المطر و الغيث كلاهما اسم لنزول المطر من السحاب ،
لفظهما مختلف و معناهما واحد، و هذا في معاجم اللغة العربيّة:
المطر هو الغيث، و الغيث هو المطر، أمّا في لغة البيان القرآني،
فالأمر مختلف، كالآتي:
1 / ( المطر )
لم يستعمله القرآن إلاّ في مقام العذاب و الإنتقام عن المعرضين
عن رسالات الله، و دعوة رسل الله.
مثل قوله تعالى:
"وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) " سورة الاعراف
" فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74)"سورة الحجر
" وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)" سورة الفرقان
أمّا في سياق الحديث عن المؤمنين، فيرد في مقام الأذى و الإبتلاء
مثل قوله تعالى :
" إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ ... (102) " سورة النساء
2/ ( الغيث )
إستعمله القرآن في مقام النعم و الفضل و الغوث و النجدة
أي يستعمل في مقام الخير دائما.
" وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)" سورة الشّورى
*****
الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم و السنّة النبويّة
إعداد
د. أحمد مصطفى متولّي / دار ابن الجوزي - القاهرة
******