بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك ..ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
ابن عثيمين : حكم من قطع صلاته بسبب رائحة من بجانبه
س : ما حكم قطع الصلاة والانتقال إلى مكان آخر إذا كان بجانبي إنسان كريه الرائحة ، ولا سيما بأنه قد يفوتني ركن من أركان الصلاة ، ألا وهو الطمأنينة ؟ نرجو من سماحة الشيخ الإجابة
ج : لا حرج في ذلك لقطعها للضرورة ؛ لوجود الرائحة الكريهة تجعل الإنسان غير خاشع في صلاته وغير مطمئن ، فإذا قطعها ليذهب إلى جانب آخر فلا حرج في ذلك إن شاء الله ، مع العلم أن الذي له رائحة كريهة لا يصلي مع الناس الواجب عليه أن يصلي في بيته ، إذا كان عنده الرائحة الكريهة ؛ البخر الكثير المؤذي ، أو الصنان في إبطه الكثير الواجب عليه أن يعالج هذا الشيء حتى يزول ، وليس له أن يؤذي
الناس ، أو أكل ثوما أو بصلا ، ليس له حضور المسجد ، يجب عليه أن يبتعد عن المسجد حتى تزول تلك الرائحة الكريهة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى من أكل ثوما أو بصلا أن يقرب المسجد ، وكان يأمر بإخراج من فعل ذلك من المسجد ، فإذا وجد فيه رائحة كريهة غير الثوم والبصل ، كالبخر في الفم الشديد الذي يؤذي من حول ، ومن حوله له أن يفارقه ، يبتعد إلى جهة أخرى .أنتهى
من فتاوى نور على الدرب لأبن باز رحمه الله تعالى
ثم أود أن أشير الى نقطة وهي أن بعض الناس يظن أن وضع اليد في الأنف من أجل الروائح الكريهة قد تبطل الصلاة والبعض يظنها مكروها
أولاً : من المعلوم أن وضع اليد في الأنف من غير سبب أمر مكروه من مكروهات الصلاة ولكن ما فعلته يا أخي لا يدخل في هذا فإن فعلك هذا قد درء مفسد أعظم وهي ذهاب الخشوع في الصلاة ففعلك لا حرج فيه ان شاء الله
واليك هذه الفتوى تأكيدا فتاوى إسلام ويب
حكم وضع اليد على الأنف حال الخطبة تجنبا للرائحة الكريهة
السؤال: في صلاة الجمعة ونحن نصلي صلى بجانبي شخص قد أكل البصل والثوم، وكانت الرائحة لا تطاق، هل يجوز للمصلي أو من يسمع الخطبة أن يضع محرمة أو منديلا على أنفه، ويبقى ممسكه في الصلاة؟ أم هذه الحركة الطويلة تعتبر مبطلة للصلاة، مع العلم أنه سيترك المنديل عند السجود ويضعه في باقي أجزاء الصلاة، وهل يجوز له التحرك والإمام يخطب أم لا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فدخول من به رائحة كريهة تؤذي المصلين إلى المسجد من المنكرات لما فيه من أذية المسلمين، والواجب مناصحة من يفعل هذا الأمر لما فيه من الإضرار بعباد الله، وأن يبين له وجوب إزالة تلك الرائحة إذا أراد القدوم إلى المسجد، قال الشيخ العثيمين رحمه الله: "فإذا قرب المسجد من كان فيه رائحة كريهة فقد عصى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعصية النبي صلى الله عليه وسلم منكر، وقد قال صلي الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, فإن لم يستطع فانه, فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان . وإخراج صاحب الرائحة الكريهة من المسجد من إزالة المنكر فيكون مأموراً به. بل في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما - يعني البصل والثوم - من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً" انتهى
وإذا ابتلي المصلي بذي رائحة كريهة يقف بجواره
فلا حرج عليه إن شاء الله في أن يضع يده على أنفه أو يضع منديلا أو نحوه على أنفه توقيا لتلك الرائحة وتحصيلا للخشوع المأمور به في الصلاة والذي هو لبها وروحها، وليس في هذا حركة كثيرة بل غايته أنه وضع يده في غير المكان المشروع له وضعها فيه، وإنما فعل ذلك للحاجة ولتحصيل مصلحة أكبر وهي الخشوع، وقد نص الفقهاء على أن للمصلي وضع يده على فمه في الصلاة لرد التثاؤب ونحوه، واستثنوا ذلك من النهي عن ستر الفم في الصلاة وذلك للحاجة الداعية إلى ذلك.
قال النووي رحمه الله:
وسواء كان التثاؤب في الصلاة أو خارجها : يستحب وضع اليد على الفم , وإنما يكره للمصلي وضع يده على فمه في الصلاة إذا لم يكن حاجة كالتثاؤب وشبهه. انتهى
وقال الحافظ رحمه الله: وفي معنى وضع اليد على الفم وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود , وإنما تتعين اليد إذا لم يرتد التثاؤب بدونها , ولا فرق في هذا الأمر بين المصلي وغيره , بل يتأكد في حال الصلاة كما تقدم ، ويستثنى ذلك من النهي عن وضع المصلي يده على فمه. انتهى
وإذا جاز ما ذكرناه في الصلاة فجوازه في الخطبة أظهر، كما أن انتقال المصلي من موضعه أثناء الخطبة جائز لا حرج فيه إذا كان لتحصيل مقصود شرعي، ومن ذلك الابتعاد عن موضع الرائحة الكريهة التي تشغل عن الاستماع والإنصات للخطيب، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نعس أحدُكم في المسجدِ يومَ الجمعةِ فليتحولْ من مَجْلِسِه ذلك، رواه أحمد والترمذي
وفي رواية بزيادة: والإمام يخطب. فدل هذا الحديث على ما ذكرناه من جواز تحول المصلي عن موضعه يوم الجمعة إذا كان ذلك لمصلحة معتبرة شرعا.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى هل انبعاث الروائح الكريهة من الفم من الأعذار المبيحة لترك الجماعة؟
س : إنني والحمد لله من المواظبين على حضور الجماعات بالمسجد، إلا أنه اعتراني منذ سنوات مرض أصاب حلقي، فنتج عن هذا انبعاث رائحة كريهة يتضايق منها من يقف بجانبي، وهذا يسبب لي حرجاً شديداً، ويجعلني غير خاشع في صلاتي، فأرشدوني وفقكم الله ماذا أفعل، هل هذا من الأعذار المبيحة لترك الجماعة؟
ج: فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو يشهد الصلاة مع المسلمين؛ لأن ذلك يؤذي المسلمين ويؤذي الملائكة، فإذا كان هذا الذي يخرج منك له رائحة كريهة تؤذي المسلمين، وأنت لا تستطيع علاجها فلا حرج عليك في التخلف عن الجماعة، بل هذا هو المشروع لك، المشروع أن تتخلف عن الجماعة ولا تؤذ الناس، وتصلي في بيتك، إلا إن وجدت حيلة وعلاجاً لهذا الأمر الذي حصل لك، فإنه يلزمك حينئذ أن تعالج لإزالة هذه الرائحة بالدواء المباح، لعلك تسلم من شره، وتحضر الجماعة مع إخوانك، فالمقصود أن المشروع لك أن تعالج هذا الداء، حتى تزول هذا الرائحة الكريهة، فإن لم يتيسر ذلك أو عالجت ولم يحصل فائدة، وأنت تعلم أنه يؤذي من حولك فأنت معذور. إذن توصونه سماحة الشيخ بأن يبدأ بالعلاج أولاً؟ نعم، يبدأ بالعلاج ولا يصلي مع الناس مع دام يؤذيهم. انتهى
ابن باز من فتاوى نور على الدرب إذا صليت ورائحة فمي كريهة هل صلاتي صحيحة؟
الحمد لله المصلي يناجي ربه ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ) رواه البخاريومسلم فينبغي أن يكون على أهبة الاستعداد لهذه المناجاة ، فيكون بدنه نظيفا ، وثوبه نقيا ، ومكانه نظيفا خاليا من الروائح الكريهة ، فقد قال تعالى : (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف/31 . فالمصلي مأمور بالتجمل والتزين عند الصلاة .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ ) رواه البخاري ومسلم .
أما صحة الصلاة مع وجود الرائحة الكريهة فهي صحيحة لكنها مكروهة .
وإذا كانت الصلاة في المسجد ، وهذه الرائحة ظاهرة بحيث تؤذي المصلين والملائكة ، كان ذلك محرماً ، روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي الثُّومَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (قَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرُبْ مَسَاجِدَنَا يُؤْذِينَا بِرِيحِ الثُّومِ) رواه مالك في الموطإ
فالنصيحة أن تعتني يتنظيف فمك ، وإذا كان الأمر يقتضي علاجا أن تعالجه حتى لا تبقى في حرج وبعد عن الصلاة في الجماعة .
والله أعلم