتداول، وبالتالي عدم اتخاذ قرارات تداول صحيحة. فبعض المتداولين بعد تكبدهم للخسارة يحاولون الدخول في صفقات جديدة مباشرة بعد الخسارة لاسترجاع أموالهم بالرغم من عدم وجود أي فرصة حقيقية في السوق.
وبالتالي فإنه يجب على المتداول تقدير كلفة كل صفقة، فالمتداول الناجح يجب أن يحسب نسبة المخاطرة في كل صفقة وأن يكون مستعداً دائماً لتكبد الخسارة التي تكون تحت السيطرة ويمكن أن يتحملها. وهنا يكمن الحل في تنويع المحفظة وتقليل حجم الصفقات مع استعمال قاعدة "2%"، حيث يجب على المتداول وضع أوامر وقف الخسارة بحيث لا يتجاوز مجموع الخسارة في جميع الصفقات 2% - 5% من المحفظة حسب أسلوب التداول.
4- عدم وجود خطة تداول واضحة
خطأ شائع آخر يرتكبه المتداولون المبتدؤون هو عدم وجود خطة تداول واضحة. فالخطوة الأولى للنجاح في التداول هي وجود خطة تداول واتباعها بشكل سليم. وكما يقال فالفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل. المتداول الناجح يقوم بالتداول مع وجود منهاج واضح لإدارة راس المال، نسبة المخاطرة، المبلغ المخصص لكل صفقة، مناطق الدخول والخروج ووقف الخسارة والوقت المناسب لتطبيق استراتيجيته بالإضافة للفترة التي يجب التواجد فيها في السوق والفترة التي يجب الابتعاد فيها عن التداول. وجود خطة تداول محددة وواضحة واتباع قواعد مدروسة بشكل سليم سيجعل عمل المتداول يسيراً ويقلل من تأثير عامل العاطفة على قراراته، وبالتالي زيادة احتمالات النجاح في التداول وجعل حجم الخسارة متحكماً به.
5- الانسياق وراء القطيع
مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال أصبح المتداول أمام تحد تحليل الحجم الهائل للمعلومات والأخبار التي تنهال عليه من مختلف وسائل الإعلام المختلفة. وسائل الإعلام هذه تحفل بمن يسمون بالمحللين والخبراء الماليين الذين تتمحور مهمتهم الأساسية في الحديث وإصدار الآراء والتوقعات التي تكون غير صائبة في معظم الأحيان. وعلى المتداول أن يعلم أن عمل هؤلاء هو الحديث وإصدار التوقعات وبالتالي عدم أخذ آراءهم على محمل الجد. أضف إلى ذلك أن بعض المواقع والأشخاص الذين يقدمون نصائح التداول والتوصيات التي تكون في أغلبها غير ذات جدوى، تعتمد على كسب أرباحها من اشتراكات المنخرطين فيها بشكل شهري ولو كانت هذه التوصيات مربحة لقام هؤلاء باتباعها وكسب المال من خلال التداول في الأسواق.
6- عدم وجود دفتر للتداول
يقوم المتداولون الناجحون بحفظ دفتر لجميع صفقاتهم، لقياس أدائهم ومعرفة نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم ودراستها وتحليلها والعمل على الحفاظ على نقاط قوتهم ومحاولة إصلاح نقاط ضعفهم. ويقوم المتداول الناجح مع كل عملية تداول يقوم بها بتسجيلها في دفتر مع الرسم البياني للأصل قيد التداول وتسجيل سبب الدخول في هذه الصفقة ومنطقتي الدخول والخروج ونتيجة هذه الصفقة. فلو كانت الصفقة خاسرة يقوم بدراسة وتحليل الخطأ الذي ارتكبه وما الذي يجب فعله مستقبلاً لتجنب هذا الخطأ. استعمال دفتر لحفظ عمليات التداول التي يقوم بها المتداول سيساعدك على معرفة الأخطاء التي تقوم بها والجوانب التي يجب عليك تحسينها.